التنظيم والإدارة: 59901 متقدم بمسابقة شغل وظائف معلم مساعد مادة    محافظ القاهرة يؤدي صلاة الجمعة بمسجد السيدة زينب    إنفوجراف| أسعار الذهب في مستهل تعاملات اليوم الجمعة 17 مايو    تيسير إجراءات استيراد المكونات الإلكترونية للشركات الناشئة بمجال التصميم الإلكتروني    اتحاد الغرف العربية: 36% نسبة الفقر في المنطقة.. والسلام مفتاح تحقيق التنمية    من بوابة «طلاب الجامعات».. بايدن يسعى لأصوات الأمريكيين الأفارقة بانتخابات 2024    تفاصيل الاجتماع الفني لمباراة الأهلي والترجي التونسي في نهائي دوري أبطال إفريقيا    سقوط المتهمة بالنصب على المواطنين ب «شهادات تمريض مزورة» في الغربية    جمارك الطرود البريدية بقرية البضائع تضبط 3995 قرص ترامادول داخل كمبروسر    متحف تل بسطا بالزقازيق يفتح أبوابه مجاناً للجمهور غدا    منهم يسرا وعدوية.. مواقف إنسانية لا تنسى للزعيم عادل إمام يكشفها النجوم    «الصحة» توجه نصائح لحماية المواطنين من مضاعفات موجة الطقس الحارة    لأطفالك.. طريقة عمل ميني الكرواسون بالشوكولاتة    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    قتلى وجرحى.. كتائب القسام تعلن استهداف ناقلة جند إسرائيلية في جباليا    أنشطة وفعاليات متنوعة.. معهد إعداد القادة يرسم ملامح جيل واعٍ ومبدع    تفاصيل حادث الفنان جلال الزكي وسبب انقلاب سيارته    الأمن العام: ضبط 13460 قضية سرقة تيار كهربائى خلال 24 ساعة    لعدم تركيب الملصق الإلكتروني .. سحب 1438 رخصة قيادة في 24 ساعة    البيئة: بعثة البنك الدولي تواصل مناقشة نتائج تقييم ممارسات إدارة مخلفات الرعاية الصحية بالمستشفيات الجامعية    "بعد 4 أشهر من وفاة والدته".. حفيظ دراجي ينعى أحمد نوير مراسل بي إن سبورتس    خمسة معارض ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة    بشهادة عمه.. طارق الشناوي يدافع عن "وطنية" أم كلثوم    في يوم الجمعة.. 4 معلومات مهمة عن قراءة سورة الكهف يجب أن تعرفها    "الإفتاء" توضح كيفية تحديد ساعة الإجابة في يوم الجمعة    تجديد تكليف مى فريد مديرًا تنفيذيًا للتأمين الصحى الشامل    سموتريتش: السيطرة على غزة ستضمن أمن إسرائيل    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي الجديد    روسيا: مستعدون لتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة    كوريا الجنوبية: بيونج يانج أطلقت صاروخًا باليستيًا تجاه البحر الشرقي    بحوزته 166 قطعة.. ضبط عاطل يدير ورشة تصنيع أسلحة بيضاء في بنها    ليفربول يُعلن رحيل جويل ماتيب    الحبس والغرامة.. تعرف على عقوبات تسريب أسئلة الامتحانات وأجوبتها    مصر تفوز بحق تنظيم الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في 2027    برنامج للأنشطة الصيفية في متحف الطفل    رئيس جهاز أكتوبر الجديدة يتابع مشروعات الإسكان والمرافق    توريد 192 ألف طن قمح لشون وصوامع البحيرة حتى الآن    هل يمكن أن يؤدي الحسد إلى الوفاة؟.. الأزهر للفتوى يجيب    مواعيد مباريات الجمعة 17 مايو.. القمة في كرة اليد ودربي الرياض    تأهل هانيا الحمامي لنصف نهائي بطولة العالم للإسكواش    بعد 3 أسابيع من إعلان استمراره.. برشلونة يرغب في إقالة تشافي    انطلاق قافلة جامعة المنصورة المتكاملة "جسور الخير-21" المتجهة لحلايب وشلاتين وأبو رماد    تقنية غريبة قد تساعدك على العيش للأبد..كيف نجح الصينيون في تجميد المخ؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان وانفجار أخرى في الجليل الغربي    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    حدث ليلا.. أمريكا تتخلى عن إسرائيل وتل أبيب في رعب بسبب مصر وولايات أمريكية مٌعرضة للغرق.. عاجل    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    هانئ مباشر يكتب: تصنيف الجامعات!    أستاذ تمويل يكشف توقعاته بشأن ارتفاع سعري الذهب والفائدة    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.أحمد عمر هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس جامعة الأزهر الأسبق في حواره للأخبار:
علي الرئيس الجديد أن يقرب الجميع منه ولا يفرق بين طائفة وأخري
نشر في الأخبار يوم 14 - 07 - 2012


د. أحمد عمر هاشم خلال حواره مع محرر الأخبار
لما كانت مكانة الدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية والمفكر الإسلامي المعروف وفكره المستنير يضيء جنبات وطرقات المجتمع الإسلامي كان لجريدة الأخبار معه هذا الحوار حول العديد من قضايا الساعة الملحة والتي لها علاقة بين الحاكم والمحكوم.. بين الراعي والرعية.. وبين كل طوائف الشعب المصري وكيف ستكون رؤية مستقبل هذا الشعب في ظل الاوضاع الجديدة والمناخ الديمقراطي ومسيرته في المستقبل.. ولنقرأ تفاصيل هذا الحوار مع الدكتور أحمد عمر هاشم في السطور التالية:
لا وألف لا لما يسمي بجماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنگر .. ويجب نشر ثقافة التسامح في المجتمع
لماذا تسود حالة من الخوف بعد تولي الإخوان الحكم في مصر.. وهل فشل تجربتهم في البرلمان هي السبب في ذلك؟
لا شك ان أي مرحلة جديدة وأي حكم جديد لم يكن معهودا قبل ذلك ينتاب الناس فيه كثير من الآراء، وكثير من التوهمات أو التوجسات.. لكنني اعتقد ان واقع الأمر هو الذي يحدد القضية بمعني ان رئيسا تم انتخابه وتولي سدة الحكم وهو أمام حياة جديدة، ومختبر جديد، وقضايا يمارسها مع الرعية وتمارسها الرعية معه، وهذا هو الذي سيحدد ما سنجيب به علي هذا السؤال.
إذا كان الناس يتوجسون خيفة من صعود التيار الإسلامي إلي سدة الحكم فنحن نقول لهم ان الإسلام لاخوف منه ولست اخاف ممن يخاف الله.. فإذا كان الأمر هو اتجاها إسلاميا فمرحب به لاننا نتجه جميعا اتجاه الإسلام.
ولكنني أحب ان أؤكد علي حقيقة مهمة لابد ان يراعيها الراعي والرعية لانه علي كل طرف مهما واجبا.. فواجب الرعية الطاعة في معروف لان الله تعالي قال: »يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم« والطاعة لا تكون إلا في معروف كما قال النبي المصطفي »عليه الصلاة والسلام«. »..إنما الطاعة في معروف..« ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق..
ولقد أعجبني من الرئيس محمد مرسي في أول خطاب له بعد تولي الحكم انه ذكر مقولة الخليفة الأول أبوبكر الصديق رضوان الله عليه عندما تولي أمر المسلمين فقال: »أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإذا عصيت فلا طاعة لي عليكم«.
فالأمر الآن يتوقف علي مساعدة ومعاونة وطاعة الرعية للراعي، كما ان واجب الرعية ان تطيعه بمعروف فان واجب الراعي أو الحاكم ان يقرب الجميع منه وألا يفرق بين طائفة وأخري أو بين تيار وتيار ولا حتي الحزب الذي رشحه وكان فيه أو الأحزاب الأخري.. بحيث يكون الجميع عنده سواء. وقد اعجبني في هذا مقولة إمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالي: »الثائر الحق الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد« ثم قال بعد ذلك كلمة مهمة جدا »ثم يأتي ويقرب جميع الفئات منه ولا يفرق بين فئة وأخري« ولذلك أنا سعدت بتحكيم القضاء عندما صدر قانون تفصيلي لاخراج واحد أو اثنين من الذين كانوا في العهد الماضي قانون اسمه قانون العزل وهو مفصل علي هؤلاء فالمحكمة الدستورية عندما حكمت ببطلانه كان الرئيس مرسي أول المباركين بهذا الحكم.. فانا كما اطلب من الرعية ان تطيع في معروف أطالب الراعي ان ينظر إليهم جميعا علي أنهم سواسية لا فرق بين الذي انتخبه أو الذي لم ينتخبه لأنهم أصبحوا جميعا في مسئوليته أمام الله سبحانه وتعالي.
منهجية الوفاق
كيف يمكن لحزب الدكتور مرسي ان يبعث الطمأنينة في نفوس الناس حتي تستقيم الحياة وتسير؟
يمكن بعث الطمأنينة في نفوس الناس بأن تكون هناك منهجية لوفاق وطني وانتشار ثقافة التسامح بين جميع المواطنين بلا استثناء.. فإذا نجحنا في الوفاق الوطني الذي يجمع الجميع تحت راية واحدة وفي معترك واحد ونمضي في خضم الحياة جميعا يدا واحدة، وانتشرت ثقافة التسامح وتركنا الترصد والنظر إلي الآخر علي انه كذا وكذا.. وإذا نجحنا في هذا بلا شك ستمضي منظومة الحياة الاجتماعية بين أبناء الأمة وأبناء الوطن علي ان هذا الوطن وطن الجميع.. نعيش جميعا فوق أرض واحدة وتحت سماء واحدة وكلنا شخص واحد فعلينا ان نحافظ علي الوطن مادمنا كذلك.
أمن الوطن
نريد منك ان توجه رسالة إلي الرئيس مرسي باعتباره رئيسا لكل المصريين فماذا تقول له فيها؟
أقول له انت رئيس لكل المصريين لا تفرقة بين إنسان وآخر ولا بين حزب وآخر ولا بين تيار وآخر فالواجب ان نراعي مصلحة الجميع وان نسعي لتحقيق العدالة والمساواة بين الناس.. ان الذي اصابنا في العهود السابقة من جراء بعض التمييز وبعض العنصرية وبعض الظلم لبعض الكفاءات هو الذي أهدر قيمة المساعي في العهود السابقة فلا نريد ان يتكرر ذلك.
وأوصيك يا سيادة الرئيس وصية أخ لأخيه وعالم وداعية للحاكم الذي نتوسم فيه العدالة وأقول: حافظ علي أمن الوطن ما استطعت إلي ذلك سبيلا وأمن المواطن ففي الأمن والامان ينتعش الاقتصاد، وفي مناخ الأمن تنمو التنمية ويعيش الناس احبة متحابين.. ففي مناخ الأمن لا يكون هناك عراك ولا صراع ولا انشطار للمجتمع في مناخ الأمن نعيش جميعا احبة متحابين.. ولكن لنعلم ان الأمن وان المحافظة علي أمن الوطن والمواطن لا تأتي من فراع ولكن لابد فيها من تحقيق الايمان وتحقيق العدالة لان الله سبحانه وتعالي قال:
»الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون«.. وقال الله تعالي: »وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا«.. إذن الامان يأتي مع تحقيق الايمان وتحقيق العدالة فحيث وجدت العدالة وجد الامان، وحيث انتفت العدالة أو ظهر الظلم اختفي الامان ولذلك الرسول عليه الصلاة والسلام حقق الأمن بسلوك تطبيقي منه في أقرب الناس إليه قائلا: لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها وبين انه لا عنصرية ولا عصبية ولا تعصب من أحد ضد أحد وقال إنما أهلك من كان قبلكم حيث كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد.. وأيم الله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها.. فحقق العدالة واعطي نموذجا من نفسه وجاء من بعده الصديق يطبقها في أبهي صورها وجاء بعد الصديق الفاروق عمر رضي الله تعالي عنهما الذي حدث أول من حدث أهله وأسرته وأقرب الناس إليه وقال: لا تظنوا ان قربكم مني يتيح لكم ما ليس لكم فيه حق بل تتحملون عبء المسئولية لدرجة انه لما وقف يخطب الناس ويقول لهم: اسمعوا واطيعوا نهض واحد وقال لا طاعة ولا سمع قال له لماذا؟ قال: لانك أعطيت نفسك اثنين من الثياب وأعطيت كل واحد منا ثوبا واحدا.
فقال عمر لولده عبدالله اجبه فقال عبدالله بن عمر: ان أبي طويل القامة لا يكفيه ثوب واحد فاعطيته ثوبي ليصله بثوبه فقال الاعرابي: الآن قل نسمع يا أمير المؤمنين. لماذا لأنه حقق العدالة علي شخصه.. انظر إلي حاكم يقف احد أبناء الرعية البسطاء ليحاسبه علي ما يلبس. يعد هذا قمة العدالة لأنه إذا تحققت العدالة تحقق الامان، وإذا تحقق الانسان نهض المجتمع وسار في الطريق الصحيح والسليم.
أول وثيقة
ما هو في رأيك المكان الطبيعي لكل من المرأة والمسيحيين داخل مؤسسة الرياسة ثم داخل الحكومة الجديدة التي يجري تشكيلها الآن؟
أنا أنظر إلي ان المرأة والمسيحيين كجزء لا يتجزأ من كيان الوطن ولا يمكن ان نفرق بين مسلم ومسيحي في المواطنة أو بين الرجل والمرأة خاصة ان القرآن الكريم أكد علي هذه الحقيقة فيما يتعلق بغير المسلمين حيث يقول الله تعالي »لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا إليهم ان الله يحب المقسطين..« وقال الرسول »صلي الله عليه وسلم«: ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس أو كلفه ما لا طاقة له به فانا حجيجه يوم القيامة. رسول الله »صلي الله عليه وسلم« يعلن خصومته لمن يظلم واحدا من غير المسلمين.
وأول خطوة بعد هجرته من مكة إلي المدينة وهو يقيم المجتمع الجديد بأسس المواطنة والدولة المدنية أبرم أول وثيقة عرفتها البشرية لحقوق الإنسان واشترط منها حقوق المسلمين وغير المسلمين وشرط لهم وشرط عليهم وكانت أول وثيقة عرفتها البشرية لحقوق الإنسان.
وكذلك الحال بالنسبة للمرأة فقد أخذت حقها في الميراث وأخذت حقها في التعليم وأخذت حقها في الصداق وفي العمل وفي الذمة المالية فلا يصح ان يهمش دور المرأة.
عموم اللفظ
هل يمكن ان نري المرأة في ظل حكم التيار الإسلامي رئيسا للوزراء أو للبرلمان.. ولماذا؟
أولا ولاية المرأة قسمان: هناك ولاية خاصة كأن تكون ناظرة أو مديرة مدرسة أو مديرة مؤسسة أو وزيرة مثلا فهذا لا يمنعه الفقهاء ولكن بالنسبة للولاية العامة فهذه فيها نظر فالبعض اجاز للمرأة ان تتولي القضاء وهو أبوحنيفة واستثني من ذلك الحدود والقصاص والبعض قال لا يجوز.
أما الولاية العظمي كأن تكون رئيس دولة مثلا أو رئيسة وزارة فالبعض يري من الفقهاء ان هذا غير جائز شرعا لان الرسول »صلي الله عليه وسلم« قال: لن يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة« وهذا حديث صحيح رواه البخاري. والبعض يري انه لا مانع بحجة ان الحديث كان مخصوصا ببنت ملك الفرس لما قيل له ان كسري توفي قيل من ولوا بعده قالوا انهم ولوا بنته فقال عليه الصلاة والسلام »لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة«. ولكني أري كما يقول العلماء العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فالأفضل عدم تولي المرأة الولاية العامة وجواز ان تتولي المرأة رياسة مؤسسة أو جامعة أو وزيرة أو القضاء ما عدا الحدود والقصاص كما نص العلماء والفقهاء علي ذلك.
الزيادة ضرورة
هل تتصور ان البرامج الدينية ستزداد مساحتها الإعلامية في الفترة المقبلة أم لا..؟
والله أنا انتظر ان تزداد.. ورؤيتي ان المجتمع في أمس الحاجة إلي زيادة رقعة البرامج والمساحة الدينية في جميع وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية لعدة أسباب لاننا نعبر مرحلة جديدة ونجتاز منعطفا خطيرا لابد فيه من الاستنارة الدينية وبيان الحق والصواب والرشد ولابد من تأسيس مجتمع يقوم علي العدالة وعلي الحق وعلي اعطاء كل ذي حق حقه وان نترك الوصاية علي الناس، وان تكون الأولوية للكفاءة وان نعلم ان الذي يولي إنسانا غير كفء وغير صالح يقول الرسول »صلي الله عليه وسلم« من استعمل رجلا علي جماعة وفيهم من هو أرضي لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين.. ومن يستوجب علي ولاة الأمر ان ينشروا الثقافة الإسلامية لأن في مناخ الثقافة الإسلامية الامان والنجاح والعدالة وتحقيق حقوق الإنسان علي أكمل وجه.
لا لهذه الجماعات
ما رأيك في جماعات ما يسمي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وما موقف الدولة من سلوك هذه الجماعات؟
أولا ليس في التنظيم المصري جماعة بهذا المسمي وإنما يوجد الأزهر الشريف -مجمع البحوث الإسلامية- دار الافتاء - لجنة الفتوي المعاهد الأزهرية - وزارة الأوقاف كل هذه الجهات بها علماء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.. لكن لا توجد طائفة معينة بالدولة تسمي بهذا الاسم ولم تكن لطائفة معينة مشروعية أن يقيموا علي الناس الحدود أو ان يضربوا هذا ظنا ان سلوكه سييء أو ان يقتلوا هذا زعما انه ارتكب منكرا.. فهذا خطأ فاحش وجريمة شنعاء يجب ان نطهر المجتمع منها ولا يصح بحال من الاحوال لأي إنسان كائنا من كان سمي نفسه جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو سمي نفسه أي اسم كان لا يحل له ان يقيم حدا علي احد وانما الحدود والعقوبات في يد ولي الأمر أو من ينيبه ولم يجعل الإسلام القصاص في يد صاحب الدم مثلا - وهو أولي بالثأر لأقرب الناس إليه - وإنما جعله في يد ولي الأمر بالدولة حتي لا تصبح الحياة فوضي.
قمة الخطأ
هل في تصورك ما يرتكبه أعضاء هذه الجماعات من وجهة النظر الإسلامية خطأ أم صوابا؟
أولا ما دام كما قلت لا توجد جماعة ولم يصرح باسم جماعة بهذا الاسم ولم تجعل الدولة ضمن انظمتها جماعة بهذا الاسم فلا يصح لمثل هذه الجماعة ان تباشر عملا من الأعمال أو أي إجراء تتخذه ضمن من تزعم انه ارتكبه.
ربما يتبادر إلي الذهن لدي بعض الناس ان في السعودية جماعة تسمي جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكنها هناك هيئة منظمة قائمة ضمن كيان الدولة ولها ضوابط فلا يصح من احد ان ينال من أحد دون ان تكون لديه الأدلة.. ولكن ليس عندنا ذلك علي الاطلاق ولم يصرح لأي جماعة بهذا.
وكانت توجد في صدر الإسلام مثل هذه الجماعات بتصريح من ولي الأمر لانه لم تكن هناك الجهات المعنية الموجودة اليوم مثل شرطة الآداب مثلا والداخلية والقضاء وما إلي ذلك من الجهات التي تأخذ علي يدي المنحرفين والمجرمين والخارجين علي القانون.. إذن لا وجود لمثل هذه الجماعات عن الاطلاق ولا تصرح بها الدولة.
وأما الآن فالأمور واضحة فلدينا وزارة تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وهي وزارة الأوقاف ويوجد الأزهر ومجمع البحوث ولجنة الفتوي ودار الافتاء والمعاهد الأزهرية والمناطق بالمحافظات كل هذه الجهات بها علماء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.. وهناك وزارة معنية بالأمن الداخلي وهي وزارة الداخلية واخري للأمن الخارجي وحدود الدولة وهي وزارة الدفاع.. لا وجود لوصاية علي الشعب من قبل أي جهة أو جماعة أو أفراد مهما كانت الأسباب فالأمر واضح والحق واضح والحق أحق ان يتبع.
لماذا لا نراك كثيرا في التجمعات المختلفة لإرشاد الناس وتعليمهم الدين الصحيح في ظل هذه الهجمات الشرسة من جانب فتاوي مشايخ الفضائيات؟
أنا شخصيا لا أريد ان أقحم نفسي في معمعة لم أطلب إليها يعني علي سبيل المثال أنا لي محاضرة يوميا بعد صلاة العشاء في مسجد الرحمن الرحيم وهو من أكبر المساجد بالقاهرة ولي بعض الخطب التي أدعي اليها سواء أذيعت علي الهواء أم لم تذع ولي برنامج يومي في إذاعة القرآن الكريم، وبعض الكتابات التي يطلب مني كتابتها.
لكن إذا كانت هناك بعض المواقف التي تحتاج إلي مثل آرائنا ولم أشارك فيها فهذا حفاظا علي كرامة العالم بحيث لا يدخل معتركا في خضم هذه الحياة المتصارعة الا وهو علي يقين ان لكمته مكانة في نفوس الناس.
هل هناك في تصوركم مواد في الدستور القادم سيكون عليها خلاف.. وما أهم المواد التي ترونها واجبة النص في الدستور الجديد؟
لا أري شيئا عليه خلاف إلا ما عساه ان يكون مستجدا من بعض الأعضاء الذين قد يقترحون شيئا.. لكن الشيء الذي يجب الا يكون عليه خلاف وهو المادة الثانية الخاصة بالشريعة الإسلامية لان الحفاظ علي هذه المادة والحفاظ علي أولوية الشريعة الإسلامية في وطن مسلم رئيسه مسلم يجب ان يطبق هذه المادة وان يحافظ عليها لان فيها الامان ولأن فيها الاستقرار ولان فيها حقوق غير المسلم كحقوق المسلم تماما بتمام.. الإسلام يحفظ الحقوق لجميع المسلمين وغير المسلمين ولان الاخوة المسيحيين يطالبون ببقاء هذه المادة في الدستور الجديد.
الأزهر الشريف
هل تري ان يكون للأزهر الشريف وضعية خاصة نظرا لدوره عندما يتم وضع مواد الدستور الجديد؟
بلا شك الأزهر الشريف يسمع ويطلق اسمه عبر عصور التاريخ منذ أكثر من ألف عام.. كما يقولون الروضة الشريفة -المصحف الشريف- الحرم الشريف - يقولون الأزهر الشريف لقدسية مكانته ولانه برز بعد العصور الثلاثة الأولي بزع نجمه علي أرض الكنانة فاحتضن أبناء المسلمين من كل بقاع الأرض في أروقته وأرسل علماءه في كل ربوع العالم يعلمون الناس الكتاب والحكمة.. ومن أجل ذلك فالأزهر أري انه الأساس في عظمة مصر.
قال احد كبار المؤرخين من لم يذهب إلي مصر ما عرف عز الإسلام ولا مجده لان فيها الأزهر الشريف فمكانة مصر بازهرها الشريف.
فإذا كان للأزهر هذه المكانة فيجب علي الدولة ان تستثمر هذه المكانة التي في نفوس الناس لتعطيه قدرة ولتعطي علماء الأزهر قدرهم كاملا غير منقوص ومن هنا لابد ان يكون للأزهر الدور المهم في وضع الدستور الجديد وفي إدارة الدولة.
لغة الحوار
ما الاساليب التي يمكن ان يلجأ إليها الرئيس الجديد لبعث الطمأنينة في نفوس رجال الأعمال خاصة في مجال الإبداع والسياحة؟
أول شيء يفعله ان يجتمع بهم فئة فئة وقطاعا قطاعا بحيث تجري بين الجميع لغة الحوار.. فهي اللغة الأكثر اقناعا ومن خلالها يصل إلي ما يريد من هدف.. فلغة الحوار واقتراب الآخر مني يفرز الحقائق التي لا شك فيها فمن هنا أري ان علي الرئيس الجديد ان يلتقي بكل الفئات وخاصة رجال الابداع والثقافة والسياحة لانه ما ضيع السابقين الا بطانة السوء التي حجبت الرؤية بين الرئيس وبين أصحاب المصالح والشعب.. كانوا يقيمون اسوارا حوله حتي لا يصل إليه أحد.
وأنا اقترح علي رئيس الدولة الجديد ان يجعل يوما ولو في الشهر ليلتقي فيه بالعلماء ويسمع منهم ويهتدي بهديهم كما يفعل خادم الحرمين في السعودية.. وبالمناسبة الابداع والثقافة والسياحة من الأمور المهمة التي لا يصح ان ينال منها أحد كائنا من كان ولا ان يقل وضعها بحال من الأحوال لانه بدون ثقافة وبدون ابداع وبدون كتاب وبدون مفكرين وبدون شوامخ أهل الفكر والكلمة لا يمكن ان تستقيم الأمور وهم لسان الدولة.. كما ان السياحة لا تقل أهمية عما سبق لان مصر بها كنوز يجب ان يطلع عليها العالم بضوابط.
بتقوي الله
كيف يمكن لنا أن نخرج مما نحن فيه من أزمات من وجهة نظرك كمواطن؟
يمكن ان نخرج من هذه الأزمات بتقوي الله لقول الله تعالي: »ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب...« وقوله تعالي: ».. ومن يتوكل علي الله فهو حسبه« ثم بالعمل المنتج والمثمر وبمضاعفة الانتاج كفانا وقفات ومظاهرات واحتجاجات وتعطيلا للمرور وتعطيلا للطريق.. نريد ان نعوض ما فات بالعمل والسعي حتي تنهض مصر وحتي نعيد إليها مجدها وهذا لا يتأتي إلا بالوحدة بين جميع فئات وطوائف الشعب المختلفة ليكون الجميع علي قلب رجل واحد فلا تفرقة بين إنسان وآخر ولا بين فئة وأخري فكلنا يد واحدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.