لم يكن أحد يتوقع أن تتحول بعض المشاهد من أفلامنا السينمائية إلي واقع ملموس علي أرض الواقع, فمنذ ثورة25 يناير2011. ونحن نعيش حالة الانفلات الأمني في عدة صور بدأت بانتشار جميع أنواع السرقة والنهب وهو ما أدي إلي تكاتف جميع فئات الشعب للتصدي لتلك الأعمال من خلال اللجان الشعبية التي سدت فراغ غياب الأمن والتي أدت إلي نشر روح التآلف بين جميع فئات المجتمع بدءا من الحارة المصرية البسيطة مرورا بالعشوائيات إلي الأحياء الراقية والكومبوندات الفارهة وشعرنا بروح جديدة تدب في الشعب المصري من المحبة والتآلف وعودة صفات افتقدناها كالشهامة والمروءة. وبعد أن نجحت الثورة وسقط النظام السابق استبشرنا خيرا في بداية حياة جديدة يستمتع فيها المصريون بجني ثمار الثورة, ولكننا فوجئنا بمشهد آخر من الانفلات الأمني يتمثل في اغتصاب الأراضي والشقق بالمدن الجديدة وسرقة السيارات في عز الظهر وفرض الإتاوات علي أصحابها, وبعد تغيير وزيرين للداخلية ومجيء الوزير الحالي اللواء محمد إبراهيم استبشرنا خيرا بعد تصريحه لقوات الشرطة بإطلاق النار علي أي مجرم يرفع سلاحا في وجه المواطن أو رجل الشرطة وشعرنا ببعض بوادر عودة الأمن لوجود رجال الشرطة في الشوارع والميادين, ثم تفاجئنا مشاهد أكثر جرأة وعنفا وتنظيما كحوادث السطو المسلح علي محال الذهب والصرافة والبنوك وخطف أبناء بعض التجار ورجال الأعمال وطلب الفدية والجميع يدفع بدون إبلاغ الشرطة خوفا علي حياة ذويهم لإحساسهم أننا في دولة بلا حكومة. ثم ظهرت أكثر مشاهد الإنفلات الأمني وغياب هيبة الدولة في معارك وليس خناقات واستعراض القوي والتي ظهرت بين بعض القبائل والقري والمدن بل والأحياء في أنحاء مصر وكأن الجميع يتقمص دور النجم. أحمد السقا في فيلم أنا الحكومة فهل يتنبه السادة نواب مجلس الشعب لأهمية دعم رجال الشرطة ليستعيدوا هيبتهم حتي نشاهد نهاية حقيقية لهذا الانفلات الأمني مثلما حدث في الفيلم السينمائي. المزيد من مقالات ممدوح شعبان