جلال عارف الحقيقة الأساسية الأولي في الحكم الصادر في قضية مبارك وأعوانه أمس، ان الرئيس المخلوع يرقد الآن في سجن طرة ومعه وزير داخليته الرهيب بعد الحكم علي كل منهما بالسجن المؤبد! الخلافات الكبيرة حول الحكم لا ينبغي ان تنسينا هذا الانجاز الكبير لثورتنا العظيمة. لقد انتهي حكم الفرعون إلي الأبد. وكل رئيس قادم يعرف الآن ان الشعب وحده هو صاحب القرار، وان خيانة هذا الشعب تفتح الطريق كاملا للمرور من مقر العروبة إلي سجن طرة!! الحقيقة الأساسية الثانية في الحكم الصادر أمس ان الادانة كانت من نصيب الاثنين اللذين كانا يمتلكان سلطة سياسية في الدولة »الرئيس المخلوع ووزير داخليته« بينما كانت البراءة من نصيب المسئولين التنفيذيين من مساعدي وزير الداخلية الأسبق لأن الأوراق التي قدمتها النيابة لم تقدم أي أدلة تطمئن لها المحكمة في اثبات الجرائم المنسوبة لمساعدي الوزير والتي تتعلق أساسا بقتل المتظاهرين المسالمين في أيام الثورة!! الحقيقة الأساسية الثالثة في الحكم الصادر أمس، اننا كنا في غني عن الكثير من هذا العبث الذي نعايشه، لو ان المسئولين استمعوا من البداية لصرخاتنا بان المطلوب هو محاكمات استثنائية باسم الثورة علي جرائم انتهاك حقوق هذا الشعب وإذلاله، وإغراقه في بحور الفقر والجهل، ونهب ثرواته، وإفقاده الاستقلال الوطني والكرامة الإنسانية. لو حدث ذلك لما وجدنا جمال مبارك يحاكم بتهمة الاستيلاء علي عمولة ولما وجدنا أركان النظام السابق يسألون فقط عن نهب شقة أو فدانين أرض أو بضعة ملايين، بدلا من ان يحاكموا علي الجرائم الحقيقية التي ارتكبوها والتي تصل إلي خيانة الوطن وإذلال أبنائه»!!« هل فات الأوان علي ذلك، أم ان الحكم الصادر أمس يفتح الباب لتصحيح الخطأ؟! والحقيقة الأساسية الرابعة في الحكم الصادر أمس ان أرواح الشهداء مازالت تنتظر القصاص العادل. خطوة مهمة بلا شك ان تثبت المسئولية -بشكل أو بآخر- علي أصحاب القرار السياسي »الرئيس المخلوع ووزير داخليته« ولكن سيبقي السؤال مطروحا: من الذي أطلق الرصاص علي أبنائنا؟ من أخفي الأدلة وأتلف التسجيلات؟ من ترك »اللهو الخفي« طليقا حتي الآن.. يرتكب المجازر، ويقتل أشرف الأبناء، ويستنزف الثورة، ويترك مصر رهينة بين استبداد لا يريد ان يسقط، واستبداد لا يريد ان يفهم ان استيلاءه علي المستقبل مستحيل؟ فرعون في السجن.. إنجاز غير مسبوق سيحكم الحياة السياسية في مصر لأزمان قادمة. لكن سيبقي السؤال: متي القصاص لأرواح الشهداء؟!