ظهر خلال السنوات القليلة المنصرمة مجموعة من شباب المؤلفين استطاعوا الاستحواذ علي سوق التأليف الدرامي والسينمائي لدرجة أنهم استطاعوا سحب البساط من المؤلفين القدامي الذين مكثوا في بيوتهم ينتظرون أن يحدث جديدًا خاصة أن كرامتهم تمنعهم من تسويق أنفسهم علي المنتجين من الأسماء الجديدة برز وليد أحمد عبدالله وأحمد عبدالفتاح وعبدالرحيم كمال وناظر عبدالرحمن وأيمن عبدالرحمن وأحمد أبو زيد وفايز رشوان بجانب وأسماء كثيرة جعلت المنتجين يقبلون علي أعمالهم لأكثر من سبب منها توفير أجور الكبار علاوة علي انتشار ما يسمي بورش الكتابة التي أصبحت موضة الأعمال الدرامية. الكتاب الكبار أكدوا أن هؤلاء الجدد مجرد ظاهرة والقليل منهم هو الذي استطاع أن يصنع لنفسه شخصية أما الباقي فهو مجرد سد خانة لأن سوق الدراما يحتاج لكم كبير من المسلسلات مع كثرة الفضائيات. في البداية يقول الكاتب محمد صفاء عامر واصفًا الجيل الجديد من شباب كتاب الدراما: لم أر عملاً لكاتب شاب حقق نجاحًا مدويًا مع الناس مثل مسلسل «الجماعة» فكلها أعمال عادية ولم أر جيلاً ثانيا من المؤلفين ليكملوا الإبداع الذي بدأه الكبار مثلما يحدث مع المخرجين ومسألة أن الجيل الجديد سحب البساط من تحت أقدام الكبار فهذا غير صحيح لأن الكبار سيظلون علي الساحة بأعمالهم التي صنعت تاريخ الدراما العربية. افتقاد الموهبة ويؤكد السيناريست مصطفي محرم أن الوحيد الذي لفت نظره من شباب مؤلفي الدراما هو أحمد محمود أبو زيد خاصة أنه نجح في أن يخرج من عباءة والده كما أن مسلسله الأخير «العار» علم مع الناس أما الباقون فلم يوجد فيهم من يثبت إمكانياته، مضيفًا أن المنتجين يلجأون لهم «كسد خانة» في ظل احتياج سوق الدراما لأجيال جديدة. ويشير محرم: هؤلاء المؤلفون يفتقدون الموهبة والثقافة والإبداع ويستعجلون النجاح والفلوس والشهرة ونسوا أن كبار الكتاب لم يصلوا إلي هذه المكانة إلا بالجهد الشاق لدرجة ان أجر السيناريست كان لا يتعدي 16 جنيهًا في التليفزيون لذلك عليهم أن يصبروا ولا يستعجلوا النجاح وأن يقرأوا كثيرًا ويثقوا بأنفسهم. وينتقد محرم ورش العمل قائلاً: معظمها يفشل لأن الذي يشرف عليها هو نفسه يحتاج تدريبًا فهذه الورش تحتاج لكتاب يشرفون عليها وليس شبابًا خاصة أن معظم هذه الورش تعتمد علي سرقة الأفكار من الغرب وهذا لم يعد قاصرًا فقط علي السينما بل انتقل أيضًا للدراما. استغلال جهد بينما يري المؤلف يسري الجندي أنه لم يعد هناك إلا القليل من جيله من الكتاب الكبار الذين أدوا دورهم وحافظوا علي أمانة المسئولية ولابد من وجود مواهب جديدة تكمل مسيرة الإبداع، ومسألة أن المنتجين يقبلون أكثر علي المؤلفين الجدد توفيرًا للأجور فإنه لا ينظر إلا للنتائج خاصة أن العمل الناجح لا يرتبط باسم كاتب شاب أو مؤلف من جيل الكبار. كما ينتقد الجندي بعض ورش العمل التي يتم فيها استغلال جهد بعض الشباب وتوضع أسماء آخرين علي هذا الجهد مؤكدًا أنه لا يعترف بورش الكتابة إلا بمعناها العلمي الذي تعود عليه. «مصر دائمًا ولادة» بهذه الكلمات بدأ السيناريست بشير الديك كلامه عن غزو المؤلفين الشباب لسوق الدراما قائلاً: ليس مطلوبا أن يكون الجميع بنفس مستوي نجيب محفوظ فكان زمان هناك كتاب مستوي كتابتهم متوسطًا فالمجتمع يحتاج لهذا. ويضيف: نادرًا ما يبيع المنتجون بأسماء المؤلفين ولكن الاعتماد بالدرجة الأولي علي اسم النجم وبالتالي لا يفرق أن يستعين بمؤلف شاب أو مؤلف كبير وكون هناك عدم إقبال علي أعمال بعض المؤلفين الكبار فهذا يرجع إلي تشبع السوق بنوعية الدراما التي يقدمها بعض كبار المؤلفين وهذه عوامل فردية لا يمكن أن نعممها فإذا كان الإقبال علي شغل بعض المؤلفين الجدد فهذا يرجع لنجاح عمل لهم ويعتبر استثمارًا لنجاح هذا المؤلف فالعمل الناجح يجري وراءه المنتجون وهذه سنة الحياة. كثرة المعروض أما المنتج عصام شعبان فيفسر عدم استطاعة بعض المؤلفين الكبار تسويق أعمالهم بسبب كثرة المعروض في السوق من السيناريوهات وأن الذي يحكمه كمنتج في اختيار من سيعامل من مؤلفين هي الفكرة الجيدة كما أن هناك بعض الأعمال تتطلب مؤلفًا كبيرًا ذا خبرة في مجال الكتابة وهذا ما حدث مع مسلسل «سمارة».