حدثنا بصراحة عن تجربتك في أنتخابات الرئاسية؟ التجربة أوضحت العديد من النقاط التي لم يكن لدي خبرة بها.. فقد أوضحت لي بعض من نوعيات البشر الذين لم أكن أعلم بوجودها.. فهناك أنواع من البشر جيدة وكانت تحتاج لقيادة يثقون فيها.. فالخير موجود في نفوس البشر ولكن نظرا لتحكم القلة القليلة الفاسدة في المجتمع.. فقد تم حجب الباقين عن المشاركة أو عن أظهار مابداخلهم .. فيوجد ناس لديها أمكانيات جيدة وخبرات تستطيع أن تجعل مصر من أحسن دول العالم ولكنهم محبطين وليس لديهم ثقة.. وذلك يظهر بوضوح في الاعلام الذي يلعب دورا كبيرا في تسليط الضوء علي عدد معين فقط من الأفراد دون الأخرين الذين يخرجون خارج دائرة الضوء. هل ستشارك في أنتخابات الجولة الثانية أم لا؟ولمن ستعطي صوتك؟ سأشارك بالطبع في الجولة الثانية من الأنتخابات الرئاسية.. فلايمكن الهروب من الأمر الواقع بالسلبية.. فهذه خريطة كانت مرسومة قبل بداية الأنتخابات فلايصح ولايعقل أن تتراجع بعد الموافقة منا جميعا عليها.. لمجرد أن النتيجة لم تأت علي هوي البعض ..فالديمقراطية لن تأتي علي هوي الجميع فلابد من وجود خاسر وفائز وهذا هو لب الديمقراطية ولابد أن نتعلم كيف نقبل بالخسارة.. ونتعاون مع الفائز بعيدا عن الذات والبحث عن الأنا.. أما بالنسبة لصوتي فسأمنحه للفريق أحمد شفيق لإحداث توازن في الحياة السياسية. ما أخطاء الجولة الأولي وكيف نتفاداها؟ من الناحية التنظيمية لا أعتقد أنه توجد أخطاء تذكر لأن القوات المسلحة ووزارة الداخلية ووعي الشعب في المرحلة الأولي بمنتهي الاحترام وأيضا فتح الباب أمام الرقابة الدولية والمجتمع المدني علي الانتخابات.. لم يدع مجالا في الشك في نزاهة الأنتخابات إلا لأي خاسر يرغب في إلقاء اللوم علي الآخرين .. ومن وجهة نظري السلبية الوحيدة التي أراها هي عدم نزول الشعب المصري بالنسبة المتوقعة في هذه المرحلة الحرجة للبلاد للادلاء بصوته. كيف يمكن أن نتفادي هذه الأخطاء؟ يوجد طريقتان للتغلب عليها الأولي لتحقيق نتيجة سريعة وهي التغريم لمن لايشارك بالادلاء بصوته وهرب من المسئولية وكان واضح تأثيرذلك في الأنتخابات البرلمانية .. ويمكن التغلب علي قانونية ذلك ببحث الموضوع باللجنة التشريعية بمجلس الشعب لتفادي ذلك.. الثانية علي المدي البعيد زيادة الوعي لدي الشعب وشعوره بالانتماء والوطنية من خلال الاعلام والمدارس والجامعات وجمعيات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والأندية الرياضية وكل من يستطيع أن يساهم في ذلك. هل تفكر في خوض تجربة الأنتخابات مرة أخري؟ بالطبع سأكررخوض التجربة مرة أخري لأن الأساس فيها هو العزم والتأكيد علي خوضها .. لتشجيع الشباب علي خوض هذه التجربة علي مختلف المستويات ابتداء من المحليات وحتي الرئاسة .. بعد الحصول علي الدورات المؤهلة للمجال الذي يتناسب مع المنصب المرشح له . هل جلست مع نفسك لمعرفة أسباب عدم الوصول للجولة الثانية؟ وكيف تتفادي هذه الأخطاء في المرحلة القادمة؟ بالطبع كما قلت من قبل أنني خضت هذه التجربة حتي أعلم ماهي سلبياتها ونقاط الضعف التي يجب تفاديها وماهو الأسلوب الأمثل لعلاجها ومعرفة المطلوب إداريا وماليا علي وجه التحديد.. وزيادة التلاحم بأفراد المجتمع بل كل طوائفه من المرأة أو الفلاحين والعمال والشباب ومتحدي الاعاقة والمسيحيين وكبار السن. بمناسبة النواحي المالية هل نقص السيولة المالية كانت سببا في عدم التألق اعلاميا؟ بالطبع كان له تأثير مهم ولكن السبب الأكبر هو عدم حيادية الاعلام الخاص وبحثه وراء المشاهير فقط.. فالأهتمام بمرشح القاهرة يختلف كثيرا عن مرشح أي محافظة أخري ابتداء من الاسكندرية وحتي أسوان. مارأيك في المرشحين الباقين في المنافسة د. محمد مرسي والفريق أحمد شفيق؟ ما أسفرت عنه الاعادة بإستمرار شفيق ومرسي في المنافسة أصبح أمرا واقعا .. والأول يمثل التيارالليبرالي والثاني يمثل التيار الديني.. كما يحدث في العالم كله فهذا يحدث توازن سياسي حتي بعد فوز أي منهما .. ولكن ماحدث من توابع لنتائج الجولة الأولي لم يتقبله البعض سواء من المؤيدين أو المرشحين أنفسهم الذين لم يحالفهم الحظ .. وذلك نتيجة أننا مازلنا في سنة أولي ديمقراطية والشعب معذور لاننا في بداية الطريق.. ولم نتعود علي كيفية الأختلاف وتقبل الخسارة كما نسعد بالفوز لعدم وجود ثقافة ووعي بذلك .. أما رأيي الخاص فيهما أن د. محمد مرسي متزن وله طموح وآمال جميلة ولكني من منطلق عدم سيطرة فئة معينة بالسلطة علي الاطلاق .. أعتقد أنني ومن معي سوف نؤيد الفريق أحمد شفيق .. لأنني أري أن هذا سوف يحدث توازنا في الحياة السياسية في مصر وأيضا أري أن الفريق شفيق يتسم بالانجاز والمقدرة علي ضبط النفس وتحمل الضغوط المعنوية. وبماذا تنصح هذين المرشحين؟ أن ينسي كل منهما نفسه وينظر إلي مصلحة الوطن ونتعاون جميعا لتحقيق هذه المصلحة دون تقليل أحد من شأن الآخر .. أو يعتقد أحد أنه هو الأصلح الوحيد لأن يد الله مع الجماعة.. وأن تكون المنافسة بلغة الفرسان وبأسلوب متحضر يليق باسم مصر الحضارة. هل تؤيد الدولة الدينية أم المدنية؟ وماهو العلاج من وجهة نظرك؟ أنا لا أعتقد في وجود مسمي الدولة الدينية فهي أما تكون دولة لها مرجعية دينية أو دولة لاتتقيد بالمباديء والتشريعات السماوية.. والدولة المدنية التي تستمد قوانينها وعاداتها وتقاليدها وأخلاقيات المجتمع من الكتب السماوية .. فهي من أنجح الدول علي الاطلاق.. وبما أن الدين الأسلامي في مصر هو دين الأغلبية فلابد أن يستمد القانون من الشريعة الاسلامية مع أحتفاظ الأخوة المسيحيين بحقهم في تطبيق شرائعهم الخاصة.. والحل لتخطي هذه المشكلة هو وجود أحزاب سياسية قوية يكون لديها القدرة علي أستيعاب الجميع في المرحلة القادمة حتي لاينفرد التيار الاسلامي أو غيره في المستقبل بالمشهد السياسي. ماذا تطلب من الرئيس القادم؟ بمجرد أنتهاء الأنتخابات يجب أن ينسي أيمرشح السلبيات التي واجهته في هذه الفترة.. وينظر للجميع نظرة واحدة مسئولة ويجتهد في اختيار معاونيه ويتق الله ويعلم امكانيات شعبه ومقومات بلده للنجاح.. وألا يقع في أخطاء السابقين وأن يحافظ علي المسار الديمقراطي الذي وصلت إليه مصر الحديثة ويدعمه بتهيئة المناخ لتطويرة ونموه . هل كثرة المرشحين كانت ظاهرة صحية أم سلبية؟ بالطبع كثرة المرشحين هي ظاهرة إيجابية تقدمية بجميع المعاني ومنحت فرصة للمواطن المصري أن يفكر ويقارن ..كما أعطت مؤشرا لمستقبل الحياه السياسية في مصر.. وهو حرية المشاركة السياسية لكل من يري في نفسه المقدرة علي ذلك.. دون خوف أوقهر أوتردد وتشجيع شباب مصر في الأنتخابات القادمة علي خوض هذه التجربة.. وأيضا أن الفرصة متاحة لجميع سكان مصر وليست منحصرة في القاهرة أو في دائرة الضوء الاعلامي. ماذا كنت ستفعل لودخلت طرفا في انتخابات الاعادة؟ كنت سأجتهد لأظهار روح المحبة للطرف الأخر حتي لو كنت لا أشعر بها حتي أعطي مثالا وطنيا يحتذي به كل من يأتي بعدي في هذا الموقف .. وأيضا أبذل قصاري جهدي حتي أقنع الشعب بما لدي من طموح وأفكار وإصرار علي تحقيق الأهداف.. وكما قلت خلال جولاتي الأنتخابية والأعلامية أن مصر لاتقوم علي فرد وأنما علي مجموعة مخلصين يتعاونون علي النهوض بالبلاد. مارأيك في قانون العزل السياسي؟ أرفض هذا القانون بمجمله لأنه لايعني إلا عدم الثقة بالنفس والضعف والخوف من قدرة المنافسين ومحاولة الأقصاء غير مقبولة لدي. هل صدور هذا القانون سيؤثر علي العملية الانتخابية في مرحلة الاعادة؟ بالطبع سيكون له تأثير علي الشارع المصري في تغير الحالة المزاجية الانتخابية لدي البعض سواء كان هذا الحكم سلبا أم إيجابا. هل تؤيد صدور هذا القانون؟ لا أؤيد صدور مثل هذا القانون وعلينا أن نترك القرار للشعب فان أرادة الشعب أقوي من أي قانون وقد رأينا ذلك في ثورة 25 يناير. يتردد أن التيار الاسلامي وراء قانون العزل لاقصاء التيار الليبرالي والانفراد بالحياة السياسية؟ ليس التيار الاسلامي بمفردة الذي يريد أصدارهذا القانون .. لأن بعض التيارات الثورية والمحللين السياسيين يرون فكرة هذا القانون .. ولكنه فقد الدستورية لشخصنته والبعد عن الصالح العام.. أي أنه أستهدف أشخاصا محددة وليس العمومية.. مما يخل بمبدأ المساواة ووضح ذلك في التركيز علي الفريق أحمد شفيق دون غيره من باقي الوزراء. مارأيك في محاكمة مبارك؟ من الناحية القانونية أو الأجراءات والوقائع فلا تعليق لي علي أحكام القضاء لأنه لابد أن يكون لنا جهة نحتكمإليها ونقبل بإحكامها حتي لو لم توافق أفكار البعض أوأعتقاداتهم الشخصية.. ولايمكن لنا أن نتعايش سويا ونحن نشكك ونزعزع الثقة في جميع أجهزة الدولة.. أما بخصوص الرأي السياسي أو المجتمعي وما وصلت إليه البلاد بسبب هؤلاء الأفراد.. فكنت أرغب علي الصعيد الشخصي في توقيع عقوبات لمن تسبب في تدهور الحالة الأمنية وسفور تصرفات بعض القيادات الآن. هل توقعت هذا الحكم؟ وهل كنت ستقوم بالعفو عنه لو وصلت لمنصب الرئاسة؟ نعم كنت أتوقع هذا الحكم الخاص بالرئيس المخلوع ووزير الداخلية الأسبق.. أما بقية الأحكام المتعلقة بنجليه وحسين سالم ورجال العادلي فلم أتوقعها.. أما بالنسبة للأحكام فيجب تطبيقها ولامجال لفكرة العفو أو التسامح لأنها لا تخص شخصا. هل تفكر في القيام بمبادرة لزيارة الرئيس في السجن بدافع انساني بحكم عملك بهذا المجال لحقوق الإنسان؟ ولماذا؟ لا أعتقد أن أقوم بهذه الزيارة لأنني لا أري لها أي معني سوي زرع الغصة في نفوس البعض.. لأن هذه القضية تختلف عن أي قضايا أخري والأحكام التي تم توقيعها عليه هي نتيجة ما ارتكبه من أفعال تجاه الشعب كله .. أما بالنسبة للجانب الإنساني فيكون بالوقوف بجانب أفراد لايملكون الدفاع عن أنفسهم رغم وقوع الظلم عليهم. مارأيك في ردود أفعال المرشحين بعد الجولة الأولي وبعد صدور الأحكام القضائية؟ لا أعتقد أن من قبل خوض الانتخابات ولم يقبل بنتيجتها.. التي ثبت وتأكد أنها غير مزورة بعد مشاركة المجتمع الدولي في ضمان نزاهتها.. يتمتع بأي نوع من الوطنية أو الديمقراطية وإنما يبحث عن تحقيق ذاتة فقط.