طاهر قابىل من العجيب ان كلمة "مصر" وردت في التوراة 680 مرة.. ولم ترد كلمة "اسرائيل" في نصوص اجدادنا القدماء الامرة واحدة في السطر السابع والعشرين من لوحة تذكارية لانتصار الملك "مرنبتاح" خليفة "رمسيس الثاني" حوالي سنة 1230 قبل الميلاد.. عندما يقول مرنبتاح " دمرت اسرائيل ولم يعد لبذرتها وجود"! وكلمة "مصر" ذكرت في القرآن الكريم 5 مرات من بينهم مرتان في قصة "سيدنا يوسف عليه السلام".. ففي المرة الاولي جاءت في "الاية 21 " من سورة "يوسف " عندما قال الله عز وجل »قالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَي أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا«.. ويقول ابن كثير في تفسيره للاية "ان الله عزوجل يخبر بألطافه بيوسف عليه السلام بانه قبض له الذي اشتراه من مصر حتي اعتني به واكرمه واوصي اهله به وتوسم فيه الخير والصلاح فقال لامرأته "اكرمي مثواه عسي ان ينفعنا او نتخذه ولدا".. وكان الذي اشتراه من مصر عزيزها وهو الوزير وقد حدثنا العوفي عن ابن عباس ان اسمه كان "قطفير" وقال محمد بن اسحاق ان اسمه »اطفير بن روحيب« وهو العزيز وكان علي خزائن مصر وكان الملك يومئذ »الريان بن الوليد« رجل من العماليق.. وقال ان اسم امرأته »راعيل بنت رعابيل«.. وقال غيره ان اسمها زليخا..وقال محمد بن اسحاق ايضا عن محمد بن السائب عن ابي صالح عن ابن عباس "كان الذي باعه بمصر مالك بن ذعر بن قريب بن عنقا بن مديان بن ابراهيم ". وجاءت كلمة "مصر" في المرة الثانية في الاية 99 من نفس السورة عندما قال الله تعالي: »فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَي يُوسُفَ آوَي إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ«..ويفسر ابن كثير الاية بقوله ان الله تعالي يخبر عن ورود يعقوب عليه السلام علي يوسف عليه السلام وقدومه بلاد مصر لما كان يوسف قد قدم لاخوته بأن يأتوه بأهلهم اجمعين فتحملوا عن اخرهم وترحلوا من بلاد كنعان قاصدين بلاد مصر فلما اخبر يوسف عليه السلام باقترابهم خرج لتلقيهم وأمر الملك أمراءه وأكابر الناس بالخروج مع يوسف لتلقي نبي الله يعقوب عليه السلام.. ويقال ان الملك خرج ايضا لتلقيه وقد اشكل قوله "آوي اليه ابويه وقال ادخلوا مصر" علي الكثير من المفسرين فقال بعضهم هذا المقدم والمؤخر ومعني الكلام "وقال ادخلوا مصر ان شاء الله امنين " و"اوي اليه ابويه ورفعهما علي العرش".. وقد ورد ابن جرير هذا واختار ما حكاه عن السدي من ان يوسف اوي اليه ابويه لما تلقاهما ثم لما وصلوا باب البلد قال ادخلوا مصر ان شاء الله امنين وفي هذا نظر لأن الايواء انما يكون في المنزل كقوله "آوي اليه آخاه"وما المانع ان يكون قد قال لهم بعدما دخلوا عليه وآواهم اليها وضمتهم مصر" اسكنوا مصر ان شاء الله امنين" مما كنتم فيه من الجهد والقحط . ما لفت نظري في تفسير ابن كثير ان عزيز مصر الذي اشتري سيدنا يوسف كان اسمه " اطفير بن روحيب" او "مالك بن ذعر" واسم زوجته "راعيل بنت رعابيل "او" زليخا".. واسم ملك مصر في ذلك الوقت "الريان بن الوليد" وهي أسماء عربية لا توجد شبيها لها في البرديات أو علي جدران المعابد بالاضافة الي ان ابن كثير قال ان الريان بن الوليد من العماليق.. والمعروف ان العماليق قوما كانوا يسكنون الجزيرة العربية.