»صفية الفايد صورة مشرفة لكل سيدة مصرية.. فقلبها ينبع منه الخير ليتدفق لكل قلوب المصريين.. فبجهدها الذي لايعرف الملل من أجل أسعاد أطفال مصرالمرضي بالسرطان والنهوض بهم نحو مستقبل أفضل.. أصبحت صفية الفايد أسما راسخا في قلوب الأطفال المرضي بالسرطان وذويهم ليس لأنها شقيقة محمد الفايد رجل الأعمال العالمي.. ولكن لأنها غمرتهم بالحب بأعمالها الخيرية العظيمة والانجازات الرائعة.. فقد وهبت حياتها من أجل هؤلاء الأطفال لتعيد لهم ولأسرهم البسمة حتي أصبحت الصديقة والأم الروحية لهم«. محمد الفايد كان يفكر في العودة لمصر والأحداث جعلته يتراجع هل أنخفضت قيمة التبرعات بعد أحداث ثورة 25 يناير ؟ خاصة أن الدارتابعة لجمعية الهلال الأحمر التي كانت ترأسها سوزان ؟ نعم تأثرت بعد الأحداث بالسلب نتيجة الهجوم الوحشي علي الجمعيات الخيرية في مصرعبر وسائل الإعلام المختلفة.. بل كادت تتوقف تماما لعدم الاستقرار والذي كان له تأثير سلبيا علي الاستثمار عموما.. ونحاول كمجلس وأدارة أشراف علي الدار تغطية المصروفات.. ولكنني أوضح أنني طوال فترة عملي في المجال الأجتماعي منذ 16 عاما.. لم أتلق أي مساعدات سواء من الشئون الأجتماعية أوالهلال الأحمر أو حتي من أي جهة حكومية.. فالهلال الأحمر ماهو إلا جهة إدارية فقط. ماهودورمحمد الفايد مع مصرخلال الظروف الصعبة التي تمربها ؟ دور محمد الفايد مع مصر مستمر ولم يتوقف في يوم من الأيام عن مساندتها.. وكان من بين هذه الظروف تعرضها لزلزال 92 وقد تلقت مصر العديد من التبرعات نتيجة تعرضها لهذا الزلزال.. سواء كانت هذه التبرعات عينية أو غذائية أو مالية.. وكان شقيقي محمد الفايد قد أرسل 3 طائرات محملة بالمعونة من أجل الشعب المصري.. والتي كانت عبارة عن بطاطين علي أعلي مستوي وخيم بمثابة شقة سكنية حيث تم تصميمها بأن يوجد بها حمام.. والطائرة الثاثة كانت محملة بالغذاء ولكنني لم أشاهد سوي طائرتين فقط في المطار أثناء انتظاري لأستقبالها في مطار القاهرة الدولي.. بل تم تبديل نوعية المعونة الراقية بأخري رديئة وسيئة لدرجة أنهم قاموا بتوزيع أغذية فاسدة علي طلبة الكليات من المغتربين والذين رفضوا تناولها. هل يفكر شقيقك محمد الفايد في العودة لمصر مرة أخري؟ وماذا يمكن أن يقدم لها؟ شقيقي محمد كان يفكر في العودة لمصر منذ عامين لكنه تراجع بعد الأحداث الأخيرة التي مرت بها البلاد وذلك بعد زيارته الأخيرة للأسكندرية ومتابعة المتغيرات التي طرأت عليها.. ومن بين المشروعات التي كان يفكر فيها إنشاء فندق سان ستيفانو إلا أن المستشار أسماعيل الجوسقي محافظ الاسكندرية الأسبق في ذلك الوقت.. وضع العديد من العراقيل أمام إقامة هذا المشروع كما كان يفكر في إنشاء مستشفي »الأنفوشي« ورصد له 12 مليون لحسابها في البنك.. حيث كان ينوي أن يقيمه علي غرار المستشفي التي أقامها في لندن لعلاج الأطفال. لماذا لم تترك مصرفي ظل هذه الظروف الصعبة؟ رغم كل هذه الظروف الصعبة التي تمربها البلاد ألا أنني أعشق مصرومرتبطة بها وبأصحابي وخاصة الموجودين بمنطقة بحري.. ولاأستطيع البعد عنها أكثر من أسبوعين لأنني أجتماعية بطبعي وأحب الناس ولايمكن العيش بعيدا عنهم.. أما بالنسبة لمحمد فنحن علي أتصال دائم من خلال التليفونات والأنترنت.. خاصة أن الفايد ترك الأعمال والبزنس للأبناء وتفرغ للإستمتاع بحياته مع أفراد الأسرة وخاصة الأحفاد وأنا كذلك هنا في الأسكندرية أستمتع بحياتي من خلال تقديم الخدمات لكل محتاج في المجتمع بالإضافة لأحفادي.. كم كلف هذا المبني؟ تكلف 5 ملايين جنيه لأننا أضطررنا للقيام بهدم المبني القديم حتي نتمكن من البناء علي مستوي يساعد في تقديم الخدمات بشكل متطور.. حيث تم تخصيص دورين منه لأطفال مرضي السرطان ودار حضانه.. وحضانه للرضع تتسع ل 350 طفل في المرحلة السنية قبل التعليم الأساسي.. وتشمل الرعاية الثقافية والفنية والأجتماعية والترفيهية والصحية.. ومكتبة للطفل ومستوصف تخصصي بأجر رمزي لخدمة أبناء الحي من محدودي الدخل.. ويشمل أقسام الجراحة والباطنة والنساء والأسنان والأنف والأذن.. والتحاليل الطبية وأشعة الموجات فوق الصوتية.. ودار للضيافة لرعاية الأطفال المرضي بالسرطان أثناء تلقيهم العلاج بالمستشفيات بالأسكندرية معنويا واجتماعيا وغذائيا وكذلك مساعدة أسرهم. ماهو نشاطك الأساسي حاليا في الحياه ؟ أنا قضيت معظم سنوات عمري في التعاون مع الجمعيات الخيرية بالأسكندرية والعمل الاجتماعي.. وبالتحديد منذ حوالي 16 عاما في هذا المجال عقب عودتي من لندن.. حيث قمت بزيارة لمستشفي سبورتنج للتأمين الصحي الخاصة بالطلبة والطالبات بالمدارس.. علي أعتبار أنني كنت أقوم بزيارة المستشفيات بالخارج عموما ولندن خصوصا.. نتيجة الأقامة مع أبنائي أثناء دراستهم العلمية للماجستير والدكتوراه ومع شقيقي محمد الفايد بالاضافة إلي أن أبني يعمل طبيبا. لماذا الإصرار علي العمل في هذا المجال تحديدا؟ كنت أركزعلي مستشفيات الأطفال بعد أن شاهدت المستشفي العملاق التي أقامها شقيقي محمد الفايد للاطفال والتي بهرتني ومع انتهاء الأبناء من الدراسة ففكرت في العودة لمصروالأتجاه إلي هذا المجال. كم يتراوح عدد المرضي الذين يتم استقبالهم؟ تتراوح أعداد المرضي مابين 50 و150 مريضا حيث يستمر المريض وأمه في الأقامة بالمكان وبعد الشفاء التام يتم دخول مريض آخر بدلا منه.. وأحيانا تصل تكلفة العمليات والعلاج لأكثر من 20 ألف جنيه.. ولكن المشكلة أن المرض يعود للمريض مرة أخري بعد أن يكون قد شفي تماما.. وذلك نتيجة الظروف السيئة والبيئة الأكثر سوءا. من يشرف علي المشروع طبيا ؟ يقوم بالإشراف علي المشروع أطباء مصريون يعملون بألمانيا بزيارة المكان كل عام مرة أو مرتين.. لمتابعة الأطفال وأسلوب علاجهم من خلال الأقامة معهم ليوم كامل.. وقد رفض الأطباء اللجوء للبتر في حالة فشل العلاج الكيمائي مؤكدين علي ضرورة الإستمرار في العلاج حتي الشفاء.. بالأضافة للأطباء الذين يشرفون علي العلاج اليومي من المصريين. ماذا تطلبن من الرئيس الحالي والحكومة الجديدة عموما ومن وزير الصحة خصوصا؟ الرئيس الجديد د. محمد مرسي لديه مايكفيه ولاأريد أن أطلب منه أشياء في الفترة الحالية.. ولكن مستقبلا أن أطالبه أن يسعي لإعادة الطيور المهاجرة لمصرحتي يستفيد المجتمع كله منهم.. أما بالنسبة لوزير الصحة فنطلب منه مساهمة التأمين الصحي في العلاج وذلك بتذليل الروتين الذي يكون حائلا في انهاء الأجراءات. هل تري أن الأحوال ستتحسن في الفترة القادمة مع الحكومة الجديدة؟ أتمني ذلك عموما وخصوصا أن يقوم التأمين الصحي بالمساهمة في مصاريف العلاج.. والتصديللروتين الذي يعتبر أكبر عائق وعقبة تقف أمامنا.. حتي نتمكن من تقديم العلاج لعدد أكبرمن المرضي نظرا لأرتفاع أسعار الدواء . هل أبناؤك يقيمون في مصر أم بالخارج ؟ الأبناء يترددون علي مصر من فترة لأخري فعلاء دكتور مهندس وزوجته فنلندية ويفكر في الاستقرار بسويسرا لأن أبناءه ولدوا وتربوا في الخارج أما عصام وعماد فالأول د. مهندس والثاني طبيب أمراض نساء ولديهم مشروعات في مصر ويسافرون بعض الوقت ويعودوون مرة أخري لمتابعة أعمالهم.. وكان لهم دور كبير في المساهمة معي في هذا إقامة هذا المشروع الخيري حيث قاموا بتوفير سيارة إسعاف وكذلك كراسي خاصة بالدار ولأماكن أخري بالأسكندرية. كيف تقضين يومك؟ أنا لا أفعل أي شيء في حياتي حاليا غير الاهتمام بالعمل الخيري وخاصة مع مرضي السرطان من الأطفال.. ولا أفهم في السياسة واكتغي بمتابعة التليفزيون وعمرواديب آفبونتي ولهذا لايوجد لدي أي وقت فراغ لأنني وهبت كل حياتي لهذه الفئة.. لأنني أشعر بسعادة بالغة كل يوم بل كل ساعة ودقيقة عندما أري أن هناك تحسنا في صحة هؤلاء الأطفال.. وتكون السعادة الكبري عندما يشفي الطفل من المرض ويغادر الدار.. لنبدأ الرحلة من جديد باستقبال مريض أخر بديلا له نحاول تخفيف ألامه التي يعاني منها. ماهي أمنيتك لهذا المشروع؟ أن يستمر في تقديم الخدمات للمرضي حتي بعد وفاتي.. وهذا يتطلب عودة المشاركة المجتمعية من أهل الخير سواء علي المستوي الفردي أو الهيئات.. كما كانت من خلال التبرعات المالية والعينية والتي انخفضت في الفترة الأخيرة.. بسبب الأحداث الأخيرة واختلاط الأوراق وعلي المتبرع التأكد بنفسه.. ليفرق بين ماهو جيد ويقدم خدمات حقيقية للمجتمع وماهو عكس ذلك.