حتي مساء أول أمس كنت أمر بحالة اكتئاب حادة وحسرة موجعة علي ما صارت إليه أوضاع البلاد عامة والصحافة خاصة. مساء الاثنين كنت اتساءل بألم اين رد فعل الصحفيين؟، كيف لا يرتفع صوتهم قويا ضد المعاملة المهينة التي تفرض عليهم من جهلاء بالمهنة، كيف لا يردون هذا العدوان المهين، اعتبرت الثلاثاء يوما أسود للحرية والصحافة وكرامتنا أجمعين، كيف لا يتظاهر الزملاء ضد القهر الذي لم نعرفه في جميع العهود السابقة؟، كيف لا يعلن الزملاء امتناعهم عن التقدم بملفاتهم وتلبية شروط الإهانة الموجهة من صهر الرئيس مرسي وجماعة الإخوان إلي الصحافة والصحفيين؟، كيف لا تحتجب الصحف عن الصدور احتجاجا، كيف لا تنظم حركة احتجاج واسعة يتم خلالها دعوة الجمعية العمومية للنقابة إلي اجتماع عاجل يحوي بندا رئيسياً لسحب الثقة بالنقيب الحالي الذي عمل ضد كل القيم المهنية وشارك في مشروع مدمر للصحافة، مهين للصحفيين، هذا النقيب الذي فرضته علينا تربيطات قبلية يجب أن تكون الأخيرة في أي انتخابات، هذا النقيب يجب أن يخرج من النقابة بأصوات الجميع وأن يحاسب لأنه شارك في هذا المخطط المشين المهين لكل من ينتمي إلي الصحافة والصحفيين، كنت مقهورا، محسورا إلي أن رن الهاتف بليل، وجاءني صوت زميلة من أشجع الصحفيين، وأروعهم »جدعنة« وأصالة، آمال عبدالسلام، تلك التي لم تنجبها أمي ولكن تزاملنا وتآخينا خلال الأيام، كانت تدعوني إلي وقفة احتجاجية ينظمها ابناء المهنة الذين بدأوا التحرك للحفاظ علي كرامتهم ولتلقين المتطاولين علي الصحافة درسا سواء من الخونة للمهنة ولقيمها وتاريخها، أو لأولئك الذين دفعت بهم الأيام الحالكة إلي مواقع لا يستحقونها ويحاولون من خلالها مصادرة حريتنا وتصغيرنا وإهانة المهنة وكرامتنا الإنسانية، وقفة جليلة دفاعا عن الصحافة والكرامة ليست إلا بداية!