رفعت رشاد لا تلبث إيران تعود من جديد في مجال الشأن المصري وهي التي تكاد لا تخرج منه علي مدي عقود طويلة . وحتي في غير المجال السياسي، ربطت مصر وإيران علاقة مصاهرة بين الإمبراطور الفارسي وإحدي أميرات الأسرة العلوية الحاكمة في مصر وهي شقيقة الملك فاروق . وتراوحت قوة العلاقة بين قوة وضعف حسب الموقف، فتعاطف المصريون بقوة مع محمد مصدق رئيس الوزراء الإيراني الذي أمم نفط بلاده، حتي قامت في نهاية السبعينيات الثورة الخومينية والتي وقفت مصر ضدها واستضافت شاه إيران محمد رضا بهلوي حتي قضي نحبه ودفن في القاهرة . منذ ذلك الوقت صار العداء بين القاهرة وطهران مستمرا وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين . جرت محاولات مستترة لإعادة العلاقات ولكنها باءت جميعا بالفشل ربما لتدخل أطراف خارجية تتعارض مصالحها مع إعادة العلاقات بين أكبر قوتين إقليميتين . ومن جديد تعود إيران ويعود الجدل بشأنها علي الساحة المصرية وهل تعود العلاقات معها ؟ وهل زيارة الرئيس مرسي لطهران لها مدلولات بشأن صفحة جديدة في العلاقات ؟ وهل هناك توازنات عالمية وإقليمية يتحسب لها الرئيس المصري بشأن هذه العلاقات ؟ . أسئلة كثيرة يطرحها المراقبون والمحللون ولا إجابة شافية عليها . فهل آن الآوان لطي صفحة سلبية في تلك العلاقات عمرها أكثر من ثلاثة عقود زمنية ! هل يتحقق التوازن الإقليمي بالتعاون بين هاتين القوتين الكبيرتين مصر وإيران بغض النظر عن تعارض ذلك مع المصالح الأمريكية وتوجهاتها وعدوانية إسرائيل التي تتبجح يوميا بالتهديد بضرب إيران ؟ . هل يضر مصر إعادة علاقاتها مع إيران في الوقت الذي تتخذ فيه دول الخليج موقفا مغيرا، وبمعني آخر : هل تكون علاقة مصر مع إيران مقابل علاقات مصر مع أشقائها العرب ؟ . هذه الأسئلة وغيرها ستجيب عليها زيارة الرئيس مرسي إلي إيران لتسليم رئاسة عدم الانحياز إلي إيران، ومن المؤكد أن زيارة إيران خلال مؤتمر دولي يمكن تفهمها بعكس لو كانت الزيارة في إطار دعوة خاصة للرئيس المصري، وفي كل الأحوال من صالح مصر وإيران أن تكون العلاقات بينهما سوية وأن يستفيد البلدان من التبادل الاقتصادي كما أن تحسين العلاقات مع إيران سيفيد منه الدول العربية الخليجية في حال تدخل مصر بقوة لحل المشاكل وتخفيف حدة التوتر . لذلك قال الإمام الشافعي : سافر ففي الأسفار سبع فوائد .