السيد النجار هل انسحبت إسرائيل من غزة بقرار منها من أجل سواد عيون الفلسطينيين.. او استيقظ قادتها من النوم في صبيحة احد ايام سبتمبر 5002 واكتشفوا ان اسرائيل دولة ظالمة تحتل ارض شعب عربي ولابد من اعادتها الي الفلسطينيين.. قد يتخيل بعض ساسة هذه الايام ان ذلك ما حدث.. وقد يفهم بعض قادة حماس الانقلابيين انهم حرروا غزة بالجهاد والكفاح المسلح.. ولكن الحقيقة لمن ينسي قالها شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي حينذاك.. فلتذهب غزة الي الجحيم.. لماذا نتحمل نفقات مأكل ومشرب ومعيشة وتأمين سكان هذا القطاع اللعين.. ليس في خطتنا.. ولا أهدافنا ولتعود ادارته إلي مصر مرة اخري مثلما كانت تحكمه قبل حرب 7691.. ولكن مصر لم تقع في الفخ وكانت تعلم ان ذلك يعني ان غزة ستصبح المحافظة المصرية رقم »82« وان الانسحاب الاسرائيلي من غزة اذا وافقت علي اقتراح شارون اللعين سيكون آخر انسحاب إسرائيلي من اي ارض فلسطينية.. وهو ما كان اسحق رابين قاله بالفعل عقب اتفاق اوسلو.. واصرت مصر علي ان غزة رغم انسحاب القوات الاسرائيلية منها.. فانها مازالت ارضا محتلة تمتلك اسرائيل السيادة الكاملة عليها برا.. وبحرا.. وجوا.. ولابد من اتمام اتفاق سلام فاقامة الدولة الفلسطينية علي جميع الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 76 وعاصمتها القدسالشرقية.. وحتي لا ينسي الساسة الجدد واجيال الشباب ان دخول غزة لأي زائر لا يتم إلا بتأشيرة دخول من السفارة الاسرائيلية. وما فشلت فيه اسرائيل حسب مخططها.. نجح فيه الفلسطينيون بتحقيق الانفصال الكامل بين غزة والضفة الغربية بعد هزيمة فتح علي ايدي حماس وخروج السلطة الفلسطينية إلي الضفة. ولهذا كان رفضي الشديد لتصريحات قادة حماس بالامس تحت عنوان »من انتم« وسعي حماس لتحويل غزة إلي دولة وحكومة... والمقترحات التي يتم تداولها باقامة منطقة تجارة حرة مع مصر كبديل قانوني لوضع غير قانوني وهو وضع الانفاق غير الشرعية وحركة حماس المحظورة دوليا حتي هذه اللحظة.. ولا تستطيع مصر الاتفاق علي هذه المنطقة المخالفة لكل الاتفاقيات الرسمية بين الاسرائيليين والفلسطينيين وبضمانة امريكية اوروبية.. واذا حدث هذا في غفلة من الزمن وانتهازية من حماس في ظل رعاية جماعة الاخوان المسلمين لها.. فلا نتيجة له غير ان قطاع غزة سوف يكون مثل أي محافظة مصرية.. تتحمل مصر مسئوليته كاملة.. او بداية المخطط الاسرائيلي باقامة الدولة الفلسطينية علي ارض غزة وسيناء.. وبتبادل اراض لمصر في صحراء النقب الإسرائيلية.. ليس هذا كلاما افتراضيا من قبيل التحليل التآمري، ولكنه كان اقتراحا إسرائيليا معلنا منذ 6002 ووصفته مصر حينذاك بانه »كلام فارغ«. يا تري ما هو رأي حماس؟.. نريد ان نعرف خيارهم بين البديلين.. أم لهم مخطط آخر؟!.