مشهد من مسلسل »طرف ثالث« معظم الأعمال الدرامية التي كتبت بعد ثورة 52 يناير وحاولت رصد أسبابها ونتائجها.. انتهت أحداثها علي الورق بمشهد التنحي وسقوط النظام.. ولكن جاءت محاكمة القرن لتكون أكثر إغراء بالنسبة لعدد من مؤلفي هذه الأعمال لتزاحم مشهد التنحي وتجعل من المحكمة كلمة النهاية لأحداث درامية ساخنة. في البداية يؤكد د. سيد خطاب رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية ان محاولة اقحام محاكمة القرن علي الاحداث الدرامية يتوقف علي حسب طبيعة المشاهد التي تضيفها المؤلف وان كنت اري انه شكل من اشكال الافتعال لمحاولة مجاراة الواقع خاصة اذا كانت هذه الاعمال لا تتناسب مع المحاكمة كما ان المحاكم مازالت في مرحلة النقض وبالتالي لم تنته بعد. ويضيف خطاب اذا عرضها المؤلف من وجهة نظره فهي مخالفة قانونية واذا أسردها كما هي فهذا ليس مقبولا لحين انتهاء النقض وبالتالي استنكرها عليه من حيث المبدأ وينتهي هناك عدد من المسلسلات تتناول مراحل الفساد ما قبل الثورة وتعتبر الثورة هي لحظة الخلاصة وبالتالي فإن مؤلفيها يمكن ان يعتبروا محاكمة القرن بمثابة لحظة ختامية للمصير.. ويمكن الاستعانة بمشاهدها كمادة وثائقية خاصة انها موجودة وصالحة لان تكون جزء من العمل. ويري المؤلف مجدي صابر ان مجرد دمج مشاهد محاكمة القرن لا يكف فهذا مشهد تاريخي واسطوري بكل المقاييس لم يحدث في المنطقة العربية بأسرها وبالتالي فهو مشهد درامي مثير جدا.. وأنا شخصيا فضلت ان اختتم مسلسلي »يأتي النهار« بمشهد التنحي ولكن اذا قدر لي الكتابة بعد ذلك فأعتقد ان اعلي نهاية محكمته ستكون دخول مبارك طره فهو علي ارض الواقع حدث غير مسبوق ومغر دراميا وان كان البعض يحاول حاليا الاستفادة به سريعا وهو امر جائز ولا خلاف عليه باعتباره نهاية مرحلة. اما الناقد كمال رمزي فيري ان الامر يتوقف علي توجه الكاتب نفسه يؤكد انه ليس هناك تركيبة معينة في الابداع من حيث القبول والمرفوض ولكن علي الاقل كما قال بريخت ان الاهم في الاعمال الدرامية ان تقدم القانون الذي ادي للظاهرة وليس الظاهرة فقط ففي العمل الدرامي احلل الاسباب التي ادت الي الانتصار للثورة او الهزيمة خصوصا وان ثورتنا مهددة بالهزيمة فعلا بعد ان وقعت في ايدي من هم ليسوا امناء عليها. المهم ان يملك الكاتب القدرة علي تحليل الظاهرة وليس رصدها فقط، وبالتالي محاكمة القرن يمكن تناولها حاليا وفورا ويشترط الا تكون بشكل سطحي. وعلي الجانب الاخر يؤكد المؤلف كرم النجار ان الحديث في منطقة الثورة بشكل عام والتنحي والمحاكمة بالطبع يحتاج لقدرات خارقة ونوع خاص من الكتابة العبثية علي طريقة صمويل بيكيت ويقول اذا كان الكاتب يريد الصدق في عمله وان يطرح وجهة نظر حقيقية لا يمكن الان كتابة شيء عن الثورة او التنحي او المحاكمة لان كل شيء متغير فالقدرة علي الاستنتاج ليست كافية والمفاجآت اكبر من التحليل، والثورة بدأت عملاقة ثم سرقت وتحولت الي خطط كثيرة فكيف اذن نكتب عن الثورة او محاكمة مبارك وللاسف كل ما كتب حتي الان ليس الا مجرد اعمال تسجيلية ينقصها الكثير من الصدق، فمن يكتب عن الثورة الان اعتقد انه يتجرأ علي مالا يملك ورغم ذلك ولان الامر شديد الحساسية فإن المحاكمة مازالت مجرد فكرة في اذهان كثير من مؤلفي مسلسلات رمضان هذا العام خاصة الاعمال التي تعرضت للثورة مثل زي الورد والخطوط الحمراء وكيك ع العالي وغيرها.