تبدأ دائما لحظات السعادة الصافية في حياة اي أم مع أول صرخات وليدها فرحة بقدومه للحياة .. أما هي فقد بدأت مأساتها هي وابنتها من هنا فقد ولدت طفلتها الثانية رنا وهي تعاني من نقص الأوكسجين .. وهو أمر خطير اذا لم يعالج فورا ولكن للأسف لم تجد من يسعفها جيدا.. قال لها الأطباء لا يوجد حضانة !!.. وتركوها لتموت بقية عمرها هي وأمها كل لحظة.. فقد أصيبت بشلل دماغي جعلها معاقة ذهنيا وجسديا وسط أسرة فقيرة لا تستطيع الاعتناء بها جيدا بعد ان هجرها الأب وضاعت حيلة الأم. رنا عمرها الآن 17 عاما تجلس في سريرها بلا حركة أو إدراك كامل ...ورغم ذلك فابتسامتها البريئة تنير قلب أمها الحزين عليها.. بأعين منكسرة تحكي والدتها ابنتي ضحية للفقر والإهمال.. 17سنة ونحن نعاني لتوفير الرعاية الخاصة بها.. هجرني خلالها زوجي الحلاق وأصبحت بلاعائل.. واضطررت للإقامة مع والدتي.. وبحثت عن عمل مناسب ولكن أعاقني عدم حصولي علي الثانوية العامة ..فبدأت أعيش علي مساعدات أهل الخير الذين ساعدوني علي التوصل الي طبيب متفوق يراعي حالتنا المادية في مستشفي عين شمس الجامعية وهناك تم تشخيص حالتها علي أنها مصابة بشلل دماغي وتشوهات بمفاصل الفخدين والركبتين والكاحلين واليدين والكوعين تتطلب جراحات متعددة ولم اتمكن الا من اجراء جراحة واحده لها حتي الآن لإطالة الأوتار خلف الركبة اليمني واليسري تبعها تركيب جبيرة جبس كامل فوق الركبة لفرد الركبة تدريجيا.. ومازالت تحتاج إلي مزيد من العمليات وإلا ستتعرض لمزيد من التشوهات ويتقوس ظهرها أكثر .. وللأسف لا املك ثمنها..حتي جلسات العلاج الطبيعي لم تحصل عليها رنا بسبب تكاليفها!! تروي دموع الأم كلما نظرت إليها اشعر بالألم. كنت أتمني ان تكبر وتكمل دراستها و تصبح عروسة مثل كل البنات.. ولكن الحمد الله علي كل حال .. ولكني لا أستطيع ان امنع نفسي من الشعور بالخوف من المستقبل فإذا حدث لي شي من سيعتني بها؟ فانا من أقوم بحملها دائما وتغيير الحفاضات لها .. وقد وفر أهل الخير لي كرسيا خاصا لها ولكن للأسف تمتس سرقته من أمام المنزل ...وحاولت إلحاقها بمدرسة ففشلت حيث لاتتعدي نسبة ذكائها 50٪ ومازالت تفكر بعقلية طفلة لديها 8 سنوات فقط . أما مصاريف المدارس الخاصة للمعاقين فهي تفوق مقدرتي.. ولم يعد بيدي سوي ان أتاملها وادعي لها لأجدها في عالم آخر تضحك وتقول لي ماذا سنأكل اليوم؟؟.. هل سأخف وأرتدي ملابس العيد وأنا لا املك إلا ان أجيب بكلمة واحدة وهي »يارب«.