عندما خلق الله عز وجل الإنسان وميزه عن بقية المخلوقات وجعل له حواسه الخمس منها البصر، والسمع وجعل له عقلا لكي يفصل بين الحق والباطل »يا أولي الألباب«.. وجاءت نملة لتضرب مثلا للإنسان بالوفاء لشعبها ولوطنها، انها مجرد حشرة صغيرة الحجم جدا، لكن لها عقلا تُميز به وقلبا تفقه به وعينين تبصر بهما وأذنين تسمع بهما، وقلبها يدب فيه الحب والوفاء، إنها نملة سيدنا سليمان عليه السلام عندما أتي بجنوده وشاهدتهم وسمعتهم »النملة« فأخفق قلبها وخافت علي قومها من التدمير والقتل وهذا ما أدركته بعقلها وقلبها معا، قالت لقومها وأخذت تناديهم ان يدخلوا مساكنهم.. قال تعالي: »حَتَّي إِذَا أَتَوْا عَلَي وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ« »81« النمل. هل من إنسان مصري له عقل وقلب النملة ويحافظ علي شعبه ووطنه ويضرب مثلا في العطاء والوفاء، وألا يكون كالذين، قال تعالي عنهم: »لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ« »971 الاعراف«. يا ليت كل إنسان حريص علي وطنه ان يملأ قلبه بحب الوطن ويعمل علي بنائه، ويصلح ما أفسدته السلطة خلال ثلاثة عقود مضت، ولا يكون كالذين ختم الله علي قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون . أتمني من الله عز وجل ان يكون شعب مصر مثل نملة سيدنا سليمان عليه السلام، لأن بالحب والانتماء تسير سفينة البناء والتقدم.