أعجبني في الخطاب الأخير للرئيس الدكتور محمد مرسي في جامعة القاهرة أمام حشد كبير من صفوة رجال مصر ونسائها وقيادات رجال الدولة تأكيده علي أنه رئيس لكل المصريين واحترامه للدستور والقانون وأن الشعب هو مصدر السلطات كما أكد علي أنه خادم الشعب .. من هنا استلهم ماقاله سيدنا أبو بكر الصديق عندما تولي ولاية حكم المسلمين : (فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني). هذا هو شأن الذي ينظر الي الحكم والملك والرياسة بأنها مغرم وليس مغنما لأنه سوف يسأل عن رعيته يوم القيامة .. وهو ما قاله الرئيس مرسي عندما قال لن أظلم فالظلم ظلمات يوم القيامة وأنتم ترون ما هو مصير من ظلموا وأين ذهبوا . لذا فإننا نطالب الرئيس مرسي بإقامة العدل والمساواة بين المصريين ولنا في الخلفاء الراشدين قدوة في ممارسة الحكم وإدارة شئون البلاد بالعدل مثل عمر بن عبد العزيز بن مروان »خامس الخلفاء الراشدين« وقد سمي الخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم. بويع بالخلافة بعد وفاة سليمان بن عبدالملك وهو لها كاره فأمر فنودي في الناس بالصلاة، فاجتمع الناس إلي المسجد، فلما اكتملت جموعهم، قام فيهم خطيبًا، فحمد الله ثم أثني عليه وصلي علي نبيه ثم قال: أيها الناس إني قد ابتليت بهذا الأمر علي غير رأي مني فيه ولا طلب له ولا مشورة من المسلمين، وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاروا لأنفسكم خليفة ترضونه. فصاح الناس يبايعونه ثم قال لهم: " أيها الناس من أطاع الله وجبت طاعته، ومن عصي الله فلا طاعة له علي أحد، أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم". ومن أمثلة عدله جاءوه ذات يوم بالزكاة" فقال أنفقوها علي الفقراء والمساكين فقالوا ما عاد في أمة الإسلام فقراء ولا مساكين، قال فجهزوا بها الجيوش، قالوا جيش الإسلام يجوب الدنيا، قال فزوجوا بها الشباب، فقالوا من كان يريد الزواج تم زواجه، وبقي مال فقال اقضوا الديون عن المدينين، فقالوا قضينا وبقي المال، فقال انظروا في أهل الكتاب (المسيحيين واليهود) من كان عليه دين فسددوا عنه ففعلوا وبقي المال، فقال اعطوا أهل العلم فأعطوهم وبقي مال، فقال اشتروا به حباً وانثروه علي رؤوس الجبال، لتأكل الطير من خير المسلمين.. وأكد علي أن ترفع عنه أبهة الحكم ومباهج السلطة، وحرص علي المال العام، ودقَّق في اختيار الولاة، وكانت لديه رغبة صادقة في تطبيق »العدل« هكذا نريدك سيدي الرئيس حتي لا نعصي لك أمرا .