فاجأت بعض القنوات الفضائية مشاهديها خلال شهر رمضان بتحذير مكتوب عبر الشاشة (هذا المسلسل يحتوي علي جمل وألفاظ ضمن السياق الدرامي قد يراها البعض غير لائقة لذلك لزم التنويه) وهو أمر غير مسبوق علي الشاشة الصغيرة حيث ان هذه العبارة لم تكن تظهر الا في دورالعرض السينمائي (للكبار فقط) وإن كان الفارق انها في السينما تتم بناء علي تعليمات من المصنفات الفنية الامر الذي استوقف الكثير من المتابعين في ظل تعدد الالفاظ الخارجة عن النص في المسلسلات وحول هذه الظاهرة الايجابية كان للنقاد وخبراء الإعلام اراؤهم حول امكانية تعميمها دون المساس بالنص الاصلي. د. سيد خطاب رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية يؤكد ان الرقابة في طريقها لانشاء مشروع بهذا الشأن من خلال كيان مستقل تحت مسمي »الهيئة القومية للمصنفات الفنية وحقوق الملكية الفكرية« وإن كان الامر مرهوناً بتشكيل البرلمان ويقول: هذه العبارة التحذيرية تشبه بالفعل عبارة »للكبار فقط« وغيرها وسيكون لدينا هذا النوع من التصنيف بأي وسيلة كالعلامات الملونة مثل وبمجرد ان يتحول لقانون يضطر الجميع للالتزام به وليس مجرد اجتهاد أو نوع من الرقابة الذاتية، وأن يكون قانوناً ينظم العمل بالمحطات الفضائية حتي يستفيد منه المجتمع، فتصنيف المواد المقدمة وحتي البرامج سواء العنيفة أو غيرها يمنح المشاهد حق الاختيار وحقه في استقبال معلومة أمنة ولكن طبقاً لقانون ينفذ ذلك ولا تترك كل قناة حسب اهوائها وسياستها. ويضيف خطاب: نريد صيغة موحدة لاضفاء المصداقية علي الموضوع ورغم اننا نشاهد كثيراً من المسلسلات ونمنحها تصاريح سواء تصوير أو عرض لكننا للاسف ليس لنا سلطة علي الفضائيات فهي تستخدم ثغرة في القانون المنظم للنايل سات والمنطقة الحرة. السيناريست بشير الديك يري أن العلامات التحذيرية علي الدراما التليفزيونية خطوة نحو الرقي ويقول: »ياريت« وأنا ككاتب يسعدني جداً هذا الاتجاه بالتنويه عن مسلسل ما أو حلقة ما بها مشاهد أو الفاظ تخدش الحياء أو عنف او غيرها وهو ما يحدث في العالم كله سواء من خلال النقابة بأمريكا او اتحاد الشركات بأوروبا حيث يصنفون العنف والرعب ولكن اذا تم ذلك بشكل قانوني يكون افضل. الناقدة ماجدة موريس تري أن هذه خطوة تآخرت كثيراً وطالما نادت بهذا التصنيف القيمي منذ سنوات وتقول: هذه العبارات التحذيرية اطلقتها بعض الفضائيات بعد مرور عدة ايام من رمضان وغالبا حدث بسبب استهجان المجتمع لما يعرض علي شاشاتها فتأخر هذه يعني أحد أمرين أولهما ان هذه القناة اشترت دون علم أوانها تراجعت بعد استياء المشاهدين. وتضيف: ان هذه القنوات عليها مسئولية اجتماعية وليس من المفترض ان تكون الرقابة منوطة بهذا الشان بمفردها وكل ما نحتاجه هو تصنيف عمري للمواد المعروضة علي الشاشة.