ما حدث في بورسعيد قبل أيام، مخيف، ليس بالامكان السكوت عنه، أو تجاوزه.. شاهدناه جميعا عبر فيلم الفيديو الذي رصدته كاميرات المراقبة بالمحلات التجارية التي تم السطو عليها، وعرضه برنامج (الحقيقة) لوائل الابراشي.. في شارع الزهور ببورسعيد، وهو شارع تجاري رئيسي، كان حادث السطو المسلح بالبنادق الآلية ( وهو حادث أول في تاريخ بورسعيد، وربما في بقية المحافظات المصرية ) نزل 6 أفراد ملثمين، يحملون بنادق آلية من عربة ربع نقل، وقاموا باقتحام محلات تجارية لبيع أجهزة المحمول، والاستيلاء علي إيراداتها.. صحيح هو حادث أول لم تشهده مصر من قبل، لكن الانفلات الامني، والخلل، والعنف، والبلطجية، وحوادث الأختطاف لطلب الفدية، وانتشار الوسطاء لمثل هذه الصفقات التي تحولت الي عملية تجارية، وانتشار الأسلحة في الشوارع، لجميع الأنواع ،هو الحالة السائدة في الشارع البورسعيدي، بصورة باتت مخيفة، اشبه بعصابات شيكاغو، وأعمال العنف المنتشرة في افلام المافيا، حالة ترويع سائدة الي الحد الذي طالب معه بعض ضباط الأمن بإمدادهم بقمصان واقية للرصاص لتأمين وحماية رجل الشرطة أثناء ممارسة عمله، وطالب الأهالي أيضا أمام حالة الانفلات المستمرة، وغياب الأمن تماما، بالسماح لهم بحمل الأسلحة، واستخدام قوات آمن خاصة، وتلك أيضا مطالب مخيفة، يتحول فيها الأمن الي قطاع خاص، وتتضاعف وتقنن الأسلحة في الشوارع، وتتحول المدينة الي صورة للعنف والعنف المسلح، وتتحول الجريمة الي سلعة تباع وتشتري بالأسواق.