يصبح حادث رفح ودم الشهداء كقوة طاردة لأي حدث وهذا الحادث الإرهابي يظل علي سن القلم حتي نستطيع أن نحول سيناء إلي قطعة من الوطن و. منذ أن أطلق الدكتور الجنزوري اثناء رئاسته لوزارة تسيير الأعمال مشروعه القومي المهم »جهاز تنمية سيناء« وأنا أشعر أن هذا المشروع يأخذ أولوية في سرعة التنفيذ عن أي مشروع آخر ولعل لهذا الحادث الإرهابي البشع فائدة مهمة وهي الاتجاه لتنمية سيناء »وليس تعميرها فقط« ولا أطرح جانبا الأهمية القصوي لما يحدث الآن في سيناء من تمشيط دفاعي لكل سيناء ولا أنفي اعجابي بجيش مصر والذي بارك شهر رمضان بالقيام بهذه المعركة التي أطلقت عليها إسرائيل »معركة الاستنزاف« أي استنزاف قوي الميليشيات التي استغلت الفراغ الأمني وصالت وجالت في سيناء ونظمت صفوفها وعاثت في سيناء فساد. ان جيش مصر العظيمة يعيش أبطاله شهر رمضان المبارك في تأمين سيناء وتصفية جيوب الميليشيات وتطهير سيناء من هؤلاء الذين تركوا ليعيثوا في الأرض فسادا وجعلوا من سيناء ليس منزوعة السلاح ولكن منزوعة السلام ولأنهم عصابات لا ملَّة لهم ولا دين فقد قاموا بكل أنواع الجرائم من خطف وطلب إتاوات وترويع للأهالي وسرقات بكل أنواعها لهذا سوف يسهل تطهير سيناء منهم ولكن هذا يحتاج إلي وقت طويل ويحتاج إلي أساليب استخباراتية عالية الجودة لأن طبيعة الأرض في سيناء بين جبال ووهاد يسهل الاختباء فيها كذلك فراغ الأرض من أي طرق ممهدة تسمح للجيش بالتوغل فيها يجعل عمليات المقاومة والمطاردة في غاية الصعوبة ونحن الآن معتمدون علي الجيش كليا في إعادة الأمن والانضباط في سيناء.. ولكن لابد ان تسير التنمية جنبا إلي جنب مع عملية »النسر العسكرية« لابد من وضع الأهالي موضع المشاركة في حماية أراضيهم بإشراكهم في التنمية وقد كنت أعد منذ عدة أشهر تقريبا مشروعا صحفيا أقوم به من أجل سيناء بأن أحاور الوزراء المسئولين عن الثقافة والتعليم والتعمير والتعدين والزراعة وكلها تم ابعادها عن سيناء قبل الثورة بسبق اصرار وترصد وبدأت حواري مع وزير الثقافة في ذلك الوقت الدكتور عماد أبوغازي هو حرمان سيناء من الثقافة بينما قصور الثقافة ترصع خريطة مصر وكان مجمل الحوار حول الموجود في شمال سيناء من قصور وبيوت ثقافة وقد زرتها اثناء وجود اللواء أحمد عبدالحميد محافظا للعريش ولفت نظري أنهم مكدسون ثقافيا في شريط العريش والشيخ زويد ورفح ولكن هناك فراغا ثقافيا في الجهات الصحراوية من العريش المتصلة بداخل سيناء وتكلمنا وقتها عن غني المنطقة بالثقافات المحلية الشديدة الأهمية من غناء ورسم وإيقاعات موسيقية خاصة وكذلك الشعر والزجل بالهجمات المحلية. ولكن لا توجد قوافل ثقافية تتوغل حتي تجمع التراث والموروثات السيناوية التي يمكن ان تحمي أهل سيناء من الفراغ وتجعلهم فريسة في أيدي هؤلاء الميليشيات وحينما ذهبت إلي المهندس الدكتور البرادعي وزير الإسكان في ذلك الوقت كشف لي أن هناك إسرائيليين تملكوا أراضي وأنه لا يمكن نزع ملكيتهم حيث تزوجوا من سيناويات وأنجبوا أطفالا يرثون الأرض. وبالطبع نحن أمام مشكلة شديدة الصعوبة شديدة الأهمية لأن بدو سيناء تعذبوا مدة طويلة جدا فسيناء فعلا منزوعة من كل شئ سواء الثقافة أو التعليم أو الزراعة حتي التعدين الذي تعتبر سيناء من أهم أماكن تواجده لا يوجد أي خطة أو جهد هناك ان أرض سيناء شديدة الخصوبة والمياه الجوفية في سيناء علي أعماق ليست كبيرة وبعضها علي عمق ثمانية أمتار. إن مشروع زراعة سيناء سوف يمد الصيدليات ومصانع الأدوية في مصر ونصدر للعالم بعشرات الأنواع من الأعشاب المهمة التي تشتهر بها سيناء وتدخل صناعات كثيرة من الأدوية وهي تزيد علي خمسين نوعا من الأعشاب المختلفة أما عن مياه الآبار المعدنية فحدث ولا حرج ففي عيون موسي والتي ذكرت في القرآن حينما ضرب سيدنا موسي الحجر فانبجست اثنا عشر عينا عرف كل أناس مشربهم هذه المياه أخذها الأستاذ الدكتور شريف حمدي أستاذ المخ والأعصاب إلي سويسرا وحينما حللوها هناك اكتشفوا أنها شديدة الفائدة من أهم المياه المعدنية في العالم. ولو قامت وزارة الزراعة مثلا بعمل مشروع في سيناء وأغرت الشباب بدلا من الغرق في البحر بالذهاب إلي سيناء للعمل وهناك أيضا الصناعات المختلفة، إن رمل سيناء من أجود أنواع الرمال التي يصنع منها الكريستال.. أرجو ألا تنتهي العلاقة بسيناء بتطهيرها من الميليشيات والارهابيين وألا تنتهي مهمة جيشنا العظيم عند التطهير لأنه لابد ان تتسلم منه سيناء من جديد وإلا سوف يتسلمها ارهابيون جدد. إن فراغ سيناء يجعلها منزوعة السلام، إن سيناء في حاجة إلينا جميعا بداية من أصحاب الأقلام إلي أصحاب التنفيذ.. إلي المستثمرين علي الدولة ان تغري المستثمرين في العالم العربي وانحاء العالم والاغراء سوف يكون بإخلاء سيناء من هؤلاء الارهابيين وتأكيد الأمن ثم شرح أهمية الاستثمارات في سيناء أما التعليم والثقافة وهما أدوات الانتماء لأهل سيناء فلي فيها حوارات مع وزرائها إن شاء الله.