»مصر محتاجة إلي ثورة رأي عام اشبه بالثورة الإسلامية التي حدثت في إيران عام 97، وأسقطت شاه إيران الذي كان أقوي انظمة الشرق الاوسط«.. هذا الكلام الخطير جاء علي لسان عضو مجلس الشعب صبحي صالح عضو الكتلة البرلمانية لجماعة الاخوان »المحظورة«، وقاله في اجتماع عام، ونشرته الزميلة »المصري اليوم« علي مساحة كبيرة في صفحتها الأولي بعناوين حمراء وصورة للاجتماع يوم الاثنين الماضي. أعتقد أن ذلك تطورا خطيرا في استراتيجية تحرك »المحظورة« حيث انتقلت من التحريض »السري« إلي التحريض »العلني« علي ثورة تحرق، وتخرب، وتهدم، وتقتل، وتقلب نظام الحكم. ولا يهمها عواقب ما تفعله، وكأنها تتحرش بالأمن والنظام.. وفوضت نائبها بمجلس الشعب أن يقول هذا الكلام »الخطير« لأن معه حصانة تحميه وتمنع مساءلته ومحاسبته. وهذه هي الخطوة الثانية في سيناريو »المحظورة« حيث بدأت خطواتها الأولي بعرض الميليشيات الملثمين الذي قام به طلاب الازهر المنتمون للجماعة يوم 01 ديسمبر 6002 لإرهاب زملائهم واساتذتهم في الجامعة، وإرهاب من يشاهد العرض الذي نقلته وكالات الأنباء وبعض الصحف بالاتفاق مع الجماعة. لكن هذه الخطوة حسبتها الجماعة غلط، فلا الدين ولا المنطق ولا الدستور ولا القانون يجيز لأحد أن يدعو إلي ثورة دموية -كما حدث في إيران- فالدين يحرم التخريب والقتل وترويع الآمنين والخروج علي الحاكم بغير حق.. والمنطق يقول إننا جميعاً يجب ان نعمل من أجل رفعة، ونماء، وخير، ومستقبل الوطن، لا أن نعمل من أجل مصلحة شخصية ومنفعة تتمثل في محاولة القفز علي كرسي الحكم فوق جثث الآخرين.. والدستور ينص علي أننا دولة مدنية، وليست دينية، مع الالتزام بأن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.. اما القانون فيجرم الدعوة الي ثورة أو قلب نظام الحكم. لست مع »الجماعة«، وضد سلوكها العنيف الذي تنتهجه تجاه بعض القضايا، وأرفض شعارها الذي هو عبارة عن سيفين متقاطعين اعلاهما المصحف الشريف، واسفلهما كلمة »واعدوا« فمعني هذا الشعار أعدوا لكل اعداء الاسلام ما استطعتم من أسلحة، فالمصحف يشير إلي الاسلام والسيفان للأسلحة، والكلمة لا لبس في معناها.. وهذا الشعار ليس له محل في أن ترفعه جماعة تعمل في مصر وليس لها- ولا لغيرها- الحق في تملك سلاحا.. فمصر لا يمكن أن يكون بها جيشان، وجهازان للشرطة، فامننا الداخلي مسئولية رجال الأمن، وأمننا الخارجي مسئولية رجال قواتنا المسلحة البواسل الذين حققوا - مسلمين ومسيحيين - نصر أكتوبر المجيد الذي نحتفل به هذا الشهر.. ولا يمكن أن يكون في مصر أزهران ليتصديان لأعداء الإسلام بالحجة المستمدة من السنة والقرآن.. ولا يمكن أن نخلط الدين بالسياسة، فيصبح من ليس معي كافراً، بل وضدي.. دعوة نائب المحظورة، لا تنبئ ولا تبشر بخير خلال الأيام القادمة ونحن علي ابواب انتخابات مجلس الشعب ومصر ليست في حاجة الي ثورة مستوردة من إيران، تصدرها طهران لصالح مكتب ارشاد جماعة الاخوان. إنني اطالب- كمواطن - من النائب العام المستشار عبد المجيد محمود التحقيق في تصريحات نائب المحظورة، الذي يحرض فيها علي الثورة بالمخالفة للقانون والدستور.. وأطالب د. فتحي سرور رئيس مجلس الشعب أن يرفع الحصانة عنه لصالح التحقيق. عاشت مصر آمنة ومستقرة. [email protected]