ارتعد جسدي حزنا وألما وجزعا وخوفا.. وكل شيء علي زهرة شبابنا- خير أجناد الأرض- الذين أخذوا غدراً وهم صياما قياماً يحمون حدود الوطن وممتلكاته وبعضهم لم يكمل مضغ اللقمة الأولي في فمه وآخر لم ينتهي من آية في القرآن الكريم كان يقرأها.. ثم أسر علي الجانب الآخر من الوطن تلكم في أبنائها في هذا الشهر الكريم.. وبايدي من؟ مسلمون! موحدون يعرفون الله ويتقونه! أم قتلة مجرمون لا ملة لهم ولا دين! بل هم زنادقة كافرون النار مثواهم إن شاء الله، خطب جلل أعاد الذاكرة إلي أيام الانكسار والانتصار. وفي مسألة الانتصار التي غلست عار النكسة عادت مصر إلي هيبتها التي ضيعها من ضيعها لا سامحهم الله.. أما النكسة الأليمة فقد حرك ذكرياتها في قلبي وعقلي هؤلاء الخونة الذين جبلوا علي العدوان وعض اليد التي مدت لهم.. لماذا؟ لأسباب وأغراض بعيد عنهم تحقيقها بعد السماء عن الأرض فسيناء مصرية.. مصرية.. مصرية ولن تكون أبدا إلا مصرية عزيزة قادرة علي رد كل المؤامرات التي تحاك لسلبها من ابنائها حتي لو دفعنا آخر قطرة دم من دم آخر مصري فلن نتركها أبدا. لقد رأيت بعيني وانا صبية صغيرة أرض سيناء وهي مسلوبة وأنا صبية صغيرة أيام النكسة وكنت وأسرتي ممن عانوا ويلات حرب 76.. إذ كان والدي رحمه الله منتدبا من الحكومة المصرية للعمل التعليمي بقطاع غزة.. وقامت الحرب ونحن هناك وحدث لنا ما حدث في قصة طويلة امتدت لأشهر حتي عدنا عن طريق سيناء، وهي محتلة من الصهاينة بعد مفاوضات لاستبدال الأسري ورأيت في رحلة العودة مالا يمكن ان ينمحي من ذاكرتي.. آلاف الجثث من أبناء مصر وهي ملقاة علي رمل الصحراء البديعة التي يلمع رملها وجبالها في ضوء الشمس وكأنما تدعونا إلي العودة إلي الثأر وتنهانا عن تركها في يد المعتدي الأثيم.. لان سيناء مصرية، وستبقي مصرية إلي ان يرث الله الأرض ومن عليها.