شهد كورنيش النيل ببولاق أبو العلا أحداث شغب واشتباكات مؤسفة أمام فندق فيرمونت نايل سيتي تطورت إلي ما يشبه حرب الشوارع في محيط الأبراج بين شباب منطقة رملة بولاق والشرطة .. اندلعت شرارة الأحداث عندما توجه عاطلان أحدهما مسجل خطر خرج من السجن حديثا إلي الفندق لمقابلة الإدارة للحصول علي " الشهرية " التي يحصلون عليها منذ أحداث الثورة مقابل حماية الفندق وحراسة سيارات النزلاء والمترددين في محيط الأبراج لكن مسئول الفندق أبلغهم بعدم وجود أموال مما أثار غضبهم وطلبوا حضور المدير المسئول لكن الإداري استدعي لهم ضابط شرطة السياحة الذي طالبهم بمغادرة الفندق والعودة في وقت آخر لكنهم أصروا علي البقاء للحصول علي حقهم وإلا قاموا بتحطيم الفندق وقاما باستدعاء بعض زملائهم لاقتحام الفندق فقامت قوة الشرطة بمواجهتهم وأصيب أحدهم برصاصة ومصرع مصطفي البني مسجل خطر الذي تم إطلاق سراحه بعد إلغاء حالة الطوارئ مما تسبب في ثورة الغضب وخرج المئات من أهالي المنطقة في حالة ثورة عارمة وقطعوا طريق الكورنيش وحاولوا اقتحام المبني وهشموا الواجهات والمدخل والسيارات المتوقفة في محيط الأبراج وأشعلوا النيران في سيارات أخري .. تم الاستعانة ب6 تشكيلات من الأمن المركزي وسيارات المطافي التي توجهت إلي المنطقة وتعاملت بالقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين واستمرت المواجهات بين الطرفين لمدة ساعتين أصيب خلالها العشرات من المواطنين بالاختناق بينما أصيبت حركة المرور بالكورنيش بالشلل الكامل . وأكد أحد العاملين بالفندق بأن سبب المشكلة عدد من العاطلين الذين يحصلون علي مبلغ شهري مقابل عدم التعرض للفندق أو لزبائنه وعندما رفضت إدارة الفندق إعطائهما الشهرية التي كانوا يتقاضونها استعانوا بأقاربهم وبلطجية المنطقة واقتحموا الفندق وأشعلوا النيران في السيارات الموجودة أمامه.. انتقلت 6 سيارات تابعة للأمن المركزي بقيادة اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة للمباحث كما استعان المقدم عمر طلعت رئيس مباحث بولاق أبو العلا بعدد من شباب المنطقة والبلطجية لمواجهة الاعتداءات علي الفندق .. قام المئات من شباب بولاق بالتجمهر أمام الفندق وتم تبادل إلقاء الطوب والحجارة وزجاجات المولوتوف كما تم إشعال النيران في عدد من إطارات السيارات التي تسببت في تكوين سحابة كثيفة في سماء المنطقة وأصيب العشرات بحالات اختناق .. كما أصيب 5 آخرون من العاملين بالفندق .. استمرت حالة الكر والفر بين الطرفين لما يقرب من ساعتين واستخدمت أجهزة الأمن بقيادة اللواء سامي لطفي نائب مدير الإدارة العامة للمباحث إطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المتجمهرين وطلقات الخرطوش مما أدي إلي وقوع العشرات من المصابين علي طريق الكورنيش وتم قطع الطريق .. انتقلت سيارتا إطفاء وتم إخماد إطارات السيارات المشتعلة.. تمركزت سيارات الأمن المركزي وتم تحرير عدد من العاملين بالفندق والأشخاص الذين حاولوا إنهاء المشكلة منذ البداية بعد 3 ساعات من احتجازهم .. كما انتقلت أعداد من سيارات الإسعاف لنقل المصابين الذين تنوعت إصابتهم بين بعض إصابات الخرطوش وحالات الاختناق إلي المستشفيات القريبة من الفندق .. وانتقل إلي مكان الحادث كل من اللواء عصام سعد مدير مباحث العاصمة والعميد هشام عامر مفتش المباحث والمقدمان علاء خلف الله رئيس مباحث الساحل وسامح القللي رئيس مباحث شبرا . وذكر بعض أهالي رملة بولاق أن سبب الأحداث يرجع إلي حدوث حريق في العشش وطالب الأهالي من إدارة الفندق استخدام معدات الإطفاء الخاصة بالفندق لإخماد النيران لكنهم رفضوا مما أصاب العلاقة بين إدارة الفندق الأهالي بالتوتر حيث اعتقد الأهالي أن ذلك مخطط للاستيلاء علي أراضي منازلهم . انتقل اللواء محسن مراد مساعد اول وزير الداخلية وقيادات المديرية الي موقع الابراج لمحاولة السيطرة علي الموقف في الوقت الذي قامت سمارات الحماية المدنية بالتعامل مع النيران التي شبت بعدد من السيارات والدراجات البخارية المتواجدة اسفل الابراج.. قال شهود عيان من اهالي منطقة رملة بولاق المجاورة للابراج ان احداث العنف وقعت بسبب قيام ادارة فندق فيرمونت بقتل عمرو البني من اهالي المنطقة لدي محاولته مقابلة مدير امن الفندق للحصول علي راتبه الذي يتقاضاه مقابل حراسة الفندق منذ ايام الثورة.. وأضاف شهود العيان ان ادارة الفندق كان قد اتفقت مع عدد من اهالي منطقة رملة بولاق علي حراسة الفندق منذ ايام الانفلات الامني الذي واكب ثورة 52 يناير وقامت بصرف رواتبهم بانتظام ثم انقطعت عن صرف تلك الرواتب منذ فترة كبيرة دون ابداء أي اسباب. وقالت وزارة الداخلية في بيان رسمي لها ان مجموعة من البلطجية اقتحمت أحد فنادق مجموعة أبراج »النايل سيتي« بكورنيش النيل حيث قاموا بالدخول إلي استقبال الفندق بقصد الحصول علي مبالغ مالية عنوة كإتاوة علي الفندق ولما رفض موظفو الفندق قاموا بالتعدي عليهم بالأسلحة البيضاء.. وعند قيام ضابط شرطة السياحة المعين بالفندق بمحاولة اخراجهم، قاموا بالتعدي عليه ومحاولة الاستيلاء علي سلاحه.