تعد الثروة البيئية التي هي في الحقيقة تشكل المقومات الطبيعية لأي بلد عنصرا اساسيا في جهود التنمية السياحية.. وتستمد هذه القضية اهميتها من تصاعد تمسك الكثير من الشركات السياحية العالمية بجهود الحفاظ علي البيئة باعتبارها شرطا مهما وضروريا لتنظيم برامجهم السياحية لاي دولة.. وفي هذا الاطار اصبحت هذه القضية بندا رئيسيا في جميع الاحداث والمعارض السياحية الكبري حيث تقام لها الندوات والدورات التدريبية التي يتحدث فيها الخبراء المتخصصون في مجالات البيئة. وكما هو معروف علميا بان البيئة تدخل من الناحية العلمية ضمن الالتزامات البيولوجية وهو الامر الذي دعا منظمة السياحة العالمية إلي ان يكون شعارها هذا العام بمناسبة الاحتفال بيوم السياحة العالمي هو »السياحة والتنوع البيولوجي«.
ان تعاظم عوامل الجذب السياحي المصري حقق طفرة كبيرة في الارتفاع بعدد السياح إلي 51 مليون سائح هذا العام. ان الجانب الاكبر من هذه العوامل يتركز وبصفة اساسية في السياحة الشاطئية خاصة في منطقة البحر الاحمر وجنوبسيناء.. ليس ادل علي هذه الحقيقة من ان ثلثي عدد السياح الوافدين إلي مصر ان لم يكن اكثر من ذلك من زبائن البحر الاحمر وجنوبسيناء. هذه المناطق تتميز بامكانية استقبال السياح علي مدي شهور السنة كلها وليس لشهور محددة كما يحدث في دول المنافسة الرئيسية لنا مثل تركيا وتونس حيث ينحصر استقبالها للسياح علي شهور الصيف فقط.
تعظيما والتزاما بالمتطلبات البيولوجية والبيئية تحول احتفال مصر هذا العام بيوم السياحة العالمي إلي مهرجان هائل شاركت فيه عشرات الشركات والمؤسسات والمنشآت. في هذا الاطار قام زهير جرانة وزير السياحة بتقديم شهادات التقدير والتكريم لتشجيعها في الاخذ بالشروط البيولوجية والبيئية وتحفيزا لها علي المواظبة والالتزام والتجاوب مع الشروط اللازمة للتمسك بها. وقد كان اختيارا موفقا من جانب اجهزة السياحة اقامة هذا الاحتفال في محكي القلعة هذا المكان التاريخي الذي نجحت وزارة الثقافة والمجلس القومي للاثار في الحفاظ عليه ورعايته.. وقد كان هذا الاختيار الموفق عنوانا طيبا لأهمية الحفاظ علي البيئة سواء التاريخية أو البيولوجية وهو تفكير ساهم ولاشك وبشكل فعال في زيادة الوعي بهذه الناحية التي تعد ركيزة اساسية للنمو السياحي.
من ناحية اخري فإنني ارجو ان يقود هذا التبني لشعار منظمة السياحة العالمية إلي تكثيف الجهود في العمل وتشديد الرقابة من اجل الالتزام بمتطلبات الحفاظ علي البيئة في مناطق الشعب المرجانية خاصة في البحر الاحمر باعتباره ثروة قومية تتشكل علي مدي مئات وآلاف السنين وان اي تدمير لها يعني فقدان واحدة من مقومات الجذب السياحي لهذه المنطقة. واذا كان الدمار قد لحق ببعض المناطق في البحر الاحمر خاصة التي بدأت فيها التنمية في وقت مبكر وفي غياب للوعي البيئي فإن ما نرجوه ونتمناه انطلاقا من ضرورة الحفاظ علي ثرواتنا القومية ان يكون هناك اهتمام حقيقي من البيئة والسياحة وكل اجهزة الدولة الاخري باهمية الحفاظ علي ما يتبقي من شعب مرجانية خاصة في مناطق جنوب البحر الاحمر من القصير وحتي حلايب وشلاتين. مثل هذا التحرك الايجابي يدفعنا إلي القول باننا لا يجب أن نكتفي برفع الشعارات وانما نعمل وبصورة جدية لتحقيق المصلحة الوطنية.
لابد ان نؤمن وندرك بأن الحفاظ علي المتطلبات البيولوجية والبيئية هو جزء اساسي من الحفاظ علي الثروة الوطنية والعمل في نفس الوقت علي توافر الاستثمار الامثل لها والذي يقوم علي الوعي والادراك العلمي السليم. ولا يقتصر هذا العمل الوطني علي شواطيء بحارنا والكنوز الزاخرة بها بل لابد ان تشمل ايضا صحارينا التي اصبحت في الاونة الاخيرة من عناصر الجذب السياحي التي تنظم من اجلها رحلات السفاري. هذا يتطلب الاستعانة بالخبراء المتخصصين في توفير الارضية والبينة الاساسية لاعداد هذه البرامج السياحية مع وضع الضمانات اللازمة للحفاظ علي البيئة والتوازن البيولوجي. لاجدال ان التبني المخلص لمثل هذه المهمة هو بكل المقاييس مسئولية وطنية وقومية. انفراجة في مشگلة خط - القاهرةالمدينة بعد توقف استمر عدة شهور لخط طيران المدينةالقاهرة تحمل وطأته بصفة خاصة المعتمرون المصريون الذين عانوا الامرين.. استطيع ان اقول انه قد حدثت انفراجة في الموقف. يتجسد هذا التطور في التوصل إلي اتفاق بين سلطات الطيران المصري والسعودي يستند إلي الاخوة والعلاقات المتينة ليعود بمقتضاه تشغيل الخط لصالح شركتي الطيران الوطنيتين مصر للطيران والسعودية.. ليس هناك ما يقال بهذه المناسبة سوي ان هذا التحرك هو ما كان يجب ان يتم تعظيما لسمو العلاقات بين البلدين وهنيئا لحجاج بيت الله.