محيى عبدالرحمن كانت الخلافة في عهد بني أمية بالتوريث، وكان الخليفة يأخذ البيعة من الناس لولي عهده سواء رضوا أو كرهوا، جاء عهد سليمان بن عبد الملك وخرج للحج مع ولي عهده عمر بن عبد العزيز فرأي الخلائق فقال لعمر : أما تري هذا الخلق لا يحصي عددهم إلا الله ؟ قال عمر :هؤلاء اليوم رعيتك، وهم غدا خصماؤك، فبكي بكاء شديدا. وصحبه يوما لزيارة معسكرات الجيش وسأله في زهو.. ماذا تقول في هذا الذي تري يا عمر؟ فقال : أري دنيا يأكل بعضها بعضا وأنت المسئول عنها والمأخوذ بها، فقال له ما أعجبك يا عمر! فقال بل ما أعجب من عرف الله فعصاه، وعرف الشيطان فاتبعه، وعرف الدنيا فركن إليها. ومات سليمان وبويع عمر بالخلافة وهو لها كاره، ونودي فاجتمع الناس في المسجد فقام فيهم عمر خطيبا، فحمد الله واثني علي نبيه ثم قال " أيها الناس إني قد ابتليت بهذا الامر علي غير رأي مني فيه ولا طلب له ولا مشورة من المسلمين، وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاروا لأنفسكم خليفة ترضونه، فصاح الناس، قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك، فقال " ايها الناس، من أطاع الله وجبت طاعته، ومن عصي الله فلا طاعة له علي أحد، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم، ثم نزل من علي المنبر، وكان شديد المحاسبة علي نفسه، جلس يوما يقسم تفاحا أفاءه الله علي المسلمين، فتناول ابن له صغير تفاحة، فأخذها عمر من فمه حتي اوجعه فبكي الطفل، ولما سألته فاطمة زوجته قال والله كأني انتزعتها من قلبي، ولكني كرهت ان اضيع نفسي بتفاحة من فيء المسلمين قبل ان يقسم الفيء . صعد المنبر وقال " أيها الناس إنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدي ،في كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إلي الله قد قضي نحبه وانقضي أجله، ثم بكي ونزل من علي المنبر ولم يعد إليه حتي توفي«.