نعم الباز بعض البلاد احتياطها بترول والبعض الآخر ذهب.. مصر احتياطها بشر يستطيعون تحويل التراب إلي ذهب!! الأطفال.. أولادنا سواء في نادي الجزيرة أو في فيلات القطامية سواء في الأنفوشي يتسولون بقايا السمك ليبيعوه أو علي منتجعات مارينا واخواتها وبورتو وعماتها وخالاتها.. الأطفال الذين يبيعون المناديل الورق في اشارات المرور أو يتسولون من نوافذ السيارات وبيدهم قطعة قماش بالية يلعبون بها لعبة تنظيف زجاج سيارتك.. الأطفال الذين ينتشرون مع أسرهم في مطاعم سيتي ستار وكارفور و(آرابيا مول) (مول العرب).. الأطفال الذين يسبحون في مسبح الأطفال في نادي الجزيرة أو نادي القطامية هم نفسهم أولاد مصر الذين يتسولون مياه النواخير في الشوارع لتطفئ حرارة أجسامهم.. الأطفال الذين تمشي أقدامهم الخضر الرقيقة الجلد فوق أرض مليئة بالشوك ليجمعوا القطن في حقول مصر أو يلموا السنابل.. الأطفال الذين تغيرت طبقتهم بآباء وأمهات غيروا الطبقة وأصبحوا يلوكون الكلمات، الكلمات بألسنتهم لتخرج كأنهم غرباء وخواجات.. أطفال الشوارع ثلاثة ملايين طفل يختبئون تحت الكباري هربا من العساكر حتي لا يفقدوا حريتهم.. ينتشرون في ربوع مصر من الإسكندرية حتي أسوان مرورا بالقاهرة الساهرة العامرة والجيزة مقر التاريخ أم الهرم.. أما القنبلة الموقوتة ياسيدي فهي مليون وخمسمائة طفل أو يزيد يعيشون في المقابر لا يرون إلا الدفن ويلتهمون فطير الرحمة ويقرأون سورة الرحمن بقدرتهم علي تجاوز الأخطاء ويلعبون (استغماية) بين شواهد القبور ويتعلمون القراءة علي تلك الشواهد.. هؤلاء الأطفال قمت بعمل ورشة عمل لهم عام ألفين وثلاثة حينما ساقتني قدماي خطأ إلي عضوية المجلس القومي للطفولة والأمومة وحينما أخذت عينة من أربعين طفلا من كل مقابر القاهرة جن الصغار حينما شاهدوا النيل من نافذة مقر المجلس القومي للطفولة: ايه الميه الكتيرة دي..؟ هذا وهم علي بعد خمسة كيلومترات فقط من نهر النيل!! وحينما سألتهم ماذا يريدون من الرئيس مبارك قال بعضهم كرسي بعجل لأمي المشلولة وقال آخر تليفزيون وقال ثالث ثلاجة وفيها فاكهة وقال رابع دراجة.. أما أذكاهم جميعا فقد قال: عاوز أقول للرئيس مبارك.. أنا أعيش في المقابر.. أين أذهب حينما أموت!!! وكتبت رسالة للرئيس عام 7002 أثناء ترحيلي من الأخبار وكتبتها في جريدة الوفد بنفس منطوق الطفل ولكن الرسالة لم تصل وحجبت في حجب المحيطين بالرئيس حتي لا يعكروا مزاجه!! أما نتيجة ورشة العمل وكانت في محاولة مني لتغيير واقعهم فقد قالت لي أمين عام المجلس السفيرة مشيرة خطاب: نحن جهة بحث فقط. فقلت لها: يعني أنا جايبه العيال دول فئران تجارب! وحاولت مع أولي الأمر بعض الوزراء مثل د. حسين كامل بهاءالدين الذي فتح المدارس في الصيف حول المقابر وتسولنا لهم من أصحاب ساندويتشات الهامبورجر بعض الطعام وتبرع بعض مدرسي الرسم والموسيقي للتدريس لهم ولكن كان حلا مؤقتا وهؤلاء الأطفال في انتظار عصا مرسي لتغير من واقعهم.. هؤلاء ياسيدي الرئيس هم رعاياك وهم احتياطي مصر للزمن القادم. هناك دول لديها احتياطي ذهب وأخري احتياطي بترول وثالثة احتياطي غابات، أما مصر فهي أغني دولة بالعالم بالبشر العباقرة الذين يستطيعون تحويل التراب إلي ذهب هؤلاء البشر الذين حولوا بعثة نابليون لفتح مصر إلي بعثة تسجل كل شاردة وواردة.. لقد سجلوا أيدي المصري التي (تتلف في حرير) التي تصنع كل شيء وتنشر الفن والجمال في كل مكان من الابرة الموضوعة بحرص في عمل الخيامية إلي الطوبة التي زينت المآذن والأسبلة إلي النسجيات التي أحياها العبقري د. ثروت عكاشة بدار النسجيات للتواصل والله أعلم.. هذه الثروة من البشر محتاجة خطة مدروسة خطة قوامها أن هؤلاء هم عدتنا للزمن القادم وليس سلسلة السوبر ماركت التي يزمع إنشاءها في ربوع مصر أحد مليونيرات الإخوان. ان رئاسة مصر في هذه الظروف العصيبة التي تمر بالبلاد محتاجة الاهتمام بالبشر هؤلاء الذين تم التلاعب بكيميائهم من الهجرات إلي بلاد الدرهم والدينار والريال ففقدوا جزءا كبيرا من هذه الكيمياء العبقرية حيث عمل الطبيب البيطري الذي كان من الممكن أن يستثمر ثروتنا الحيوانية بائعا في أحد الدكاكين وعمل خريج التجارة مرمطون في مطعم من أجل ريالات يعود بها لأهله وقد حولها إلي بطانية ولاب توب ومروحة. الأرض التي بورت في سوهاج لهجرة الفلاحين لها محتاجة لعودة الفلاح ثانيا، تلك الأرض التي كانت تنتج قمحا يصدر إلي العالم في الأربعينيات والخمسينيات. هؤلاء البشر الذين تغيرت كيميائهم العبقرية محتاجون لإعادة صياغة لعودة مصريتهم. تغيرت كيمياؤهم بالتغريب بالطعام فبدلا من الجبنة بالطماطم في العشاء احتلت الأطعمة الجاهزة المليئة بالدهنيات التي خربت العقول. هذا عدا الذين يعيشون في العشوائيات ولا يجدون الفتات. لعل مهمتك الصعبة في قيادة شعب شديد الذكاء في عقله متدفق العاطفة في قلبه يعيش الأمثال العامية رغم اعلانات الشيكولاتة في التليفزيون واعلانات الجبن والزبد ولكنه يعيش (لاقيني ولا تغديني) و(بصلة المحب خروف) و(لقمة هنية تكفي مية) وقد كتبتها في يوميات سابقة ولا أمل ترديدها فهي من مقومات هذا الشعب. هذا البشر ياسيدي الرئيس هم احتياطي الزمن القادم فلو أحسن استثمارهم وتوجيههم ارتفعت مصر ولو أهملوا نزلت مصر إلي أسفل سافلين.. ها أنا قد بلغت وعلي الله قصد السبيل. اضبط الحكومة ترد في بادرة نادرة ردت الحكومة علي الصحافة وكنا نكتب في واد والدولة في واد آخر.. يومياتي السابقة كانت تنادي السياحة ومسئوليها من الوزير إلي الغفير لبحث امكانية استثمار كنز سياحي هو رحلة العذراء. وكعادته في احترام التخصصات حول وزير السياحة منير فخري عبدالنور حلمي برحلة العائلة المقدسة إلي اللواء طارق سعدالدين رئيس هيئة التنمية السياحية في الوزارة. وجاءني الرجل متفضلا بخرائطه وأوراقه ودراسة عظيمة للمشروعات وفوجئت ان وزارة السياحة لها أماكن كثيرة يمكن استثمارها سياحيا في أماكن كثيرة في مصر بطولها وعرضها فعلي البحر الأبيض من العلمين حتي السلوم عدا المدن وفي الأقصر هضبة الطود وفي أسوان أبوسنبل وحول بحيرة ناصر. وقد نفذوا أول الخطة بإعادة الرحلات النيلية من القاهرة إلي أسوان مرورا بكل الأماكن التي بها آثار في بني سويف والمنيا وسوهاج وقنا والأقصروأسوان وادفو واسنا. ولقد قمت بهذه الرحلة أكثر من مرة ولكن بين الأقصروأسوان فقط وهي ممتعة ثقافيا وسياحيا. ورحلة النيل جزء من رحلة العائلة المقدسة. وقال لي اللواء طارق انهم بادروا بدراسة رحلة العائلة المقدسة بجلسة مع مدير عام آثار سيناء وانتقل فريق من التنمية السياحية مع مدير آثار الفرما وهي بداية الرحلة في شمال سيناء وذلك للتنشيط لبداية الرحلة وحصر آثار الفرما وإعادة ترميمها. وكانت المفاجأة ان كل هذه الأماكن التي في يد وزارة السياحة ليست حديثة ولكن يبدو ان استثمار هذا الكم الهائل محتاج إلي دعم مادي فهم يمتلكون خليج جمشة بالبحر الأحمر ومنطقة مرسي علم ومنطقة بارينس وبها آثار ميناء روماني اسمه برنيكا منذ عصر بطليموس الثاني وكذلك أراض في رأس الحكمة وبها بحيرة تسمي بحيرة الأميرات وهي مستديرة تماما ومفتوحة علي البحر. ولكن ياسيدي كيف يتم تنشيط رحلة العائلة المقدسة والتي سوف تجذب مسيحيي العالم.. انها حج كما قال عنها بابا روما بوليس الثاني. قال: رئيس هيئة تنشيط السياحة مسئول عن ذلك تماما، وكذلك عن التسويق ولدينا خطة كاملة سواء بالمشاركة في اليوميات السياحية أو عبر الإنترنت عن طريق المكاتب السياحية المنتشرة في العالم وعن طريق مديري الرحلات وقد بدأنا بتنمية رحلة العائلة المقدسة من الفرما وبها آثار مطموسة وقبل الفرما هناك آثار أيضا كثيرة قبل الفرما نتمني أن تنشط وزارة الآثار في التنقيب لاظهارها للعيان حتي تدخل في مسار الرحلة ولكن أين وزارة الآثار التي كان من الضروري أن ترد علي مقالي مثل وزارة السياحة فنحن أمام أماكن مهمة لابد أن تعد أثريا قبل استثمارها سياحيا فهل تهتم الوزارة بأماكن مرور العائلة المقدسة؟ انها لا تقل أهمية عن آثار الأقصروأسوان حيث المد الديني استيقظ في العالم كله بعد ان انتشر الفساد ولم يعد يجد البشر أمامهم إلا اللجوء إلي معجزات إلهية تخرج العالم من هذا الفساد الذي أطبق علي الأنفاس. ويوجه اللواء طارق سعد الدين مسئول التنمية السياحية في وزارة السياحة نداء إلي الشباب أن ينزلوا إلي الأماكن الكثيرة في سيناء حيث هم المستقبل ويملكونه تماما فهناك المياه المنبثقة في عيون موسي بتحقيق الآية الكريمة حينما ضرب سيدنا موسي الحجر فانبثقت اثنتا عشرة عينا عرف كل أناس مشربهم هذه موجودة في رأس سدر وكذلك منطقة الطور ورأس محمد ونبق وخليج العقبة وعليهم أن يمسكوا بتلابيب المستقبل وأقول كيف ينزل الشباب؟ هل يكمل د. حسن راتب؟ لقد استطاع الدكتور حسن راتب أن ينزل إلي سيناء وأن ينشئ المصانع وأن ينشئ الجامعة وقد أهداني منحة منذ عشر سنوات لخمسين طالبا من كل محافظات مصر ليدرسوا في جامعة سيناء وهذه المنحة مازالت موجودة والغرض منها ليس التعليم الجامعي فقط ولكن الغرض تعمير سيناء والاطلالة علي مهد الأنبياء والذي مازالت إسرائيل متربصة بنا لأن فراغ سيناء من التعمير يجعلها مطمعا وقد رتبت إسرائيل أوراقها في غيبة من ضمير العالم فسيناء أرض بلا شعب وفلسطين شعب بلا أرض. علي رجال الأعمال الذين يتجهون إلي التعمير بالبناء هنا وهناك ببورتو مارينا وبورتو السخنة وبورتو ما اعرفش لدرجة اني خايفة أروح أزور المقابر أجدها قد تحولت إلي بورتو مقابر!! علي الدكتور حسن راتب أن يجذب رجال الاستثمار إلي سيناء فقد آمن بالاستثمار هناك وعليه أن يغريهم به فنحن في أشد الحاجة إلي تعمير سيناء. سيدي الرئيس المنتخب محمد مرسي اجعل سيناء في أجندتك فكما نحافظ علي المعاهدات مع إسرائيل نحافظ علي بلادنا بالتعمير ونقل البشر بإغرائهم بالسكن والسكينة في سيناء أرض الأنبياء وأرض الصحة والعافية بمناخها الذي يجمع بين هواء البحر وجفاف الصحراء. اقترح علي مستثمري مصر جذب مستثمري العالم لعمل منتجعات علاجية وقري طبية في سيناء بتخصصات مختلفة ان المصريين الذين يسافرون للعلاج (سواء وساطة للسفر علي نفقة الدولة أو علي نفقتهم) بدلا من السفر إلي العالم فسوف يجدون مكانا للعلاج في سيناء. الجنزوري وتنمية سيناء من أهم القرارات في رأيي التي أصدرها الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء قرار تعيين اللواء شوقي رشوان الرئيس السابق لفرع الخدمة السرية بجهاز المخابرات العامة رئيسا لجهاز تنمية سيناء وذلك في اطار خطة الدولة للنهوض بسيناء لأهميتها الاستراتيجية باعتبارها بوابة مصر الشرقية. وقد أعلن اللواء شوقي رشوان أن الجهاز سوف يبدأ عمله فورا بوضع اللائحة التنفيذية خلال الأيام القادمة من أجل تحقيق طموحات أهل سيناء وذلك ببدء حل المشاكل التي تواجه خطط التنمية في شبه الجزيرة. وأتمني ألا ينام هذا المشروع بعد استقالة الوزارة وليدخل مشروع تنمية سيناء في أجندة الرئيس الجديد ولعل كل وزارات مصر من واجبها وهي تملك العمل في الخريطة كلها أن يلجأ إليها اللواء شوقي رشوان فسيناء الآن ليست منزوعة السلاح فقط ولكنها منزوعة السلام وعلي وزارة الداخلية أن تعيد السلام إلي سيناء بخطة مدروسة وطموحة لأن عودة السلام والأمن إلي سيناء تقف خلف كل أفرع التنمية سواء كانت سياحية أو تعليمية أو ثقافية أو معمارية أو زراعية. كلينتون تتحرش سياسيا ما هذه البجاحة الأمريكية؟ ما هذا التدخل السافر المعلن من الإدارة الأمريكية في شئون مصر؟.. من الذي أعطاهم هذا الحق؟ حقيقي ان السفيرة آن باترسون موسعة الخطاوي وكأن لها مستنسخا فهي موجودة في كل مكان وكأنها مفتش مهمته التفتيش علينا للتبليغ أولا بأول عما يحدث في مصر ولعها تعد علينا الأنفاس أيضا!! ولكن كله كوم والتحرش السياسي بنا من السفيرة كلينتون كوم.. يبدو أن قصة زوجها مع مونيكا جعلتها تشحن غيظا ولأنها اختارت السياسة فأصبح التحرش عندها سياسيا!! وأعود لما كتبته عن لسانها عند اندلاع ثورة 52 يناير منذ أولها: (كلينتون تقول: الشرعية لمبارك وعلينا حماية الشرعية) ثم حينما أحست ان الثورة نجحت (علي مبارك أن يتنازل) ثم تصريح آخر (علي مبارك أن يسرع بترك الحكم) نفاقا في الثورة، أما بعد الثورة وهذه الأيام بالذات تواصل التحرش السياسي بمصر عند كلينتون إلي درجة الوقاحة السياسية والوجه المكشوف لدرجة انها تصل إلي أعتاب جيش مصر الذي هو خط أحمر ياسيدتي.