حسام البدرى تباينت المشاعر وتراوحت الاحاسيس بين الرجاء واليأس وبين الامل والاحباط بعد ان اكتفي الاهلي بفوز عزيز وبنتيجة غير مطمئنة علي ضيفه الترجي التونسي 1/2 في لقاء الذهاب من الدور نصف النهائي لدوري الابطال الافريقي والذي جرت وقائعه تحت الاضواء الكاشفة لاستاد القاهرة اول امس.. البعض اكد ان الفوز لا يكفي الاهلي لتفادي الاخطار وتجاوز العراقيل التي ستواجهه في لقاء العودة والمزمع اقامته باستاد المنزه يوم 16 اكتوبر الحالي والجانب الاخر ابدي تفاؤله واعرب عن ثقته بان الترجي لن يكون كالشبح المخيف والمارد العنيف وان بمقدور لاعبي الاهلي وجهازهم الفني وبما لديهم من خبرة وماعندهم من قدرة ان يتغلبوا عليه في عقر داره وان يعودوا من تونس بالتأهل الي النهائي الافريقي ان لم يكن بالفوز فعلي اقل تقدير بالتعادل خاصة وان الترجي في القاهرة افلت من هزيمة ثقيلة وبنتيجة غزيرة لو ان التوفيق والحظ صادفا بعض اللاعبين امثال بركات وفضل وفرانسيس ومع حيادنا الكامل وتفهمنا التام لموقف المتفائلين ودوافعهم للتفاؤل والمحبطين وعذرهم في التراجع دعونا نقف مع المسئول الفني الاول عن فريق الاهلي الكابتن حسام البدري والذي طرحنا امامه كل استفساراتنا وتركناه يفرغ ما بجعبته من اسرار ويدلي بكل ما عنده من افكار. كل الاحتمالات واردة يقول البدري الذي تحدث بكل الصدق وتكلم بكل صراحة دون تورية او تمويه.. الترجي ليس هو بالفريق الذي لا يقهر كما انه ليس بالفريق الضعيف والمفكك وعلي من يحكم علي الترجي بصورته الاخيرة التي بدا عليها باستاد القاهرة وهي بلا ادني شك صورة غير مشرفة او رائعة كما بدي من قبل في مبارياته بدوري الابطال الافريقي ان الاهلي اسهم بقدر كبير في تشويه صورة ضيفه التونسي واضعاف قدرات وامكانات لاعبيه واظهارهم بهذا المستوي المتواضع من خلال الضغط عليهم وتشكيل خطورة فائقة علي دفاعاتهم وارباك حسابات جهازهم الفني للدرجة التي دفعت مديرهم فوزي البنزرتي للاعتراف بانه اخطأ في تقدير حجم وقيمة اصحاب الارض وان فريقه خذله في اللقاء وقدم عرضا باهتا. لا شك ان الغيابات العديدة للاسباب المتباينة بين الايقاف والاصابة اثرت في اختياري للتشكيل وحتي التعديل الطفيف للخطة التي اتبعناها لم يكن امامي سوي الاستعانة بشريف عبدالفضيل في الجانب الايسر وتكليف بركات بالمعاونة امامه والميل ناحيته وكذلك توجيه احمد السيد وجمعة بالتغطية عليه ولقد جاء هذا بعد دراستي العميقة لمحاور التدبير والانطلاق في الترجي خاصة لاعبهم الغاني هارسون اكول رقم 24 ولم اوافق علي تقديم احمد فتحي في الوسط لاكثر من سبب من بينها دعم الدفاعات بقوته ولياقته وكذلك للاستفادة بسرعته وانطلاقاته في الهجمات عند الاستحواذ علي الكرة والتمرير العرضي او التسديد القوي والذي اثمر عن الهدف الثاني ولعلي فاجأت الجميع بالتعديل الخططي عندما لعبت بطريقة 4/3/1/2 ودفعت برأسي حربة صرحاء هما فرانسيس وفضل ومنحت بركات الحرية الكاملة في التنقل من اليمين لليسار خلف المهاجمين وحتي ابوتريكة انضم احيانا للمهاجمين حتي نوفر نسبة عالية من الضغط الهجومي سعيا لاحراز اهداف وهو ما كنت اقصده من المباراة لاحراز اغزر وافضل نتيجة تعينني في مشوار العودة. كنت واقعيا في التعامل مع المعطيات المختلفة سواء ما توفر عندي قدرات او ما اكتشفته عند المنافس من امكانات ولم اترك اي فرصة لاستغلال الاولي ولم اهدر اي نسبة لانتهاز اي ثغرة عند المنافس كما انني وضعت كافة الاحتمالات واخذتها بعين الاعتبار لمواجهة اي مفاجآت ولاستدل علي هذا الكلام بما وقع في المباراة انيرامو النيجيري الذي بدا اول امس كالثور الهائج بلا تفكير او ابتكار اضطر لهذا السلوك نتيجة المقاومة والرقابة التي فرضت عليه ودفعته للتصرف بلا حكمة او التزام حتي اسامة الدراجي افضل وامهر لاعبيهم لم يتمكن من الافلات من الرقابة اللصيقة التي فرضت عليه وسط الملعب وقلت عمليات التمويه والتمرير التي كان يقوم بها لزملائه بدرجة ملحوظة. وحتي لا اطيل علي الجماهير وارهقهم بنواحي فنية متخصصة فانا اوجز في نهاية كلماتي حول اللقاء بانني سعيد بالاداء حزين للنتيجة.. الاداء بهذا المستوي وبتلك النتيجة من التنفيذ كان يدفعنا للفوز بثلاثة او اربعة اهداف وكان بوسعنا ان نخرج وشباكنا نظيفة لكن هذه النتيجة جعلتنا عرضة لمواجهة كل الاحتمالات واجراء كل الحسابات صحيح فرصتنا موجودة ومتاحة بقوة لكننا نحتاج للكثير من الجهد والغزير من العرق وان شاء نستطيع ان نبلغ غايتنا ونحقق هدفنا. صحيح ان انضمام الناقهين والموقوفين يشكل انفراجه واضافة للفريق لكن الصحيح ايضا ان انضمامهم يتطلب منا ومنهم عمل دؤوب ومتواصل فالاسماء والنجومية لم تعد كافية لتوفير تلك الاضافات الفريق يحتاج لسيد معوض وحسام غالي وجدو ووجودهم بالملعب يعمق الاحساس بالاطمئنان لكن لابد منهم ان يفرضوا انفسهم ويثبتوا احقيتهم بالتواجد وستشهد الايام القليلة القادمة برامج مكثفة ومركزة لتأهيلهم ومعهم ايضا محمد شوقي وربما شهاب الدين احمد واحمد شكري. تمنيت ان انتظم بالفريق في معسكر مغلق لمدة اربعة ايام قبل السفر الي تونس لكن هذه الامنية لم تعد متاحة لدخول اكثر من نصف الفريق القائمة الدولية التي ستكون مع المنتخب بالنيجر وليس لي اعتراض علي ذلك لكن اترقب مشاركة هؤلاء اللاعبين بالمباراة لاكتساب الحساسية المطلوبة خاصة حسام غالي الذي ابني امالا عريضة علي عودته من الايقاف الطويل ليضيف لمنطقة وسط الملعب حيوية ونشاطا كما انتظر الليبيري فرانسيس ايفوركي الذي ذهب الي بلاده للمشاركة مع المنتخب في المنافسات الافريقية بالرغم من خضوعه لجراحة وثلاث غرز عقب انتهاء المباراة مباشرة. سأسعي لترتيب مبارتين وديتين خلال الفترة القادمة لاكساب بعض العائدين امثال جدو ومعوض وشوقي حساسية المباريات وسيكون مران اليوم قاصرا علي اللاعبين الذين لم يشاركوا في المباراة اما الذين خاضوها فتستمر اجازتهم القصيرة اليوم وينتظمون في المران اعتبارا من الغد.