منذ أكثر من عام ونصف العام وأنا وعائلتي نعيش حالة اكتئاب وإحباط وضيق ورعب من الانفلات الأمني والأخلاقي الذي أصبح يسود البلاد ومن كثرة المليونيات عمال علي بطال وكل ليلة نحلم بكوابيس حتي الأحفاد أصبحوا يعيشون في حالة خوف ولا يجرون علي الذهاب إلي الحمام دون مرافق.. ونفس هذه الحالة يعيشها كل مصري سوي بل ان الأقارب والاصدقاء في الخارج يتصلون يوميا للاطمئنان علينا وعلي مصر المسكينة. وسط هذه الحياة السوداء تطل علينا الفضائيات التي ابتلينا بها فيما عدا اثنتين بتحليلات أكثر غرابة وأكثر مدعاة للريبة ورغم ان الصورة لا تكذب إلا أنهم يختارون المحللين هم أنفسهم في كل الفضائيات ليحولوا لنا الأبيض لأسود والحق يصبح باطلا دون كسوف أو خجل ولاسباب يعلمها الجميع فيما عدا قلة من المحللين ولكن للأسف المذيع أو المذيعة لا يعجبها كلامه فتقاطعه ليخرج عن تركيزه! وجاءت الانتخابات الرئاسية وقلنا سينعدل الحال وسنعرف لنا رئيسا منتخبا وتمت عملية التصويت وأغلقت الصناديق في العاشرة مساء وبدأت اللجان في عمليات فرز الأصوات وليلتها لم ينم الشعب كله أملا في معرفة بعض المؤشرات.. وإذا بالفضائيات تذيع مؤتمرا صحفيا للدكتور محمد مرسي مرشح الإخوان في الساعة الرابعة صباحا أي بعد 6 ساعات من إغلاق الصناديق وأعلن محمد مرسي ومن حوله من رجال الإخوان المسلمين أنه فائز وأنه رئيس للجمهورية وانه سيعمل ويعمل يا للعجب بعد 6 ساعات عرف نتيجة الفرز في 45 ألف صندوق وفي أكثر من 311 ألف لجنة وبهذه البجاحة والتضليل تجاهل الإخوان ان القانون ينص علي ان اللجنة العليا للانتخابات لها وحدها حق اعلان النتائج بعد بحث الطعون ايضا وطالعتنا الفضائيات في اليومين التاليين لصور لجان الفرز وهي مستمرة في فرز الأصوات وتميز الخداع الجماهيري باصدار الإخوان كتابا ادعوا ان فيه محاضر فرز الأصوات أي 311 ألف محضر في كتاب ولقد كشف المحلل الرائع د.ضياء رشوان زيف هذه المحاضر وبالأسانيد أظهر ان فيها مالا يقل عن ثلاثة ملايين أصوات مزورة وفتح الإخوان النار عليه لقوله الحق وجاءت تصريحات المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات بأنه لا يمكن لأي جهة اعلان النتيجة إلا اللجنة العليا بعد حصر جميع النتائج وفرز الطعون.. كل هذه السطور هل فيها ذرة تفاؤل أو أمل.. وأنا أري ميدان التحرير يمتلئ بالمتظاهرين الذين يهاجمون المجلس العسكري ويرفضون حل البرلمان ومبادئ المكمل للدستور.. وكأننا لم نصبح دولة وأننا سنخضع لارهاب وتهديد الإخوان.. وليس أمامي الا أن أقول ان الجيش والشرطة والقضاء هم حماة الوطن ونحن معهم. أنا مصدوم الثلاثاء: أنا مصدوم لما أشاهده من مخالفات فجة واستهتار فاضح للقانون والأعراف وأنا اشاهد رجال دولة كبارا وهم يحاولون الآن هدم كيان الدولة ومحاولة تصعيد المواقف مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. لقد كان يوم حكم المحكمة الدستورية بعدم دستورية بعض مواد قانون انتخاب مجلس الشعب يوم أسود في حياة الإخوان المسلمين لانه يعني حل البرلمان وضياع »الكعكة« من يدهم وفقدان ما هو أكثر من ذلك مثل القوة والسلطة والعنجهية وتفصيل القوانين حسب هواهم ومحاولة القضاء علي المحكمة الدستورية والقضاء ولقد افزعني تصرف البعض الذين ضاع منهم فجأة كل المكاسب التي لم يحلم يوما بأنه سيمتلكها ضاع المرتب الضخم »81 ألف جنيه شهريا« بخلاف بدلات السفريات والقروض ومنهم من كانت مصيبته أكبر بضياع المرتب الخيالي والسيارات ومنها السيارة المصفحة ذات المليون جنيه وسيارات الحراسة والموكب المهيب الذي يخترق الشوارع وبلغ ما صرف علي النواب خلال 4 شهور 54 مليون جنيه و01 ملايين قروضا لقد اسعد حكم المحكمة الدستورية معظم الشعب المصري، بعد ان رأي مخالفات هذا البرلمان الهزيل الذي سجل خلال 4 شهور حادث البلكيمي وغراميات يونس وسب وقذف زياد العليمي والهجوم الشرس علي الحكومة وعلي الداخلية.. ثم مشروعات القوانين العجيبة مثل خفض سن الزواج للبنت إلي 41 سنة والقانون الغريب الخاص بنكاح الزوجة خلال 6 ساعات من موتها. ثم القانون العجيب التفصيل بالعزل السياسي لمنع أحمد شفيق من الترشح.. وغير ذلك كثير لعل أفضحها هجوم بعض النواب علي السلطة القضائية.. وكانت هناك تصريحات صادمة جاءت علي لسان سعد الكتاتني رئيس البرلمان الذي أعلن ان حل البرلمان باطل ودعا اللجنة التشريعية بالبرلمان لبحث حكم المحكمة الدستورية!! رئيس البرلمان يتمرد علي حكم أعلي محكمة في الدولة وظهرت تصريحات أخري للإخوان بأن مجلس الشعب لايزال قائما ولا يصح انتزاع صلاحياته التشريعية والرقابية!! وكان منظرا مؤسفا توجه المستشار محمود الخضيري الرجل الكبارة رئيس اللجنة التشريعية ومعه محمد العمدة وكيل اللجنة دخول المجلس وحينما منعا من الدخول جلسا علي رصيف المجلس لبحث وسائل لعدم تنفيذ قرار الدستورية.. وكان الأمر الأكثر غرابة وأسفا قيام مجموعة من النواب محملين علي ظهور المظاهرات لاقتحام المجلس وهتافهم ضد حكم الدستورية وكأننا في غابة وليس دولة.. والأغرب تصريحات أحد النواب بأن الرئيس الجديد سيحلف اليمين أمام مجلس الشعب.