عىسى مرشد الجريمة المروعة التي أودت بحياة 61 شهيدا في رفح واصابة 7 من رجال القوات المسلحة من الجنود والضباط لم تكن عملية ارهابية عادية بل تم التخطيط لها بدقة واحكام بهدف اعادة التأكيد علي أن الارهاب بأشكاله المختلفة يقف بالمرصاد لجهود مصر لتطوير وتنمية سيناء بشتي الطرق.. وهي قد جاءت خلال الشهر الفضيل لاحباط النجاحات التي أقدمت عليها مصر لبدء التعمير الحقيقي لسيناء وتنميتها بأسلوب واقعي بعيداً عن المسكنات التي استخدمها النظام البائد.. والتي اوصلت سيناء الي ماهي عليه الان وفتحت اعين الطامعين عليها وفتحت الباب امام الحاقدين لنفث سمومهم في سيناء وتقديم عربون تدويلها لهذا لم يحظ في الايام الاخيرة موضوع باهتمام القاصي والداني في مصر مثلما حظت به حادث رفح بعد ثورة 52 يناير لاجل الحفاظ علي سيناء ارضا مصرية ذات سيادة كاملة يتم البدء في تنميتها وتطويرها وتعميرها وكاسم خالد يبقي دائماً علامة مضيئة في تاريخ نضالنا الوطني.. فالحياة ستبدأ تنبض مع تفعيل جهاز تنمية سيناء باعتبارها ثلث مساحة مصر وقلب مصر الذي نسمع دقاته اللا محدودة القوية التي تطالب ببدء ساعة الصفر للتعمير الحقيقي الفعلي. إنه يجب ان نبدأ من رفح انطلاقة جديدة بمشروعات تنموية متنوعة زراعية وصناعية وعمرانية وسياحية تدعم التواجد البشري فيها ودفع عجلة العمل في شرايين المرافق بأسلوب متطور يتلاءم مع البيئة الصحراوية في إطار منظومة وطنية 001٪ تحد من أطماع الحاقدين في سيناء.. وعملية رفح هي جزء من المسلسل المرعب للتطرف والارهاب الذي يترصد مصر وشموخها بعد استقرار اوضاعها وانتخابات اول رئيس مدني لها.. والدرس الذي يجب أن ندركه جميعاً هو ضرورة الا تتوقف جهود تعمير سيناء بفعل هذه القوي الضارة.. فعمليات تفعيل جهاز تنمية سيناء وإقرار لائحته خلال هذا الاسبوع يجب ألا تتوقف لان كل مشروع جديد فيها يدعم القوة الداخلية في ارض الفيروز ويحصن الوطن بنمو اقتصادي ضد التطرف والارهاب واجتياز مخاطرهما. اعتقد أن الاهتمام بتنمية سيناء الان يمثل أولوية مهمة في أجندة حكومة د. هشام قنديل ويتطلب ذلك توسعا افقيا لعملية التنمية بجذب استثمارات جديدة لانشاء المشروعات ضمانا لتوفير فرص عمل للشباب وتحويل سيناء الي منطقة جذابة للسكان والتركيز علي الاستثمارات الضخمة الوطنية التي تحافظ علي سيناء كأرض مصرية للمصريين فقط مع اعطاء الاولوية للتوسع الرأسي التنموي عن طريق تحسين جودة وكفاءة المشروعات الحالية لكي تصبح أكثر مواكبة للتكنولوجيا وانتاج سلع مصرية قادرة علي المنافسة في الاسواق المحلية والعربية والدولية.. لكن يبقي القول ان هناك مجالات كبيرة للاستثمار وفرصا عملاقة لا مثيل لها في سيناء تحتاج الي توظفيها خاصة من جانب القطاع الخاص المصري الذي عليه ان يتجه باستثماراته إلي سيناء بعد توفير الدولة البنية الاساسية الجيدة التي تقيمها الدولة والتي تستهدف دفع عجلة التنمية في سيناء شمالها وجنوبها تعصمها من جموح تداعيات التطرف والارهاب وتصاعد مخططات الترويع الامني والاقتصادي واقتحام سيناء في إطار لعبة تقطيع الأوصال المصرية وفصل الرأس عن الجسد. فاستثمار سيناء يمثل اصراراً لنا للخروج من الوادي الضيق الي رحاب مصر كلها لتحقيق الامن والاستقرار.