د. حاتم عبد المنعم أحمد القبلية بمفهومها البسيط تعني الانتماء والتحيز للقبيلة وعدم المضوعية في الاختيار والانغلاق علي القبيلة في معظم شئون الحياة، وهي مرحلة طبيعية مرت بها معظم البلاد قديماً ومازالت تعاني منها كثير من البلاد المتخلفة. بل ان القبلية في حد ذاتها تعد سبباً رئيسياً للتخلف، ولا يمكن حدوث تقدم أونهضة في ظل سيادة القبلية لأنها ببساطة تتجاهل الكفاءة والعلم والخبرة وتعتمد علي الأهل والاصدقاء وهذا يقتل روح التنافس والجودة في العمل في كل مكان لأنه عندما يكون اختيار الرئيس في العمل يخضع للقبلية فليس هناك تنافس أوتجويد داخل العمل، ولذلك فهناك مخاوف كثيرة حول انتشار أو وجود مبدأ القبلية في حزب الحرية والعدالة ويمكن تلخيص أهم اسباب تلك المخاوف في الآتي: ما يتردد في العديد من وسائل الإعلام عن صلة القرابة والنسب بين سيادة رئيس الجمهورية وسيادة رئيس مجلس الشوري وسيادة الرئيس السابق لمجلس الشعب فهل هذه حقيقة؟ ما يتردد عن صلة القرابة بين السيد خيرت الشاطر والسيد محمود غزلان والسيد حسن مالك وهما من قيادات الحزب، وغير ذلك هناك أمثلة عديدة حول صلة القرابة والنسب بين كثير من قيادات الحزب.. وهذا ليس تدخلاً في الحرية الشخصية ولكنه إذا صحت هذه الصلات الوثيقة فهذا مؤشر خطير يؤكد مبدأ القبلية، لانه عند اختيار رئيس مجلس الشعب السابق مثلاً كان الافضل ان يكون مستشاراً أو رجل قضاء وأيضاً لمجلس الشوري فيجب احترام التخصصات. وهذا يعود بنا الي مقولة الاستاذ صبحي صالح السابقة عن أن جماعة الإخوان تدعو للزواج الداخلي من نفس الجماعة فالإخواني يجب ان يتزوج إخوانية وهذا يؤدي للعزلة والانكفاء علي داخل الجماعة وهذا يتعارض مع مبدأ اجتماعي هام يؤكد عليه عالم الاجتماع سمنر بأنه كلما كانت العلاقات الاجتماعية داخل كل جماعة من جماعات المجتمع قوية ومنغلقة ساعد ذلك علي تفكك المجتمع وعرقلة التنمية لأنه سيؤدي لوجود عدة جماعات منغلقة ومكتفية بداخلها مما يعوق التعاون والتكامل مع الجماعات الاخري، فهذه هي روح القبيلة أو العشيرة التي تتردد في أحاديث بعض قيادات حزب الحرية والعدالة، وإذا كان ذلك له بعض المبررات عندما كانت الجماعة محظورة وتعمل بعيداً عن الأعين فلا يصح ذلك في قيادة دولة عريقة كمصر في القرن الواحد والعشرين لأن ذلك ببساطة يتعارض مع العدالة والحرية ويعوق النهضة. فالقبيلة تعني ببساطة عدم العدالة في اختيار الاكفأ وعدم الحرية لانها مرتبطة باختيار محدود وكل هذا يعيق النهضة وتصبح المسميات بلا واقع او حقيقة.