ارتفاع الأسهم الأوربية وسط تفاؤل بمصير الفائدة الأمريكية    محافظ مطروح: استقبلنا 3.3 ألف طن قمح بصومعة الحمام    مصدر رفيع المستوى: الوفد المصري يكثف اتصالاته لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحماس    خبير تحكيمي: مستوى البنا في تراجع شديد.. وسموحة يستحق ركلة جزاء أمام الزمالك    بعد مشاركة وسام أساسيا في المباريات السابقة .. هل سيعود محمود كهربا لقيادة هجوم الأهلى أمام الاتحاد السكندري ؟    قبل أولمبياد باريس.. زياد السيسي يتوج بذهبية الجائزة الكبرى ل السلاح    محافظ المنوفية يعلن جاهزية المراكز التكنولوجية لبدء تلقى طلبات التصالح غدا الثلاثاء    محافظ الغربية يتابع استمرار الأعمال بمشروع محطة إنتاج البيض بكفر الشيخ سليم    ارتفاع الأسهم الأوروبية بقيادة قطاع الطاقة وتجدد آمال خفض الفائدة    وزير فلسطيني: مكافحة الفساد مهمة تشاركية لمختلف قطاعات المجتمع    من يعيد عقارب الساعة قبل قصف معبر كرم أبو سالم؟    ماكرون يؤكد ضرورة الحوار الصيني الأوروبي أكثر من أي وقت مضى    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    بالأرقام والتفاصيل.. خطة لتحويل "مناخ" بورسعيد إلى حي أخضر    وزير الرياضة: 7 معسكرات للشباب تستعد للدخول للخدمة قريبا    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج عن القانون    كشف ملابسات مقتل عامل بأحد المطاعم في مدينة نصر    طلاب مدرسة «ابدأ» للذكاء الاصطناعي يرون تجاربهم الناجحة    6 عروض مسرحية مجانية في روض الفرج بالموسم الحالي لقصور الثقافة    «شقو» يحقق 62 مليون جنيه إيرادات في شباك التذاكر    ماجدة الصباحي.. نالت التحية العسكرية بسبب دور «جميلة»    بالفيديو.. مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية: شم النسيم عيد مصري بعادات وتقاليد متوارثة منذ آلاف السنين    وفاة شقيق الفنان الراحل محمود ياسين.. ورانيا ياسين تنعيه: مع السلامة عمي الغالي    «المستشفيات التعليمية» تناقش أحدث أساليب زراعة الكلى بالمؤتمر السنوى لمعهد الكلى    استشاري تغذية ينصح بتناول الفسيخ والرنجة لهذه الأسباب    لاعب نهضة بركان: حظوظنا متساوية مع الزمالك.. ولا يجب الاستهانة به    مفاجأة عاجلة.. الأهلي يتفق مع النجم التونسي على الرحيل بنهاية الموسم الجاري    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    مقتل 6 أشخاص في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على منطقة بيلجورود الروسية    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    فنان العرب في أزمة.. قصة إصابة محمد عبده بمرض السرطان وتلقيه العلاج بفرنسا    بعد نفي علماء الآثار نزول سيدنا موسى في مصر.. هل تتعارض النصوص الدينية مع العلم؟    موعد عيد الأضحى لعام 2024: تحديدات الفلك والأهمية الدينية    إصابة أب ونجله في مشاجرة بالشرقية    انتصار السيسي: عيد شم النسيم يأتي كل عام حاملا البهجة والأمل    ولو بكلمة أو نظرة.. الإفتاء: السخرية من الغير والإيذاء محرّم شرعًا    تعرف على أسعار البيض اليوم الاثنين بشم النسيم (موقع رسمي)    إصابة 7 أشخاص في تصادم سيارتين بأسيوط    كولر يضع اللمسات النهائية على خطة مواجهة الاتحاد السكندرى    مفاضلة بين زيزو وعاشور وعبد المنعم.. من ينضم في القائمة النهائية للأولمبياد من الثلاثي؟    طقس إيداع الخميرة المقدسة للميرون الجديد بدير الأنبا بيشوي |صور    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    هل يجوز قراءة القرآن وترديد الأذكار وأنا نائم أو متكئ    أول تعليق من الأزهر على تشكيل مؤسسة تكوين الفكر العربي    الدخول ب5 جنيه.. استعدادات حديقة الأسماك لاستقبال المواطنين في يوم شم النسيم    نصائح لمرضى الضغط لتناول الأسماك المملحة بأمان    طريقة عمل سلطة الرنجة في شم النسيم    نيويورك تايمز: المفاوضات بين إسرائيل وحماس وصلت إلى طريق مسدود    وزيرة الهجرة: نستعد لإطلاق صندوق الطوارئ للمصريين بالخارج    دقة 50 ميجابيكسل.. فيفو تطلق هاتفها الذكي iQOO Z9 Turbo الجديد    مع قرب اجتياحها.. الاحتلال الإسرائيلي ينشر خريطة إخلاء أحياء رفح    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطة أيلاند لتصفية القضية الفلسطينية

نشر مركز بيجين‏-‏ السادات للدراسات الاستراتيجية دراسة خطيرة تراهن علي قيام بعض دول المنطقة بالتنازل عن أجزاء من أراضيها للفلسطينيين مقابل بعض المزايا التي تقدم إليها‏
وتندرج هذه الدراسة ضمن الدراسات المستقبلية التي تعدها مراكز الأبحاث الإسرائيلية بهدف البحث عن حلول مقبولة لدي الطرف الإسرائيلي وحده دون الالتفات إلي آراء الشعوب المحيطة‏,‏ وحملت الدراسة عنوان‏:‏ البدائل الإقليمية لفكرة دولتين لشعبين وقام بإعدادها مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق‏,‏ اللواء احتياط جيورا أيلاند‏,‏ حيث عرض خلالها المشروع الإسرائيلي المقترح بدعوي تسوية الصراع مع الفلسطينيين‏.‏
تحدث أيلاند في مستهل دراسته زاعما أن إسرائيل نجحت بجهود سرية خاصة في إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط علي مصر والأردن للاشتراك في حل إقليمي للصراع الفلسطيني‏-‏ الإسرائيلي‏,‏ يقوم علي استمرار سيطرة إسرائيل علي مساحات ضخمة من الضفة الغربية‏,‏ مقابل تعويض الفلسطينيين بمساحات ضخمة من شبه جزيرة سيناء لإنشاء دولة فلسطينية مستقرة وقادرة علي النمو والمنافسة‏,‏ مشيرا إلي أن عملية الانسحاب الأحادي من غزة عام‏2005‏ كانت الخطوة الأولي في هذا الاتجاه‏..‏ وقال إنه بمجيء الرئيس أوباما فقد آن الأوان لتنفيذ الخطوة التالية في المشروع‏,‏ مشيرا إلي أن مسئولا رفيعا ومؤثرا في الإدارة الأمريكية سبق أن قام بالاطلاع علي مشروع التسوية الإسرائيلي المقترح‏,‏ حيث طالب المسئولين في تل أبيب بالانتظار في مرحلة لاحقة‏.‏
كما أكد أيلاند أن حل القضية الفلسطينية ليس مسئولية إسرائيل وحدها‏,‏ ولكنه مسئولية‏22‏ دولة عربية أيضا‏,‏ مؤكدا أنه يجب أن تبذل جهود إضافية لرفع معاناة الفلسطينيين‏,‏ وقال‏:'‏ ينبغي علي مصر والأردن‏,‏ علي وجه التحديد أن يشاركا بصورة أكثر فاعلية وإيجابية في صياغة حل إقليمي متعدد الأطراف‏,‏ مشيرا إلي أنه ليس هناك منطق يقول بأن تقف الدول العربية مكتوفة الأيدي في انتظار أن تقدم تل أبيب الحلول علي طبق من ذهب أو فضة‏.‏
وأوضح أيلاند أن إسرائيل باتت ترفض بشكل واضح فكرة اقتسام تلك المساحة الضيقة من الأراضي مع الفلسطينيين لإقامة دولتين لشعبين‏,‏ فهذا الحل يضر كثيرا بنظرية الأمن الإسرائيلي من جهة‏,‏ ويتجاهل الواقع في الضفة الغربية‏,‏ من جهة أخري‏,‏ وهو الأمر الذي يحول دون إخلاء‏290‏ ألف مستوطن من بيوتهم لما يترتب علي ذلك من تكلفة اقتصادية باهظة‏,‏ ويحرم إسرائيل من عمقها الاستراتيجي‏,‏ وينتهك الخصوصية الدينية والروحية التي تمثلها الضفة بالنسبة للشعب الإسرائيلي‏.‏
البنود الرئيسية للدراسة
أولا‏:‏ الحل الإقليمي المتمثل في التوصل لاتحاد كونفدرالي بين المملكة الأردنية والفلسطينيين
تحدث جيورا أيلاند في معرض حديثه عن هذا البند عن أن المملكة الأردنية‏,‏ لم تقبل مثلها مثل باقي الدول العربية‏,‏ خطة الأمم المتحدة الخاصة بالتقسيم التي صدرت في تشرين الثاني‏1947,‏ وبدلا من ذلك‏,‏ بادرت الأردن بالسيطرة علي الضفة الغربية‏,‏ كما حاولت احتلال أجزاء من الأراضي التي كان من المفترض أن تصبح ملكا للدولة اليهودية‏,‏ وفي نهاية حرب‏1948,‏ قامت الأردن بضم الضفة الغربية‏,‏ وفي المقابل ضمت مصر قطاع غزة‏,‏ وتعاملت مع الأرض والمقيمين عليها كجزء سيادي وقانوني تابع للأردن‏.‏
وتبع ذلك قيام إسرائيل باحتلال الضفة الغربية عام‏1967,‏ ومنذ ذلك الحين وحتي عام‏1993,‏ كانت إسرائيل مقسمة بين مفهومين أو فكرتين‏,‏ حيث فضلت حكومة حزب العمل في إسرائيل التوصل إلي تسوية بشأن الأرض مع الأردن يتم من خلالها استرجاع الأردن لمعظم الضفة الغربية‏,‏ خاصة المناطق المأهولة بالسكان العرب‏,‏ بينما تسترجع إسرائيل قطاعين أمنيين‏:‏ وادي الأردن في الشرق وقطاع آخر يوسع من عرض إسرائيل الضيق من الناحية الغربية‏.‏
وذلك في الوقت الذي لم يكن فيه حزب الليكود موافقا علي أي تسوية بشأن الأرض‏,‏ حيث يصر الليكود علي الاحتفاظ بكل منطقة الضفة الغربية لأسباب أمنية وتاريخية ودينية‏.‏
ومع ذلك‏,‏ كان الليكود علي استعداد لمنح الاستقلال للمقيمين العرب الفلسطينيين في تلك المنطقة‏,‏ وعلاوة علي ذلك‏,‏ وحتي ثمانية عشر عاما مضت‏,‏ لم يكن الشعب الإسرائيلي علي استعداد مطلقا للقبول بفكرة تأسيس دولة فلسطينية مستقلة علي أرض إضافية في الضفة الغربية‏,‏ كما لم تقبل الأردن خلال فترة السبعينيات والثمانينيات بفكرة التوصل لحل للصراع الإسرائيلي‏-‏ الأردني من خلال تأسيس دولة فلسطينية‏.‏
وفي نيسان من عام‏1987‏ عقد اجتماع سري في لندن بين وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك‏,‏ شيمون بيريز‏,‏ والملك حسين حيث تركزت مناقشات الجانبين علي إمكان إيجاد حل لمشكلة الضفة الغربية من خلال تأسيس اتحاد كونفيدرالي فلسطيني‏-‏ أردني‏.‏
وفي هذه الحالة تقوم إسرائيل بالتنازل عن معظم أراضي الضفة الغربية‏,‏ وعندما علم رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك‏,‏ إسحاق شامير بالاجتماع‏,‏ غضب غضبا شديدا ورفض الفكرة تماما‏.‏
أما بالنسبة للأردن‏,‏ فكان هذا الاجتماع الحد الفاصل‏,‏ ففي يوليو من عام‏1988,‏ وبعد اندلاع الانتفاضة الأولي في كانون الأول‏1987,‏ وعندما أدرك الملك حسين ضآلة الفرص المتاحة لديه لاستعادة الضفة الغربية‏,‏ أعلن تخليه عن مسئوليته للقضية الفلسطينية وأنه منذ ذلك الإعلان‏,‏ فعلي إسرائيل أن تتحدث بشكل مباشر مع منظمة التحرير الفلسطينية بشأن القضية الفلسطينية‏,‏ وأدي هذا الإعلان والتغير في الاتجاه الأردني إلي سهولة توصل إسرائيل والأردن إلي اتفاقية سلام عام‏1994,‏ ولكنه أدي أيضا إلي غلق كل الطرق التي قد تؤدي إلي التوصل لحل للصراع الإسرائيلي‏-‏ الفلسطيني‏.‏
تفاصيل مقترح جيورا أيلاند للتوصل لاتحاد كونفيدرالي بين المملكة الأردنية والفلسطينيين
تحدث اللواء احتياط جيورا أيلاند‏,‏ في معرض حديثه عن هذا المقترح عن إمكان أن يكون الحل الأول هو تأسيس مملكة أردنية تتضمن ثلاث دول‏:‏ الضفة الشرقية‏,‏ والضفة الغربية‏,‏ وقطاع غزة‏.‏
وقال إنه سيتم اعتبار تلك الأجزاء الثلاثة دولا من المنظور الأمريكي‏,‏ مثل بنسلفانيا أو نيو جيرسي‏,‏ ويكون لتلك الدول الثلاث الاستقلال الكامل في الشئون الداخلية‏,‏ وكذلك ستكون لها ميزانية منفصلة‏,‏ ومؤسسات حكومية‏,‏ وقوانين‏,‏ وشرطة‏,‏ ورموز للاستقلال‏,‏ ولكن مثل نموذج بنسلفانيا أو نيو جيرسي‏,‏ لن يكون لها مسئولية عن أمرين‏,‏ وهما‏:‏ السياسة الخارجية‏,‏ والقوات الأمنية‏,‏ حيث يظل هذان الأمران مسئولية الحكومة الفيدرالية في عمان‏.‏
وأشار أيلاند إلي أنه في ظل الوضع الراهن في قطاع غزة‏,‏ وسيطرة حركة حماس عليه‏,‏ يكون من الممكن تنفيذ هذا الحل علي مرحلتين‏,‏ أولا في الضفة الغربية‏,‏ ثم في قطاع غزة‏,‏ عندما تصبح الظروف مواتية لمثل هذا الأمر‏.‏
وقال إنه من أجل البدء في تنفيذ هذا المقترح يجب علي إسرائيل أن تبادر بالدعوة لإجراء مفاوضات سياسية بشأن هذا الحل بمشاركة وفد أردني‏-‏ فلسطيني مشترك‏,‏ مثلما كان من المفترض أن يحدث في إطار عمل مؤتمر مدريد عام‏1991.‏
مزايا حل التوصل لكونفيدرالية أردنية فلسطينية
تحدث الخبير الإسرائيلي في معرض حديثه عن تلك النقطة عن أن الفلسطينيين والأردن‏,‏ وبالطبع إسرائيل يفضلون جميعا هذا الحل أكثر من موافقتهم علي التوصل لحل تأسيس الدولتين‏,‏ وهذا للأسباب الآتية‏:‏
المزايا الخاصة بالجانب الفلسطيني
قال أيلاند إنه وفيما يتعلق بالفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية ولا يساندون حركة حماس‏,‏ فإن هذا الحل يعد ميزة واضحة ومهمة للفلسطينيين ويتمثل ذلك في أربع مزايا وهي كالتالي‏:‏
‏1‏ إنه حل أكثر ملاءمة وعملي‏,‏ خاصة مع العلم بأن إسرائيل ستكون قادرة علي تنفيذه‏,‏ حيث يري العديد من الفلسطينيين الذين يريدون وضع حد للاحتلال الإسرائيلي أن هذا الحل أفضل من انتظار تقدم عملية السلام الإسرائيلية‏-‏ الفلسطينية التي لا نهاية لها‏.‏
‏2‏ يدرك الشعب الفلسطيني جيدا أنه في حالة التوصل إلي حل تأسيس الدولتين إحداهما فلسطينية والأخري إسرائيلية‏,‏ فلن يسيطر علي الدولة الفلسطينية الجديدة سوي حركة حماس‏,‏ وفي هذه الحالة‏,‏ يفضل الكثير منهم البقاء تحت الحكم الأردني أفضل من الوقوع تحت سطوة حماس الدينية المتشددة‏,‏ مثلما يحدث الآن في قطاع غزة‏.‏
‏3‏ يتفهم الشعب الفلسطيني أيضا أنه بموجب حل الدولتين‏,‏ سوف يصبح مواطنوه‏,‏ مواطنين في دولة صغيرة للغاية‏,‏ وأن تلك الدولة لن تكون قابلة للحياة‏,‏ ويقيدها الكثير من القيود الأمنية مثل عدم وجود سيادة لها علي نطاقها الجوي‏,‏ ولذلك‏,‏ يفضل الشعب الفلسطيني أن يكون مواطنوه مواطنين متساوين في دولة كبيرة وتتمتع بقدر كبير من الاحترام‏,‏ يشكل فيها الفلسطينيون أنفسهم الأغلبية الديموغرافية‏.‏
المزايا الخاصة بالجانب الأردني
أشار الخبير الإسرائيلي جيورا أيلاند إلي أن المملكة الأردنية تتفهم جيدا أنه في حالة تأسيس دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية‏,‏ ستقع تلك الدولة في أيدي حماس مثلما حدث في قطاع غزة‏.‏
ومع هذا الواقع الذي قد يصل إلي الحدود الأردنية المشتركة مع الضفة الغربية‏,‏ ومع خطر الإخوان المسلمين الذي يشكله علي الأردن‏,‏ حيث إن حماس تعد فصيلا تابعا للتنظيم ذاته‏,‏ فإن الموضوع بأكمله يشكل خطورة كبيرة علي المملكة الهاشمية‏.‏
المزايا الخاصة بالجانب الإسرائيلي
تحدث الخبير الإسرائيلي في معرض حديثه عن تلك النقطة عن أن هذا الحل يعطي لإسرائيل أربع مزايا وهي كالتالي‏:‏
‏1‏ تتمحور الميزة الأولي حول أنه لم تعد القضية بالنسبة لإسرائيل شعبا فلسطينيا تحت الاحتلال‏,‏ وإنما أصبحت قضية أرض عليها نزاع بين دولتين‏,‏ الأردن وإسرائيل‏.‏
‏2‏ الميزة الثانية هي أن الأردن تستطيع أن تعمل علي تسوية قضايا أكثر‏,‏ مثل الأرض‏,‏ ولن يستطع الفلسطينيون في حينه المطالبة بعودة أراضي ما قبل حدود‏1967,‏ بمعني آخر أنه إذا أصبحت إسرائيل دولة صغيرة فهذا يعني أنها في حاجة إلي المزيد من الأراضي‏,‏ ولكن هذا سوف يجعل أيضا الدولة الفلسطينية أصغر‏,‏ وليس من العدل الطلب من الجانب الأضعف والأصغر أن يذعن‏..‏ وهنا تصبح المسألة أسهل عندما يكون الشريك الذي نتحدث عنه هي المملكة الهاشمية‏.‏
وقال أيلاند إن نفس النقطة تنطبق علي الترتيبات الأمنية‏,‏ في أي تسوية ستكون مستقبلا‏,‏ ستطلب إسرائيل نزع السلاح من الضفة الغربية‏,‏ وفي حالة تأسيس دولة فلسطينية‏,‏ سوف يعني هذا منع الأسلحة الثقيلة‏,‏ ومن هنا يمكن القول إن هذا المطلب في غاية الصعوبة في التنفيذ مع دولة تحصل علي استقلالها‏.‏
الحل الإقليمي الثاني المتمثل في التوصل لتبادل الأراضي بين دول المنطقة
خلفية عامة
أشار أيلاند‏,‏ في معرض حديثه عن هذا الاقتراح إلي أنه من الممكن للإدارة الأمريكية أن توصي في محاولة منها لتحسين عرض حل الدولتين‏,‏ الدول العربية بتعويض إسرائيل عن تقديمها للكثير من التنازلات مقابل السلام‏,‏ وقال إن رؤية الإدارة الأمريكية الصحيحة‏,‏ تري أنه لا يوجد لدي الفلسطينيين سوي القليل لتقديمه لإسرائيل مقابل التنازلات الضخمة المطلوب من إسرائيل تقديمها‏..‏ ثم أشار إلي أن التعويضات التي من المتوقع أن تقدمها الدول العربية لإسرائيل تتضمن تحسينا في علاقاتهم معها‏,‏ وعلي الرغم من أهمية هذا الموضوع‏,‏ إلا أنها لن تكون التعويضات الوحيدة أمام تنازل إسرائيل عن الضفة الغربية‏.‏
وأشار إيلاند إلي أن أكثر شيء أهمية يستطيع العرب تقديمه لإسرائيل والفلسطينيين هو الهدوء‏,‏ وبنظرة موضوعية‏,‏ لا يسعنا سوي أن نري كم التشوه المصاحب لخطة تأسيس الدولتين‏.‏ فعلي جانب‏,‏ يجب أن تعيش إسرائيل وفلسطين جنبا إلي جنب في قطاع ضيق ومزدحم للغاية‏,‏ بينما تعيش باقي الدول العربية في أراض واسعة محيطة بهذا القطاع‏,‏ مثل السعودية والأردن ومصر‏.‏
النقاط الأساسية في حل تبادل الأراضي بين دول المنطقة
أولا‏:‏ اقتطاع‏720‏ كيلومترا مربعا من أراضي سيناء لصالح الدولة الفلسطينية المقترحة‏,‏ وهذه الأراضي عبارة عن مستطيل‏,‏ ضلعه الأول‏24‏ كيلومترا‏,‏ ويمتد بطول ساحل البحر المتوسط من مدينة رفح غربا‏,‏ وحتي حدود مدينة العريش‏,‏ أما الضلع الثاني فيصل طوله إلي‏30‏ كيلومترا من غرب كرم أبوسالم‏,‏ ويمتد جنوبا بموازاة الحدود المصرية الإسرائيلية‏.‏ وهذه الأراضي‏720‏ كيلومترا مربعا التي سيتم ضمها إلي غزة تضاعف مساحة القطاع ثلاث مرات‏,‏ حيث إن مساحته الحالية تبلغ‏365‏ كيلومترا مربعا فقط‏.‏
ثانيا‏:‏ منطقة ال‏(720‏ كيلومترا مربعا‏)‏ توازي‏12%‏ من مساحة الضفة الغربية‏.‏ وفي مقابل هذه المنطقة التي ستضم إلي غزة‏,‏ يتنازل الفلسطينيون عن‏12%‏ من مساحة الضفة لتدخل ضمن الأراضي الإسرائيلية‏.‏
المكاسب الفلسطينية
لا تقدر غزة بمساحتها الحالية علي الحياة‏.‏ فالقطاع لا يملك الحد الأدني من الأراضي التي تتيح لسكانه بناء اقتصاد مستقر‏,‏ والعكوف علي تنمية مستدامة‏.‏ ويعيش في غزة‏,‏ حاليا‏,1.5‏ مليون نسمة‏.‏ وسيصل تعدادهم في‏2020‏ إلي‏2.5‏ مليون نسمة‏.‏
ولاشك أن سكان غزة بمساحتها الأصلية لن يتمكنوا من العيش في سعادة ورفاه علي قطعة أرض محدودة لا تسمح بالتطوير والتنمية‏.‏ ويستحيل بناء ميناء بحري بحجم معقول‏,‏ سواء بسبب محدودية المساحة‏,‏ أو لأن قرب هذا الميناء من إسرائيل سيتسبب في أضرار بالغة لشواطئها‏,‏ وكل من يحاول المقارنة بين غزة وسنغافورة يخطئ التقدير‏..‏ فاقتصاد سنغافورة يقوم علي التجارة الدولية‏,‏ والتعاملات المصرفية المتقدمة‏,‏ وصناعات الهاي تكنولوجي‏,‏ أما اقتصاد غزة فيقوم علي الزراعة والتكنولوجيا البسيطة‏.‏
وصحيح أن مساحة دولة سنغافورة لا تؤثر سلبا علي نموها الاقتصادي‏,‏ لكن توسيع مساحة غزة شرط أساسي لضخ الحياة في أوصالها‏.‏ والواقع أن توسيع غزة وفقا للمشروع الإسرائيلي‏,‏ المقترح هنا‏,‏ يمنحها‏24‏ كم إضافية من السواحل المطلة علي المتوسط‏,‏ بكل ما يترتب علي ذلك من مزايا مثل التمتع بمياه إقليمية تصل إلي‏9‏ أميال بحرية‏,‏ وخلق فرص وفيرة للعثور علي حقول غاز طبيعي في هذه المياه‏.‏
كما أن إضافة‏720‏ كم مربعا لغزة تمكن الفلسطينيين من إنشاء ميناء دولي كبير في القطاع الغربي من غزة الكبري‏,‏ ومطار دولي علي بعد‏25‏ كم من الحدود مع إسرائيل‏,‏ والأهم‏,‏ بناء مدينة جديدة تستوعب مليون شخص علي الأقل‏,‏ وتشكل منطقة تطور ونمو طبيعي لسكان غزة والضفة‏,‏ بل ويمكنها استيعاب أعداد من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في دول أخري‏.‏
المكاسب المصرية
مقابل استعداد مصر للتنازل للفلسطينيين‏,‏ وليس لإسرائيل‏,‏ عن‏720‏ كم مربعا من الأراضي المصرية المقدسة‏-‏ التنصيص من المصدر‏-‏ ستحقق مصر المكاسب التالية‏:‏
‏1‏ مبدأ الأرض مقابل الأرض‏.‏ تتسلم مصر قطعة أرض من إسرائيل في صحراء النقب‏.‏ والحد الأقصي لمساحة هذه الأراضي سيكون‏720‏ كم مربعا‏,‏ لكن المكاسب الضخمة الأخري التي ستجنيها القاهرة تستحق الأخذ والرد حول هذا المشروع‏.‏
‏2‏ يري أن مصر مقطوعة جغرافيا عن القسم الرئيسي‏(‏ الشرقي‏)‏ من الشرق الأوسط‏.‏ فالبحر الأحمر يحدها من الشرق والجنوب‏,‏ والبحر المتوسط يحاصرها من الشمال‏.‏ ولكي يحدث الترابط البري غير المتاح‏,‏ ستسمح تل أبيب للقاهرة بشق نفق يربط بين مصر والأردن‏.‏ ويبلغ طول هذا النفق نحو‏10‏ كم‏,‏ ويقطع الطريق من الشرق للغرب‏(‏ علي بعد‏5‏ كم من إيلات‏),‏ ويخضع للسيادة المصرية الكاملة‏,‏ والحركة من مصر إلي الأردن‏(‏ وبعد ذلك شرقا وجنوبا للسعودية والعراق‏)‏ ستتم بدون الحاجة للحصول علي إذن من إسرائيل‏.‏
‏3‏ بين الميناء الجوي الجديد في غزة الكبري والميناء البحري الجديد هناك‏,‏ وكلاهما علي ساحل المتوسط‏,‏ وحتي هذا النفق المصري‏-‏ الأردني في الجنوب‏,‏ سيتم مد خط سكك حديدية‏,‏ وطريق سريع‏,‏ وأنبوب نفط‏(‏ وتسير هذه الخطوط داخل الأراضي المصرية بمحاذاة الحدود مع إسرائيل‏).‏
وتعبر هذه الخطوط الثلاثة النفق إلي الأردن‏,‏ ثم تتشعب باتجاه الشمال الشرقي لتغذي كلا من الأردن والعراق‏,‏ وإلي الجنوب‏,‏ باتجاه السعودية‏,‏ ودول الخليج‏.‏ وهذا الربط كما سيتضح هنا في البند السابع من الخطة‏,‏ له فوائد اقتصادية هائلة‏.‏ فالمكاسب المصرية واضحة وضوح الشمس‏,‏ لأن القاهرة ستحصل علي نصيبها من الجمارك والرسوم مقابل كل حركة تتم بين الأردن والعراق ودول الخليج في اتجاه ميناء غزة‏.‏ وذلك لأن الطريق التجاري كما أوضحنا يمر بالأراضي المصرية‏.‏
‏4‏ مصر مثل دول كثيرة في المنطقة‏,‏ معنية بالحصول علي القدرة النووية‏(‏ لأغراض سلمية‏),‏ وجزء من التعويضات التي ستحصل عليها مصر‏,‏ سيتمثل في موافقة الدول الأوروبية‏(‏ خاصة فرنسا‏)‏ علي بناء مفاعلات نووية في مصر لإنتاج الكهرباء‏.‏
مكاسب الأردن
وصف جيورا أيلاند الأردن بأنها ستكون بمثابة الرابح الأكبر من هذه التسوية‏,‏ خاصة وأنها غير مطالبة بدفع أي ثمن لقاء ذلك‏,‏ علي الرغم من أنها قد تتذمر من إزالة الحاجز الجغرافي والسياسي الذي تمثله إسرائيل‏,‏ اليوم‏,‏ بوجودها الجغرافي والسياسي بين عمان والقاهرة‏.‏ لكن يمكن الإشارة لمكسبين كبيرين تحققهما الأردن في إطار هذه الخطة‏:‏
‏1‏ منظومة الطرق‏,‏ والسكك الحديدية‏,‏ وأنبوب النفط‏,‏ ستربط الميناء الدولي في غزة الكبري عبر النفق المصري الأردني بدول الخليج‏.‏ وهكذا تحصل الأردن‏,‏ مجانا‏,‏ علي إطلالة مثمرة علي البحر المتوسط ميناء غزة ومن ثم تحقق تواصلا مازال مقطوعا مع أوروبا‏.‏ أضف إلي ذلك أن الجزء الشرقي من النفق هو عنق الزجاجة الذي تتجمع فيه حركة البضائع القادمة من أوروبا ومتجهة إلي العراق والخليج‏..‏ الأمر الذي يمنح الأردن ميزات اقتصادية واستراتيجية عظيمة
المكاسب الإسرائيلية
عندما نقارن هذه التسوية بالحل العادي القائم علي فكرة دولتين لشعبين داخل الأراضي الفلسطينية نكتشف أربع مميزات للتسوية الجديدة‏,‏ يمكن عرضها كالتالي‏:‏
‏1‏ الأراضي التي ستحتفظ بها إسرائيل في الضفة‏(‏ نحو‏12%)‏ أكبر بكثير من المساحة التي يمكن أن تحصل عليها في الحل العادي‏.‏ وال‏12%‏ هي المساحة التي وصفها ايهود باراك عندما سافر لمؤتمر كامب ديفيد‏2000,‏ بالمساحة الحيوية للحفاظ علي المصالح الإسرائيلية‏.‏ كما أن الخطة الرئيسية لبناء الجدار العازل احتفظت لإسرائيل ب‏12%‏ من أراضي الضفة‏.‏ غير أن ضغوط المحكمة العليا في إسرائيل حركت الجدار غربا‏,‏ واحتفظت إسرائيل داخل الجدار ب‏8%‏ فقط من المساحة التي تحتاجها‏.‏ والواقع أن مساحة ال‏12%‏ ستسمح لإسرائيل بتقليص دراماتيكي في أعداد المستوطنين الواجب إخلاؤهم من الضفة‏,‏ فيتقلص العدد من‏100‏ ألف مستوطن إلي‏30‏ ألفا فقط‏.‏ بالإضافة إلي أن هذه المساحة ستسمح لإسرائيل بالاحتفاظ داخل حدودها بأماكن دينية ذات أهمية تاريخية وروحانية مثل مستوطنتي عوفرا‏,‏ وكريات أربع‏.‏ وتضمن الاحتفاظ بمستوطنة أريئيل داخل إسرائيل‏,‏ وتوفير الأمن لسكانها‏.‏
‏2‏ هذا التقسيم المتوازن للأراضي بين غزة والضفة يمنح الدولة الفلسطينية فرصا كبيرة جدا للاستمرار والنمو‏,‏ وبهذا يمكن الوصول إلي تسوية سلمية مستقرة وغير عرضة للانهيار‏.‏
‏3‏ مشاركة الدول العربية‏,‏ خاصة مصر والأردن‏,‏ في الحل تمثل دلالة إيجابية‏,‏ وتخلق ثقة أكبر في الحفاظ علي الاتفاقية وعدم نقضها‏.‏
‏4‏ هذه التسوية الإقليمية لا تنفي ضرورة توفير معبر آمن بين غزة والضفة‏,‏ لكنها تقلل من أهميته‏,‏ وتقلص حجم الحركة فيه‏.‏ فيبقي المعبر الآمن سبيلا للتنقل بين الضفة والقطاع‏,‏ لكن غالبية حركة البشر والبضائع بين غزة والعالم العربي ستنطلق عبر منظومة الطرق ووسائل المواصلات الجديدة التي تربط غزة الكبري بالعالم‏.‏
‏5‏ الفوائد الاقتصادية لجميع الأطراف‏:‏ تحدث الخبير الإسرائيلي جيورا إيلاند في معرض حديثه عن تلك النقطة عما سيعود به هذا الاقتراح من فائدة اقتصادية علي جميع أطراف منطقة الشرق الأوسط ولخص ذلك فيما يلي‏:‏
غالبية حجم التجارة بين أوروبا ودول الخليج والعراق والسعودية تتم عبر سفن تعبر من قناة السويس‏,‏ أو عبر سفن ضخمة تضطر بسبب حجمها للدوران حول قارة إفريقيا‏,‏ وهذان الطريقان البحريان غير مفيدين‏,‏ لكن بسبب عدم وجود ميناء عصري علي ساحل المتوسط‏,‏ وعدم وجود شبكة مواصلات قوية وآمنة لا بديل عنهما‏,‏ وبالتالي إذا أقيم علي ساحل المتوسط‏,‏ وفي غزة الكبري‏,‏ ميناء عصري مزود بتكنولوجيا مشابهة للتكنولوجيا المستخدمة في ميناء سنغافورة‏.‏
وإذا تفرعت منه شبكة طرق جيدة‏,‏ جنوبا وشرقا‏,‏ وخط سكك حديدية‏,‏ وتم زرع أنبوب نفط‏,‏ فمن الممكن دفع حركة تجارة نشطة‏,‏ وتخفيض تكلفة السلع‏,‏ ولن يأتي تمويل هذه المشروعات من الدول التي ستسير في أراضيها هذه البنية التحتية فقط‏,‏ وإنما ستشارك الدول الغربية في التمويل أيضا‏,‏ فالعالم يدفع‏,‏ اليوم‏,‏ نحو مليار دولار سنويا لإطعام الفلسطينيين‏,‏ لكن وفقا لهذه الخطة فإن هذه الأموال ستستخدم في الاستثمار الاقتصادي‏,‏ وتدر أرباحا هائلة تغطي التكلفة في بضع سنين‏,‏ وتستفيد من هذا الازدهار كل من مصر والأردن بشكل مباشر‏,‏ وعدة دول أخري بشكل غير مباشر‏.‏
‏*‏ ملخص تنفيذي
مركز الزيتونة للدراسات بيروت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.