لا تصالح ولو أقنعوك بأن الإعادة إفادة أو أن استقدام الوطني فيه السعادة.. فماذا سوف تقول للشهيد حينما تلقاه بعد عمر طويل؟! راح دمك هدر وعلينا جميعاً أن ننتظر ثورة أخري ولو بعد ألف عام من الجوع والفقر والمهانة والذل لشعب كان يعتقد أنه دفع دماء أبنائه من أجل مستقبل يحلم فيه بلقمة عيش مغموسة بالكرامة؟! ماذا سوف تقول لكريم بنونة أو محمد مصطفي أو الشيخ عماد..؟! هل تقول جُبناً أم رضينا بالأمر الواقع، والواقع مصر يا أصدقاء.. هل تقول بعنا دمكم من أجل وعود لن تتحقق؟! سلمنا مصر لرجل هو من اختاره مبارك لينقذه من حبل المشنقة؟! أم سلمناها لرجال آتين من خلف التاريخ بتريدهم وجواريهم وما ملكت أيمانهم من نساء لم يتعديّن الثالثة عشرة؟! هل نقول لشهدائنا إن ثمانية عشرة شهراً من الكفاح والصمود والحلم بوطن أروع وأجمل وأنبل يتقاسمه أبناؤه بالعدل قد راحت هباء؟! وأن دماءكم أرخص من حبر الانتخابات المزورة والمزيفة والمشبوهة بأموال السياسة والمسروقة من قوت الشعب الساكن في المقابر الشارب مياه المجاري الصائم في رمضان وشعبان وكل شهور السنة؟! أيها الثائر لا تصالح ولا تقنع بفتات الموائد ووعود الوهم الكاذبة ومسحة البراءة الخادعة في مؤتمراتهم المدفوعة الأجر فهم يجرون خلفك الآن وسوف يدوسونك بعد تحقيق المراد.. سوف تفتح السجون عن آخرها، إمّا بتهمة الثورة علي الذات الملكية وإما بتهمة الكفر وازدراء الأديان السماوية.. السجن مصيرك مهما بالغوا في إظهار ابتساماتهم المزيفة وكما قال المتنبي إذا رأيت نيوب الليث بارزة.. فلا تحسبن أن الليث يبتسم.. وياليتهم كالليث أو الأسد ولكنهم ضباع ضارية تستعد لالتهامك.. فلا تصالح واجعل غضب الثورة النبيل يملأ كيانك وتذكر أنك في 81 يوماً أسقطت نظاماً عاتياً في فساده وقوته وجبروته.. تذكر أنك ورفقاؤك من أجل القضاء علي الديكتاتورية العسكرية والآن يخيرونك بين فاشية عسكرية وفاشية أسوأ منها هي الفاشية الدينية التي إن حكمت سوف تصبح أيضاً عسكرية وسوف تتغلغل في مفاصل الدولة.. المحافظون إخوان.. المجالس المحلية إخوان.. ثم يدفعون بأبنائهم للجيش والداخلية ليصبحوا من الإخوان وتذكر أن الحاكم ليس بحاكم.. إنما محكوم من أبينا الذي في المقر أي المرشد ومن يدفع للجميع أبونا الذي في الخارج.. تذكر أن مناهج التعليم سوف تتغير وأننا جميعاً سائرون للظلام وتذكر أن الخيار الآخر أن يعود مبارك مجللاً بالفخار وباقي سجناء طرة.. رأيتهم بعيني في تكبر وتجبر السيد رئيس اللجنة العليا للانتخابات الذي كان يكلم الصحفيين بتعال غريب والأغرب أنهم قبلوه.. لا يجيب عن أسئلة لأنه بالقطع لا يملك إجابات.. إنها نفس اللجنة التي قبلت التزوير في 5002 و0102 فكيف بالله عليكم وبعد الثورة أن تظل نفس اللجنة؟! هل هم مثلاً منزلون من السماء؟! هل لا أحد يفهم في الانتخابات إلا هم؟! ولماذا رضينا بهم.. وكيف قبل السادة الباكون الآن من حزب الحرية والعدالة كي نعطي أصواتنا لمرشحهم أن تكون اللجنة التي أقصتهم في 0102 هي التي تأتي بهم في 2102.. صفقات مريبة ومشبوهة لمن صدعوا رؤوسنا بالدين والشرف والنزاهة.. قانون إيكا الذي له 81 شهراً لم يصدر بحق قتلة الشهداء أي عقاب ولا بمبارك ولا بالسادة ساكني طرة وبلاغات واتهامات تطول مرشحاً قد يكون رئيسنا لم يحقق فيها كأنها لم تكن.. نفس هذا القانون أصدر أمراً سماوياً برفض كل الطعون المقدمة والموثقة بالصوت والصورة دون أي محاولة للتحقيق مما بها أين نحن يا سادة؟! ولماذا شرعت القوانين التي يتم انتهاكها جهاراً نهاراً دون حسيب أو رقيب؟! هل ليس هناك أمل؟! هل ننتحر؟! نشنق أنفسنا؟! نرضي بالأمر الواقع؟! الإجابة بالقطع لا.. هناك تيار أقوي بكثير ممن اختاروا شفيق أو مرسي.. فلنتكاتف جميعاً هناك انتخابات محليات ومجلس شعب ودستور سوف يكتب.. والله لن يكتب إلا بدمائنا وكما نريد ونرغب شاء شفيق أو مرسي أو لم يشاءا لن نصالح أياً منهما.. سنظل ثائرين من أجل الوطن، من أجل من ماتوا وإلا فلا نستحق الحياة. لا تصالح.. ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام.. وأروي قلبك بالدم.. إلا أن ترد عليك العظام لا تصالح ولو ناشدتك القبيلة باسم حزن القبيلة.. إنه ليس ثأرك وحدك.. لكنه ثأر جيل فجيل.. وغداً سوف يولد من يلبس الدرع كاملة.. يوقد النار شاملة.. لا تصالح ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ.. والرجال التي ملأتها الشروخ.. أنت فارس هذا الزمان الوحيد وسواك المسوخ.. لا تصالح.. رحم الله الثائر الحق عظيم القيمة والقامة. أمل دنقل.