تفاقمت الأزمات المجتمعية بعد قيام ثورة25 يناير وقد استبشرنا خيرا بالتوافق المجتمعي منقطع النظير علي الوقوف صفا واحدا لاسقاط النظام البائد الذي هو سبب كل مصائبنا وانتكاساتنا إلي الآن, فقد ظهرت روح التآلف الاجتماعي في حينها حين شكل شباب مصر لجانا شعبية لحماية الممتلكات العامة والخاصةوساعتها لم يجرؤ احد من البلطجية علي اقتحام أو انتهاك هذه الممتلكات وكان هذا العمل مؤقتا إلي أن تعود مؤسسات الأمن لطبيعة عملها ولسابق عهدها, ألا ان الواقع يؤكد بما لايدع مجالا للشك ان مشكلة الأمن بكل انواعه لم تحل بعد بل وتفاقمت واستغلها ضعاف النفوس والبلطجية وقطاع الطرق اسوأ استغلال وانتشرت الفوضي المرورية وزادت بلطجة الطرق والسير عكس الاتجاه وتحركات الميكربوصات والتوك توك بدون اي ضابط او رابط مع ندرة رجال المرور ورجال المرافق مما شجع الملتزم بقواعد المرور علي انتهاكه ايضا. في ظل كل هذه الفوضي ظهرت احزاب جديدة كثيرة وبرامجها متشابهة وتتنافس بشدة علي جذب تأييد أكبر عدد من الناخبين انتظارا للانتخابات المقبلة, ولم تجد مجالا للانتشار غير القنوات الفضائية والصحف واللافتات ولم يفكر حزب أو تيار واحد منها في وضع حل عملي, لمشاكل لاتحتمل التأجيل مثل الأمن والمرور والسياحة, إلا حزبا واحدا( الحرية والعدالة) الذي بدأ بتنفيذ حل عملي وهو انشاء لجان شعبية تطوعية من شباب الأحياء لتنظيم المرور رأيتهم في شبرا والزاوية الحمراء ومدينة نصر والعباسية وارجو لهم التوفيق لنشر هذه الفكرة العملية لحل مشكلة من أصعب المشاكل, وفي الوقت نفسه ارجو ان تقلدهم بقية الاحزاب في انشاء لجان شعبية أمنية لحراسة السياح بالتعاون مع وزارة السياحة والشركات السياحية الخاصة وبالتنسيق مع وزارة الداخلية حتي لو بمقابل مادي توفره مناصفة وزارة السياحة والشركات العاملة في نفس المجال, وتتجه احزاب اخري لتشكيل لجان شعبية لمحو الأمية وثالثة لعلاج الفقراء في الاحياء الفقيرة ورابعة في حل مشكلة النظافة, وتخيلوا لو فكر كل حزب في حل ولو مشكلة واحدة اعتمادا علي شبابنا بدلا من هدر طاقتهم في السلبيات فقط من نوعية اقتحام وزارة الداخلية وسفارة إسرائيل التي لم تزدنا إلا خسارة. د. محمد أحمد عبدالخالق أستاذ مساعد بطب الأزهر