محمد الغىطى انهيار البورصة وخسارتها ما يقرب من عشرين مليار جنيه علي مدي يومين خبر تناقلته وكالات الانباء صدم كل مصري متابع ثم توالت الاخبار الصادمة. نزوح جماعي لرجال اعمال مصريين وعائلاتهم ثم شركات طيران تلغي رحلاتها إلي مصر وإعلان عدد من شركات السياحة المصرية عن توقف نشاطها ثم اعلان عدد من شركات الانتاج الفني نقل نشاطها الي بيروت ودبي ثم اعلان عدد من الفنانين عن احباطهم وشراء كثير منهم بيوتا في أوروبا وأمريكا ودبي للاستقرار بعيداً عن مصر. كل هذا وغيره. كان ابرز ردود الافعال بعد إعلان حملة الدكتور محمد مرسي عن فوزه بكرسي الرئاسة وعلي الجانب الآخر اعلن احمد سرحان المتحدث باسم حملة الفريق شفيق أن أرقام الإخوان كاذبة وأن حملة مرسي مارست ما أسماه ضربة استباقية لوضع اليد بالقوة علي كرسي الرئاسة وكأن منصب الرئيس في مصر تحول إلي تفاحة الجنة من يسرع ل »خطفها« يبلعها ويستمتع بهضمها بعد مضغها. ووسط هذا الصراع الدامي يعلن بجاتو المتحدث باسم لجنة الانتخابات الرئاسية أن كل الارقام التي أعلنت عبر الفضائيات من الحملتين لا أساس لها من الصحة ولن تعلن النتائج الرسمية إلا بعد فحص الطعون. قال بجاتو هذا بثقة المتحصن بالمادة 82 الإعلان الدستوري الأول حيث لا طعن، ولا كلام بعد أن تعلن نتائج الجولة الثانية بعد ساعات من كتابة هذه لسطور.. ووسط هذا المشهد الضبابي انقسم المصريون إلي فسطاطين.. فسطاط مرسي وفسطاط شفيق وبينهما توتر واحتقان وحروب كلامية وتراشقات واتهامات بالجملة وتكسير عظام ثم شائعات عن القبض علي رموز في جماعة الإخوان أو استدعاءات للنيابة نفاها خيرت الشاطر في اتصالات فضائية متحدثاً بنبرة الواثق من فوز مرشحه وبلغة الزعيم الخفي المحرك للاحداث ومن يراجع كلمته عبر الهاتف لفضائية الإخوان يشعر أنه يوجه رسالة ما للحشود التي توالت علي ميدان التحرير مساء أمس وأول أمس في مليونية قيل إن عنوانها الاحتجاج علي الإعلان الدستوري المكمل بينما كان المشهد عبارة عن استعراض قوة واحتفالية بالفوز المستبق وبينما كنت في استديو قناة التحرير مع الكاتب نبيل عمر والبرلماني حمدي الفخراني الإخواني الحداد ووسط جدل ساخن حول مدي مشروعية اعلان الإخوان فوزهم قبل إعلان النتيجة رسمياً جاءنا خبر نقل مبارك لمستشفي المعادي العسكري من سجن طره بعد اصابته بجلطة ثم غيبوبة ثم موته سريرياً أو إكلينيكياً ولم يستغرق التعليق ثواني لان نبيل عمر فجر مفاجأة وأقسم أن هناك تزويراً حدث لصالح مرسي وأنه يراهن بمستقبله أن هناك مفاجأة في النتائج بناء علي معلومات توفرت لديه وعندما اعدت سؤالي علي القيادي الإخواني الحداد عن سبب تسرع الإخوان بإعلان فوزهم بكرسي الرئاسة قبل اغلاق صناديق الاقتراع قال إنهم أرادوا إطلاع الشعب علي النتائج التي رصدوها عبر شبكة الإخوان الالكترونية حتي لا يحدث تزوير فقلت هذا نوع من ابتزاز الجماهير وشحنهم وتوجيه الرأي العام حسبما يريدون في مواجهة اللجنة العليا فقال ما معناه ان هذا حقهم وعلي الطرف الآخر إذا استطاع ان يفعل مثلهم وخلال الحوار الملتهب كان انصار شفيق يعلنون أن هناك نصف مليون صوت أكبر من مرسي وأنهم فائزون.. من نصدق ومن الفائز وسط هذا الضجيج والصخب والارتباك لا أحد يعلم الحقيقة ونحن في انتظار كلمة اللجنة العليا المحصنة بالمادة 82 ولا نملك بعد هذا الضباب الا أن تنبلج شمس الحقيقة علي لسان وضمير قاض يعلن ويكتب عنوان الحسم وعلي الجميع قبول كلمته حتي يهدأ المصريون وينصرفون لأعمالهم وحياتهم التي افتقدونها وينتظرونها بفارغ الصبر بعيداً عن ألاعيب الساسة والسياسة والسؤال هل سيقبل كل طرف النتائج الرسمية بصدر رحب وهدوء وسماحة أم سيحدث مالا يحمد عقباه وتدخل مصر - لا قدر الله - علي مشارف حرب أهلية يضيع فيها الجميع في جحيم الحالمين بالسلطة؟!