مصطفى بلال واليوم نواصل نشر الجزء الثاني من رسالة الدكتور نادر نور الدين الاستاذ بكلية زراعة القاهرة حول أرض الفيروز.. وبالنسبة لتوزيع الأراضي علي المنتفعين فقد وضعنا في المجالس القومية المتخصصة دراسات تراعي موقف أراضي شمال سيناء الأمني والحدودي حيث أقترحنا توزيع كمية كبيرة من الأراضي علي الشباب الذين انتهت فترات تجنيدهم والمسرحين من القوات المسلحة ليكونوا عيونا ساهرة علي حراسة مصر في هذه المنطقة الحدودية، قادرون علي حمل السلاح وقت اللزوم ورصد الإرهاب ومقاومته.. أراضي سيناء يمكنها تحقيق الإكتفاء الذاتي الكامل لمصر في الفول والعدس مثلا خاصة وأن هناك صنف مصري جديد من العدس يسمي ّسيناء 1" مستنبط خصيصا ليناسب أراضي وأجواء سيناء. كما أن الجزء الأول من المشروع لترعة السلام غرب قناة السويس بمساحة 220 ألف فدان كاف تماما لتحقيق الإكتفاء الذاتي الكامل لمصر من السكر بزراعته بمحصول بنجر السكر المتحمل للأملاح الناتجة من نشع بحيرة المنزلة وقناة السويس خاصة أنه يتوسط مصنعين لتصنيع السكر من البنجر احدهما في الإسماعيلية والآخر في الشرقية وأن إنشاء مصنع جديد لإستخلاص السكر من البنجر في هذه المنطقة سيكون إضافة كبيرة للطاقة الصناعية والتنمية في مصر يساهم أيضا في تعمير وتنمية هذا الجزء من الوطن وإمداد سيناء باحتياجاتها منه.. توطين 3 ملايين فلاح مصري سيؤدي إلي ذوبان بدو سيناء في المجتمع الزراعي الجديد ويتحولون إلي أفراد منتجين ومالكين لبعض أراضي المشروع وبالتالي يوفر فرصا معيشية جيدة لسكان سيناء كما يمنع أيضا الحركات الإرهابية والمتشددين والتهريب عبر الحدود والأنفاق وتعود سيناء مدينة مزدحمة يغشاها الكثيرون. وفي جنوب ووسط سيناء هناك أيضا نحو 200 ألف فدان قابلة للزراعة ومياه جوفية جيدة تكفي لري هذه المساحات بما يكفي لتوطين وإقامة مليون مصري إضافي في قطاع الزراعة فقط بالإضافة إلي أنشطة الإستزراع السمكي علي مياه البحر الأحمر ومثلها أيضا في بحيرة البردويل في شمال سيناء علما بأن 60٪ من الإنتاج السمكي العالمي حاليا ناتج من الإستزراع السمكي وليس من الصيد المفتوح. هناك أيضا مواد خام متوافرة في وسط سيناء لتصنيع الأسمدة النتروجينية التي نعاني من نقص حاد فيها ويدفع الفلاح ثمنا غاليا لشرائها من السوق السوداء، والأسمنت والحديد وجميعها أصبحت صناعات إستراتيجية وتصديرية يطلب إستيرادها من مصر جميع الدول المحيطة بنا عربيا وأفريقيا بل وأوروبيا. والمجال متاح في جنوبسيناء لصناعات السجاد والسياحة وإنشاء محطات للطاقة الشمسية وإنشاء المدن السياحية البيئية الخالية من التلوث التي تنار بالطاقة الشمسية وتشرب من إعذاب مياه البحر بكهرباء الطاقة الشمسية وتأكل الأغذية العضوية الخالية من المبيدات والكيماويات وبالتالي لا يصل إليها التلوث وتكون خالية من إنبعاثات الغازات المسببة للإحتباس الحراري لأنها لا تستخدم الوقود البترولي وتستخدم الطاقات النظيفة فقط. وغيرها الكثير يمكن أن تستوعب 2 مليون مصري إضافية للإقامة في وسط وجنوبسيناء.هذه الصناعات والأنشطة السياحية سوف تستوعب الزيادة السكانية القادمة حيث الأمل معقود بسيناء لإستيعابها بعد أن يصل عدد سكان مصر إلي 104 ملايين نسمة في عام 2030 ونحو 130 مليون نسمة في عام2050.. والأمل معقود فقط علي سيناء. شكرا أستاذ د. نادر علي رؤيتكم الوطنية.