النتيجة التي أسفرت عنها الجولة الاولي من انتخابات الرئاسة تؤكد ان الانفاق المالي والحشد نجحا في الوصول بمرشحين للاخوان ولنظام مبارك لجولة الاعادة إلا أنها لاتعني ان ثورة 25 يناير لم تنجح بل علي العكس فاجمالي أصوات مرشحي التيار الثوري اكبر بكثير من الاصوات التي حصلا عليها هذان المرشحان وهو ما يؤكد ان اكثر من نصف اصوات الناخبين ذهبت للثورة و المشكلة كانت تفتيت الاصوات بين المرشحين وهي المشكلة التي حذر منها كثيرون قبيل الانتخابات حيث سيطرت الانانية علي المرشحين الذين يتحملون جزءا كبيرا من مسئولية المأزق الذي وقع فيه التيار الثوري المطالب بالتغيير وللاسف فان هذا المأزق لم يضع فقط التيار المؤيد للثورة والتغيير في حالة الاحباط بل اصبح المؤيدون للثورة في الشارع وفي بيوت الشهداء المصريين يشعرون بأنهم اصبحوا فريسة لتيارين متصارعين بعنف ومنذ سنوات طويلة علي حكم مصر. والان هما الان يلعبان علي المكشوف وعلي الناخبين، وساهمت عدم قدرة لجنة الانتخابات علي توفير ضمانات كافية لشفافية المعركة الانتخابية في هذه الحالة التي وصلت اليها غالبية الناخبين من غير اعضاء جماعات الاسلام السياسي او الحزب الوطني المنحل. البعض يطالب بالمقاطعة كموقف رافض لهذا الاختيار الاجباري غير المنصف، بينما المستفيدون علي الجانبين يسعون لتبليع اغلبية الناخبين لقمة غير مستساغة. واذا لم تحدث مفاجآت فان مصر مازالت في انتظار رئيس لكل المصريين.