شرىف رىاض ستون عاما مرت علي ثورة 32 يوليو.. واذا مرت ستمائة أو ستة آلاف عام أخري لن يستطيع أحد أن يمحو أو يهيل التراب علي انجازاتها لأنها كانت وستظل علامة فارقة في تاريخ مصر وهو ما اعترف به الرئيس محمد مرسي في خطابه بمناسبة الاحتفال بذكراها أمس الأول رغم العداوة الشديدة بين ثورة يوليو وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس مرسي. صحيح أنه تهكم بطريق غير مباشر علي فترة حكم عبدالناصر في خطابه الرئاسي الأول عندما قال »وما أدراك ما الستينيات« مما أثار علامات استفهام حول موقفه من ثورة يوليو ومن الاحتفال بذكراها الستين التي تأتي بعد 32 يوما من توليه منصبه. لكنه سرعان ما صحح موقفه بحرصه علي إلقاء خطاب في ذكري ثورة يوليو أكد فيه أنها أسست الجمهورية الأولي التي دعمها الشعب والتف حول قادتها وأهدافها الستة وأشار إلي انجازاتها خاصة معركتي الجلاء والاستقلال ودعم حركات التحرر في العالمين العربي والاسلامي وفي القارة الافريقية ومحاولتها إرساء مفهوم جديد للعدالة الاجتماعية والتنمية المخططة فأغلق بذلك الباب أمام أية محاولات للتشكيك في موقفه. علي أية حال ما أكده المجلس العسكري في رسالته علي الموقع الرسمي للمجلس الأعلي للقوات المسلحة أنه لامستقبل لأمة تمحو تاريخها هو ما أريد أن أقوله بالضبط.. فثورة 52 يناير هي امتداد لثورة 32 يوليو.. ثورة يوليو قادها العسكر وأيدهم الشعب للتخلص من الحكم الملكي الفاسد والاقطاع والسيطرة الأجنبية علي مقدرات مصر، وثورة 52 يناير قادها الشباب وأيدهم الشعب والقوات المسلحة لتحقيق مافشلت ثورة يوليو في تحقيقه من أهداف خاصة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. انجازات ثورة يوليو في كل مكان.. لايستطيع أحد أن ينسي تأميم قناة السويس وبناء السد العالي ومئات المصانع والاصلاح الزراعي والنهضة الثقافية والأدبية والفنية في الستينيات، صحيح أن ثورة يوليو انتكست بهزيمة 76 لكنها عادت وحققت انتصار اكتوبر العظيم عام 37. ثورة يوليو مازالت تعيش فينا وستظل لأنها ثورة غيرت وجه التاريخ.