عاشت مصر، وعايش أعضاء العبثة المصرية في لندن 2012 وقريتها وملاعبها لحظات سعيدة وتاريخية، بالفوز الكبير الذي حققه طالب الهندسة الإسكندراني علاء الدين السيد أبوالقاسم ابن ال 22 ربيعا وباحرازه الميدالية الفضية الأولي في دورة الألعاب الاوليمبية الساخنة وسط طقس بارد في ملاعب ضاحية »ستراتفورد« الجديدة شمال شرق العاصمة البريطانية.. أكثر من 250 مصريا في المكان الانجليزي عايشوا الفرحة الاوليمبية واللحظات الحرجة والتوتر العصبي وهم يشاهدون علاء الدين يدافع عن العرين المصري بسيفه الحاد القاطع ضد النخبة من مبارزي العالم من أمريكا والمانيا وايطاليا ثم كوريا الجنوبية.. فاز عليهم جميعا وهم النخبة وابطال العالم في الأدوار الأولي ابتداء من ال32 وحتي قبل النهائي إلي أن التقي لاعب الصين منافسا علي الميدالية الذهبية بشرف وكاد يحققه بتقدمه عدة مرات حتي اللحظات الاخيرة من الجولة الثالثة التي تغلب فيها المنافس الصيني 13/15 وكان لنا ولعلاء الفضية الغالية التي تضاف إلي 24 ميدالية اوليمبية غالية فازت بها مصر علي مدي التاريخ الاوليمبي الذي يعود إلي ما قبل 100 عام اذا كانت أولي مشاركاتنا الاوليمبية الاولي عام 1912 بدورة استوكهولم ولم يمثلنا فيها سوي لاعب واحد هو أحمد باشا حسنين وكان لاعب سلاح »بالصدفة«. أنا اسگندراني أحب السمك وأدرس الهندسة أتدرب 5 ساعات وأذاگر 5 ساعات يوميا الميدالية هي الاولي لمصر في تاريخ لعبة المبارزة التي تتميز فيها مصر كلعبة للنبلاء والشجعان والاذكياء، مورست في أندية متخصصة كنادي السلاح المصري بالقاهرة، والإسكندرية، وتأسس اتحادها الذي يرأسه حاليا اللواء أحمد إسماعيل الذي يرافق بطلنا في مهمته التاريخية بلندن. البطل الجديد العظيم من مواليد الجزائر في 25 نوفمبر 1990 لأب مصري مدرس للرياضيات عمل بالجزائر وتزوج من أمه الجزائرية الأصل التي أنجبت له ثلاثة شقيقات ترتيبه في الاشقاء الثالث، ولعب مع الوالدة والوالد دورا كبيرا في ما حققه من انجاز غير مسبوق في تاريخ مصر، خاصة الوالد الذي ألحقه بنادي السلاح السكندري منذ ان كان في السابعة من عمره، وعاش معه سنوات ترعرعه وتعلمه وتفوقه وبطولاته العالمية واخرها العام الماضي في المانيا التي عاد منها مضطرا بعد ان علم بوفاة الوالد رحمة الله قبل ان يعيش معه لحظات تحقيق الحلم والامساك بأغلي ما يحلم به أي إنسان رياضي في حياته مهما طالت ومهما احتوت من انجازات وطموحات. الرئيس مرسي أول المهنئين كانت أول تهنئة رسمية تلقاها البطل من الرئيس محمد مرسي الرئيس الديمقراطي المنتخب برسالة علي »تويتر« لاقت استحسانا منه ومن كل زملائه في البعثة، وجاءت تهنئة الدكتور مهندس هشام قنديل رئيس الوزراء تليفونية بحديث رقيق صباح يوم أمس الأربعاء، شعر بعدها كم بات المسئولون حريصون علي الاتصال المباشر بالجماهير، وتمني المزيد من اهتمامهم بكل الرياضيين والمتميزين حتي تقفز مصرنا العزيزة قفزات إلي الامام والأعلي لنصل ونحقق احلامنا علي قمة مستقبل نحلم به جميعا ويتناسب مع قيمة بلدنا مصر التي تستحق كل الخير. ولا يخفي علاء شكره وامتنانه للدعم الكبير الذي تلقاه من المجلس القومي للرياضة من خلال مشروع البطل المتميز الذي كفل له كل مشاركته الدولية علي مدي العام الماضي، في ظل توقف الرياضة المحلية، فأكسبته خبرة مثيرة واعدته من خلال اتحاد المبازرة المسئول ورئيسه اللواء أحمد إسماعيل الذي يرعاه منذ أكثر من 15 سنة بالإسكندرية في نادي السلاح. ولا ينسي البطل الاوليمبي المهندس حسن صقر والدكتور عمار البنان الرئيسان السابق والحالي للمجلس القومي علي دعمهما الشخصي والرسمي الذي شعر به جديا من خلال موافقتهما علي كل متطلبات تحقيق هذا الانتصار الكبير في لندن 2012. سلاحي ب 15 ألف جنيه ويضحك علاء الدين حين يبلغ الجماهير بأن لعبته مكلفة جدا، ويقول يكفي للناس أن تعرف ان شنطة مهماتي ثمنها 15 ألف جنيه، كنت وكان والدي رحمه الله ندفع ثمنها منذ ان كنت طفلا ثم تولي النادي المهمة ثم الاتحاد والمجلس القوي بتحمل تكاليفها بعد الانضمام لمنتخب الناشئين وحتي الآن.. وكذلك اقول للناس ان السيف الواحد يكلف اللاعب كثيرا، فثمن النصل المعدني حوالي 120 يورو أي حوالي ألف جنيه، ويحتاج اللاعب لقرابة 20 نصلا في العام الواحد.. احسبوها.. اللعبة تحتاج امكانيات. اما البدلة المتخصصة للمبارز والمنسوجة من نسيج خاص مخلوط بمواد معدنية مكلفة ومعقدة فنيا فوزنها 7 كيلو جرامات، اما خوذة الرأس للحماية والوقاية فتزن قرابة ال3 كيلو جرامات، ويضيف علاء الدين.. لعبة المبارزة شاقة في الأداء والمجهود الذي يبذل علي مدي 3 اشواط زمن اللعب الفعلي في كل شوط 3 دقائق، تستغرق أحيانا قرابة الساعة من الزمن، يفرز جسم المبارز عرق غزير نتيجة الحركة الكثيفة في مسافة محدودة. الذكاء.. التكتيك.. سرعة رد الفعل ويلخص بطل مصر الجديد احتياجات ومواصفات المبارز الناجح في حب وعشق اللعبة والتضحية من اجلها والذكاء المطلوب لدراسة الخصم وطبيعته وحركاته في زمن قصير، والقدرة علي اجادة وتنفيذ التكتيك الذي يرسمه قائده المدرب، وفطرة رد الفعل السريع الذي يميز لاعب عن اخر مثلما شاهدنا في مباريات المستوي العالي في الدورة الاوليمبية. ويقر البطل السعيد بميداليته وانجازه بأن كرة القدم هي اللعبة الشعبية، محبوبة في مصر كما العالم كله، لكن في مصر يجب مراعاة عدم طغيانها الجارف حتي لا تقضي علي العاب اخري خاصة الفردية منها مثل العاب القوي والجمباز والسباحة والمصارعة والملاكمة والجودو والمبارزة وهذه هي الالعاب الزكية الرياضية التي تعبر عن مكنون الانسان وحقيقته وتعقيمها معظم دول العالم وتحترم وتحب وتكرم ممارسيها والتوازن في المعاملة بين الالعاب هو ما يعرف بمفهوم »التحضر« الذي لا يجب ان يكون غريبا عنا نحن المصريون. ولا يخفي علاء الدين طموحاته بأن يفوز بالذهب الاوليمبي يوما والاقرب هو دورة ريو دي جانيرو بالبرازيل بعد اربع سنوات.. ويضيف: سأشارك وسأنافس بكل قوة في بطولات العالم.. تصنيفي العالمي حاليا رقم 7 واحلم بترأس القائمة والفوز بالذهبية الاوليمبية ويؤكد علاء ان كل حلم يمكن تحقيقه بالتخطيط والتدريب والسعي الجدي فالاحلام لا تتحقق بالتمني وحده ومصر الان تعيش ثورة تحقيق الاحلام. رشيق.. وسيم.. بملامح مصرية ولتعريف القراء بالبطل الكبير الجديد الذي انضم لقائمة عظماء الرياضة المصرية نصفه بأنه شاب مصري مثالي »قمحي« البشرة وسيم الوجه، رقيق المشاعر، صوت رخيم ثابت وواثق النبرات، بعيون تشع بالذكاء، ولحية شبابية »خفيفة«، متماشية مع مظاهر الموضة والعصر، طويل القامة 188 سنتيمتر رشيق القوام يزن 82 كيلو جرام قوي العضلات، يتمتع بقدرة تحمل مثالية لعبت دورا كبيرا في بلوغ نجاحه وانتصاراته خاصة في مباراته المثيرة في الدور قبل النهائي مع اللاعب الكوري العنيد تشوي التي تغلب فيها بجدارة 12/15 طموح ايجابي ينبيء بابن بار لبلد عظيم اسمع مصر. مهندس اتصالات يحلم بالنبوغ حصل علاء أبو القاسم متفوقاً علي الثانوية العامة بمجموع 69 في المائة، التحق بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية في العام 9002، وتركها بسبب عدم تقدير الجامعة لظروف الرياضية واضطراره للسفير كثيراً في المهمات القومية في بطولات العالم، وانتقل لنفس الكلية في الاكاديمية العربية للنقل البحري بالاسكندرية، بفضل وتوصية وزير الرياضة السابق المهندس حسن صقر، يدرس الان بالصف الثاني، قسم الاتصالات الذي يحلم بالنبوغ في دقائقه كونه صرعة العصر ومكنون التكنولوجيا الذكية، يؤكد عدم توقفه عند درجة البكالوريوس، ويعتزم الدراسة والبحث حتي درجة الدكتوراة ليقدم لمصر وشعبها انجازات لا تقل قيمتها عما حققه في لعبة المبارزة الاوليمبية. يفتخر البطل علاء السيد ابو القاسم بجذور والده الاسكندرانية الاصلية في قسم العطارين التاريخي، ويسكن حالياً في منطقة وحي - كامب شيزار - الذي يعشقه كما يعشق اهله وسكانه ويرجع لهم الفضل في ما وصل اليه في شخصية سوية صنعتها تعاملاته الاسرية والشعبية مع كل الناس الطيبين.. يهديهم ميداليته، ويهديهم المشاركة فيها. ولانما يحصل عليهالابطال الاوليمبيين الآن يكفل لهم حياة كريمة، فإن بطلنا اليوم سعيد بما ينتظره من تكريم الوطن، ويقول ويؤكد أنه سيتزوج من فتاة أحلامه المصرية ولكن بعد الحصول علي بكالوريوس الهندسة، المستقبل امامه عريض وطويل، والانسان المصري السوي سعيد وجميل بطبعه، ويضيف أن أجمل ما في الدنيا ان يعيش الانسان متصالحهاً مع نفسه، متفهماً لقدراته، وينصح الشباب الالتزام بالاخلاق القويمة وممارسة الرياضة، ليس شرطاً ان تحقق بطولة، مجرد الممارسة تفيدك في كل شيء. البطل الاوليمبي.. والتميز الرياضي بدا علاء الدين البطل الاوليمبي الجديد حزيناً ومتأثراً عند الحديث عن مشروع البطل الاوليمبي الذي كان معمولاً به في السابق حيث قال: ظلمني مثلما ظلم كل زملائي الرياضيين.. لم اتقاض مستحقاتي المالية وهذا إجحاف وظلم يشعر الانسان بمرارة.. وعلي العكس يصف مشروع التميز الرياضي الحالي ويقول عنه: وفر لي كل الفرص واشركني في البطولات العالمية، واعطاني كل مستحقاتي. العدل والانصاف مطلوب ومهم في التعامل مع الرياضيين..وإن لم تساعدهم الدول.. فلمن يلجأون؟.. لتحقيق الميداليات المعترف بها دولياً وأهمها الاوليمبية مطلوب تكلفة عالية.. ما نعرفه في مصر قليل إذا ما قورن حتي بلاعبي الدول المتوسطة الحال اقتصادياً.. وبدون الاعداد والصرف الجيد لا يمكن صناعة بطل حقيقي. في رحلة الاعداد الطويلة للفوز بميدالية علاء الدين الاوليمبية اشترك فريق كبير من المدربين والنجوم السابقين يذكر المعترف بالجميل علي سبيل المثل لا الحصر: النادي نفسه، والمدربون: عبد الرازق الشرقاوي، ومحمد السيد في نادي السلاح السكندري وكلاهما كان لاعبا سابقا، وأخيراً كان المدرب البولندي باولو كانتا روسكي الذي يعمل باجتهاد منذ 3 سنوات ونصف.. اما الإدارة ففي المقدمة اللواء أحمد اسماعيل وميرفت حسنين من الاتحاد الحالي وقبلهما المهندس بلال رفعت وعبدالمنعم الحسيني. وكأي اسكندراني يحب علاء أكل السمك، خاصة ان والدته جزائرية من آكلي الغذاء البحري يقول: نأكل كل الانواع الجيدة، ولأن أكله الا طازجاً، والاسماك الاسكندرانية جميلة مشوية ومقلية وبطرق طبخ اخري.. اما الاكلات المفضلة الاخري فهو الغذاء الصحي المتكامل الذي تجيد صناعته »ست الحبايب« والدته، والتي لا تطبخ غيره خال من الدهون، خفيف الملح والسكر، محتو علي كل العناصر الغذائية كالخضروات والفواكه الطبيعية الطازجة.. والرياضي يأكل كل شيء بشكل متوازن وسبب رئيسي في ما يحققه من بطولات. أصل الثلاثاء.. وأتمني لزملائي التوفيق من المقرر ان يعود البطل علاء الدين الي القاهرة يوم الثلاثاء القادم علي رحلة مصر للطيران المسائية، وفقا لبرنامج الاقامة في القرية الاوليمبية، وقدوم فرق اخري، ويتمني للبقية من زملائه في الالعاب الاخري التوفيق والفوز بميداليات كثيرة.. ويتوقع ان يزور الرئيس محمد مرسي بعد عودة بقية افرد البعثة بانتهاء الدورة، وسيقدم الميدالية للرئيس ولشعب مصر حباً وتقديراً واعتزازاً بوطنه الحبيب. لا ينكر البطل المصري علاء الدين فضل المدرب البولندي كانتاروسكي الذي بدت عصبيته في توجيهاته أثناء المباراة وما بذله من جهد كبير علي مدي 3 سنوات ليصل به وبزملائه الي ما وصلوا إليه من مستوي متقدم جداً، ويقول عنه: كفء وحازم وطيب وإن كان عصبيا بعض الشيء، توجيهاته وملاحظته التي اتلقاها تفيدني كثيراً وتصنع الفوز، الرجل كان مدرباً لمنتخب بنات بولندا ايام مجد هذا البلد، الآن تراجعوا كثيراً، ومدربوا بولندا منتشرون في العالم ومع اقوي الفرق.. اشكره علي كل ما بذله. همسة عتاب.. وحب لكل الاصدقاء ثقافة والمعية البطل الجديد لا تمنعه من معاتبة أوجه التقصير في الإعلام الرياضي المصري، المبالغ في أهتمامه بكرة القدم علي حساب الالعاب الاخري خاصة الالعاب الفردية والنزالية ومنها المبارزة، رغم قيمتها وفائدتها الانسانية وعائدها علي صحة المواطن.. في هذا الصدد يقول: مصر تعلمت ولديها من التاريخ والثقافة والوعي الشعبي للاهتمام بنا.. مجرد نظرة وتعامل طبيعي يرضينا ويسعدنا ويدفعنا لتحقيق المزيد. وفي المقابل يشكر علاء الدين كل الاحباء والاصدقاء الذين صنعوا بحبهم وصداقتهم ما حققته ويخص الزملاء الاصدقاء. لاحظت احمرار وجنتي محدثي البطل علاء عندما سألته عن رأيه في ملابس البعثة »المضروبة أو »المزيفة« التي استبدلتها الحكومة ببديل محترم في وقت حرج »ومتأخر« بعد ان انفضحت القضية في تلفزيونات العالم وفي صحف »لندن« بالذات.. قال: كان عار كبير ان نلبس نحن المصريون هذا اللبس، وان نظهر امام العالم بشكل يقلل من قيمتنا ويسيء إلي مظهرنا، نحن بلد كبير، وشعب عظيم، ويجب ان نعامل بقيمتنا وواقعنا.. وما حدث اليوم وحدث من قبل كثيراً لا يجب ان يتكرر، والواجب علي كل مسئول ان يتحري الدقة.. ويضيف: أعرف كما يعرف غيري وخاصة اللواء أحمد اسماعيل رئيس الاتحاد ان لبس وملابس وتجهيزات بعثة مثل مصر تتمني كل الشركات العالمية ان تقدم لها أفضل ما لديها وبدون ولا مليم واحد.. يكفيهم ان مصر سوف تلبس ملابسهم.