من الوارد أن يطالب متطرف أو معتوه إسرائيلي بإقامة دولة للفلسطينيين في سيناء.. ومن الممكن ان يقترح مركز بحوث ودراسات إسرائيلي أو أمريكي تبادل أراض ما بين سيناء والنقب في إطار دولة فلسطين محدودة السيادة والمساحة.. أمثال هذه الآراء أو الاقتراحات دخان في الهواء، ولا تستحق التعقيب عليها أو مناقشتها، ولكن أن يكون هذا في الفكر الاسرائيلي الرسمي فهذه هي القضية التي يجب الرد عليها بكل الجدية والاهتمام رسميا من الدولة ومن الإعلام الذي ينخدع أحيانا أو يسئ القصد أحيانا خاصة من أبواق الهجوم علي مصر.. وأول من يجب ان ينتبه إلي ذلك هم الفلسطينيون أنفسهم، لأن مثل هذه الأفكار لا تعني شيئا غير طي القضية الفلسطينية وأمل إقامة الدولة في غياهب النسيان، ويبقي الأمر علي ما هو عليه وللحقيقة فإن المسئولين بالسلطة الفلسطينية يدركون ابعاد هذا المخطط الاسرائيلي المدمر لحلم دولتهم.. بل والذي يكشف للجميع أن أوهام إسرائيل الكبري لاتزال قائمة.. ولكن المؤسف له أن موقف حركة حماس بما يحدث الآن من الاصرار علي عدم المصالحة الفلسطينية والانفراد بحكم غزة.. هو ترجمة وخطوة أولية لتحقيق الأفكار الاسرائيلية وهذه هي نقطة الالتقاء اللعينة ما بين حماس وحكومة نتنياهو المتطرفة، فإذا كانت حماس لا تدرك هذا بعد التحذيرات المتتالية لمصر، فهي كارثة، وإذا كانت تدرك وهذا مالا يستطيع أحد أن يتخيله فهي الخيانة العظمي.. أو علي الأقل العمي الحقيقي ببيع بلدهم مقابل وهم حفنة دولارات يحصلون عليها من هذا أو ذاك، أو طمعا في جاه سلطة ومناصب. ما كان يتردد في أفكار المتطرفين الاسرائيليين ومراكز البحوث.. والذي كانت تعلم به مصر أنه حقيقة في العقل الاسرائيلي، أعلنه منذ أيام صراحة وزير مسئول بحكومة نتنياهو وهو وزير المواصلات اسرائيل كاتس باستعداد دولته لتحمل النفقات والتخطيط لربط قطاع غزةبسيناء من حيث جميع خدمات البنية الاساسية بمعناها الشامل، وهذا الهراء ما هو إلا لتبني للفكر الصهيوني بالتخلص نهائيا من وجع دماغ الفلسطينيين.. لا حل دولتين، إسرائيلية وفلسطينية، ولا حل دولة واحدة من الاسرائيليين والفلسطينيين.. فليتم طرد الفلسطينيين جميعا إلي جزء من الأردن وجزء من مصر ومركز الدولة غزة التي تخلصت منها اسرائيل بقرار شارون الانسحاب من جانب واحد، وقبل ان تستولي عليها حماس. ورغم ان تصريحات الوزير الاسرائيلي ليست مفاجئة لمصر.. إلا انها لم تصمت من منطق انه كلام فارغ، ولكن كان يجب الرد وبقوة، حتي لا يفهم الاسرائيليون أن »السكوت علامة الرضا«.. أو حتي إمكانية مناقشة ذلك.. من هنا جاءت تصريحات السفير حسام زكي المتحدث الرسمي للخارجية المصرية ردا قاسيا يحمل رسالة لاسرائيل بالرفض الكامل.. وللفلسطينيين بالحذر وتوحيد الموقف وللاعلام العربي خاصة بالانتباه للمؤامرة الاسرائيلية. تصريحات الوزير الاسرائيلي تجرنا إلي الحديث الصادم للقارئ.. بأن افعال حماس الآن ما هي إلا ترجمة لأفكار اسرائيل.. وانهما وجهان لاتفاق ملعون لتدمير القضية الفلسطينية!