محمد الغىطى قرأت خبراً أزعجني وجعل النوم يتطاير من عيوني، وهو أن عشرة من أبرز قيادات الجهاد و الجماعة الاسلامية الهاربين من احكام بالسجن في قضايا جنائية ويقيمون بالخارج تقدموا بطلبات للرئيس محمد مرسي للعفو الشامل عنهم والغاء هذه الاحكام. ومن هؤلاء ياسر السري القيادي بتنظيم الجهاد و الحاصل علي لجوء سياسي بلندن بعد صدور حكم بإعدامه في قضية محاولة اغتيال عاطف صدقي رئيس الوزراء الاسبق ورفاعي احمد طه مسئول الجناح العسكري السابق بالجماعة الاسلامية ومصطفي حمزة المعروف بالعقل المدبر لعملية اغتيال مبارك في أديس ابابا وأحمد سلامة مبروك القيادي بتنظيم الجهاد وعادل عبد المجيد المحتجز في سجن لونج لارتن ببريطانيا و الشيخ وجدي غنيم الصادر ضده حكم في قضية التنظيم الدولي للاخوان ومحمد زكي محجوب الهارب إلي كندا، وياسر كامل الهارب إلي المانيا، وقد علق وجدي غنيم علي رسالة ياسر السري بانها جاءت في وقتها ونحن ننتظر من الرئيس مرسي أن يثبت انه يقيم العدل ويطبق شرع الله، ويؤكد انه رئيس مصر الاسلامية بحق .. وكلام غنيم لمن يعرفه اشبه بديناميت متحرك ولغم قابل للاشتعال في اي وقت، فهو الذي رفض ان يترحم علي عمر سليمان وطالب بعدم الصلاة عليه، ودعا أن يكون مصيره جهنم وبئس المصير مع ان روح الاسلام تجافي كلامه، وتعاليم الدين السمح تتناقض مع كل مواقفه المتطرفة المستفزة، وأهم هذه التعاليم ان نذكر محاسن موتانا، و الحديث يقول أن من يكفر مسلماً فقد باء بها، وعمر سليمان مسلم كان يشهد انه لا إله الا الله وأن محمداً رسول الله، لكنه كان يعلم عن الاخوان وتيارات الاسلام السياسي ما لا يعلمه أحد من العوام او حتي النخبة السياسية و المتابعين، فهو قد اقترب من كل ملفاتهم السسياسية، وهو رحمه الله كان يعلم أمثال وجدي غنيم ما يجعل الرجل يرتعش في مكانه، واهمها ان غنيم مطلوب من عدة اجهزة مخابرات دولية لتحريضه علي الإرهاب وعلي قتل غير المسلمين، وغنيم هو الذي سب اقباط مصر، وقال أن مصر ليست وطنهم وكان فظاً غليظ القلب في مفردات خطابه عنهم وهو الذي سب الاخوان لصالح صلاح ابو اسماعيل و التيارات السلفية المتعصبة وارجوكم راجعوا كل مواقفه ستجدوا انه أبعد ما يكون عن الاعتدال وعن جوهر الدين الذي يدعو المسلم لنصرة جاره ومحبته و العطف عليه ولو كان يهودياً علي غير ملة الاسلام، وغنيم مطرود من لندن وجنوب افريقيا ومعظم الدول الاسلامية و العربية، وهو ينظر لوصول الاخوان الي كرسي الحكم علي انه تكئه لاعلان الخلافة الاسلامية من مصر رغم ان الاخوان انفسهم ينكرون ذلك علي الاقل في العلن، وانا لا يهمني الان ماذا يقول غنيم فهو معروف للكافة و الخاصة، لكن يهمني موقف الرئيس مرسي من طلب العفو الشامل عنه وعن زملائه المحكوم عليهم، خصوصاً وهؤلاء معظمهم ايديهم ملوثة بدماء أبرياء في عمليات ارهابية راح ضحيتها الكثيرون وشوهت بأعمالهما الاجرامية صورة الاسلام علي الصعيد الدولي، انا لست ضد عودتهم شريطة أن يمثلوا أمام القضاء المصري، وهو الذي يقول كلمته حتي لو خرجوا ابرياء بحكم المحكمة ساعتها لن يجرؤ أحد علي التعليق، لكن أن يفلتوا بما فعلوه بدعوي أن الرئيس يمثل حزب إسلامي وهم فعلوا ذلك بأسم الاسلام، فهذا لا يتسق مع المنطق أو العدل أو الاسلام الذي يقول "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" .. وكل عام ومصر طيبة ورمضان كريم