شهدت منافسات الاسبوع الثامن من الدوري الممتاز لكرة المقدم حالة من الخلل في موازين القوي ونوعا من التذبذب غير المعروف اسبابه وتصاعدت النتائج وتنامت المحصلة الاجمالية للاهداف وارتفع المعدل التهديفي بطريقة مفاجئة وجنونية حتي شبه الخبراء ما حدث هذا الاسبوع بما يحدث من جنون وطموح في اسعار الخضروات هذه الاونة خاصة الطماطم التي يطلقون عليها ويصفونها بانها مجنونة. ورغم غياب نادي الاهلي وحرس الحدود وهما ناديان من الطراز الثقيل ومن عالم المشاهير غير ان الاسبوع الثامن شهد تناميا ملحوظا في رصيد الاهداف بلغ 62 هدفا اي ما يوازي ضعف سابقه حيث لم تتعد محصله الاسبوع السابع رغم اكتمال نصابه واقامة كل مبارياته عن 31 هدفا فقط. وقد رفعت هذه المحصلة الغزيرة معدل الاهداف ليصل الي 7.3 هدفا وهو ما يزيد عن ضعف المعدل السابق.. الغريب ان احدي المباريات والتي جرت بين المصري مع بتروجيت قد انتهت بنتيجة سلبية ولم تهتز فيها الشباك.. لكن المباريات الست الاخري قامت بالواجب في الارتفاع الجنوني لرصيد الاهداف حيث شهدت مباراة الاتحاد السكندري مع الانتاج الحربي تسعة اهداف من بينها ثلاثة لاصحاب الارض. كما حفلت مباراة المقاصة مع الزمالك بسبعة اهداف وانتهت بعد احداث هزلية ومآساوية ودرامية لصالح القطب الابيض. لم تساند الارض والجماهير فرقها علي طول الخط وانما تخلت احيانا عنها كما حدث مع المصري بعد تعادله مع بتروجيت باستاد بورسعيد ووسط جماهيره المتحمسة.. وخسرت الجونة ايضا علي ملعبها من وادي دجلة بهدفين نظيفين اما قمة المأساة فقد واجهتها جماهير الاسكندرية المخلصة عندما تابعت لاعبيها وهم يجرون بلا تركيز ويتحركون بلا فاعلية ويؤدون بلا روح فيخسرون بستة اهداف من الانتاج.ولم يكن طلائع الجيش مستفيدا من ملعبه بكوبري القبه حيث خسر امام انبي بهدفين نظيفيين.. افلت من هذه الظاهرة المقاولون الذي حقق فوزا طيبا علي سموحة الذي لم يفز في اي من مبارياته حتي الان. انتابت الجماهير العاشقة للزي الابيض حالات متباينة بين قمة السرور والحبور عندما انتهت مباراتهم امام مصر المقاصة بالفوز 4/3 وبين قمة الغم والهم عندما لم تمض دقائق قليلة وهي تتابع فريقها وفوجئت بوصول النتيجة الي هدفين لصالح المقاصة. وحتي بعد ان استعادت الجماهير توازنها في اخر دقائق من الشوط الاول بالتعادل المستحق بعد نزول احمد جعفر وخروج حسين المحمدي الا ان هذا التوازن لم يستمر طويلا عندما عاود لاعبو المقاصة تقدمهم بهدف في الشوط الثاني.. حبس لاعبو الزمالك انفاس جماهيرهم وظهروا بمستوي متذبذب وغير مطمئن دفاعا وهجوما وكان احباط الجماهير عميقا من تدني مستوي الحارس الافريقي الاول الذي تحمل المسئولية الكاملة عن بعض الاهداف الثلاثة خاصة الاول منهم ولم يكن عمرو زكي المهاجم الشهير او شيكابالا الفنان الخطير ولا ياسر المحمدي القصير المكير بحالتهم ولولا لطف الله لخرجت تلك الجماهير تعاني من الضغوط النفسية والعصبية وحتي المرضية خوفا وهلعا علي حالة فريقها ولاعبيها.واذا كان هذا حال جماهير الزمالك الكبيرة.. فان حال جماهير الاسكندرية العظيمة وجماهير الاسماعيلية الشهيرة اسوء وأدل سبيلا.. نزفت جماهير من اعماق قلوبها.. ودفعت من استقرارها واحوالها ضريبة باهظة وهي تتابع فريقها يتخبط ويرتبك امام الانتاج وهي تري شباكها وهي تهتز وتتمزق من تلقيها العديد من الاهداف.ولم تفلح محاولات كابرال البرازيلي العجوز الذي دفع بالبلقاسي بدلا من جابر في ايقاف هذه العشوائية وذاك التدني وخرج من الشوط الاول وهو مهزوما برباعية مقابل هدفين.. وتواصلت الامور تعقيدا في الشوط الثاني عندما بلغت الخسارة رقما قياسيا يندر ان يواجهها سيد البلد وزعيم الثغر علي ارضه ووسط جماهيره. الدراويش حالهم اشق وأمر.. ولم يهنأوا بتقدمهم بهدف من تسديده صاروخية لعبدالله السعيد سكنت المقص العلوي الايسر لمرمي الشرطة الذي يحرسه الكفء محمد خلف وتصورا ان التعزيز ممكنا بعد نقص صفوف منافسهم للطرد التقليدي الذي واجهه ايمن سعيد اشهر المطرودين بالدوري. غير ان المجتهد عصام عبدالعاطي الذي اتمني ان يلحق بزميله محمد نجيب في القائمة الدولية كان له رأيا اخر عندها استخلص كرة من احمد صديق ومرورها عرضية رائعة ضربت كل المدافعين. وجاء منها هدفا جميلا من بوبا.. وجاءت غلطة محمد صبحي الفادحة رغم اجتهاداته العديده الموفقة والناجحة ليستغلها بوبا ايضا في احراز هدف الفوز القاتل. الشرطة احتل بهذا الفوز القمة منفردا ومنفردا لما ستسفر عنه حالة الكمون الحالية استنفارا للقدرات ودعما للامكانات التي يحشدها المنتخب استعدادا للنيجر والتي من المؤكد ان يستغلها الكابتن طلعت يوسف مديره الفني لترقية وتقوية عناصر فريقه ليتمسك باهداف القمة التي دانت له بعرق وكفاح وحماس لاعبيه. الغريب ان حالة التدني والانهيار اصابت حراس المرمي المجيدين.. الحضري وصبحي وسليمان وثلاثة الاقرب الي القائمة الدولية مع عبدالمنصف الغائب والافضل والاكثر موهبة والاثبت مستوي.