محمد بركات عجيب أمر هؤلاء الذين يتحدثون ليل نهار عن الحرية والديمقراطية، ويؤكدون في كل مناسبة، وعلي كل منبر سواء في الصحف أو الفضائيات، أنهم علي رأس المطالبين بالحريات العامة وحرية التعبير والرأي، قولاً، وفعلاً وكتابة، وممارسة، وأنهم في مقدمة المؤمنين بالديمقراطية، باعتبارها حقاً أصيلاً للشعب وأساسا ضروريا ولازما لسلامة الدولة، ورشاد الحكم، وتداول السلطة،..، ثم إذا بهم ينقلبون علي أعقابهم إذا ما جاءت رياح الحرية، والديمقراطية بما لا تشتهي سفنهم، أو بما لا يوافق هواهم، أو يتعارض مع مصالحهم. أقول ذلك بوضوح، ودون تردد، لهؤلاء الذين راحوا يصدعون رؤوسنا طوال الأيام والأسابيع والشهور الماضية، عن احترامهم لإرادة الشعب، والتزامهم بالخيار الديمقراطي، ونتائج الانتخابات الحرة النزيهة عبر الصناديق،..، ثم إذا بهم يتراجعون عن كل ذلك، ويرفعون راية العصيان، ويعلنون رفضهم لما أسفرت عنه الانتخابات الرئاسية من نتائج في مرحلتها الأولي، لمجرد أنها لم تأت بمن كانوا يريدونها أن تأتي بهم، وأتت بمن يختلفون معهم في المنهج أو التوجه أو الرأي أو الرؤي. وأتوجه بهذا القول خاصة، الي بعض الرموز الممثلة لبعض القوي والفاعليات السياسية والحزبية، الذين سارعوا للاحتشاد في أجهزة الإعلام، وخاصة الفضائيات، وراحوا يتصايحون ويلقون بالأحاديث والتصريحات المستنكرة لنتيجة الانتخابات، والمؤكدة علي رفضهم لها بوصفها مخيبة لآمالهم، ومحبطة لمساعيهم،..، بل الأكثر من ذلك مدعاة للدهشة والعجب، هو ما حملته أحاديثهم وتصريحاتهم في طياتها من دعوات تحريضية لإثارة الجماهير ضد ما أسفرت عنه الانتخابات من نتائج. حدث ذلك، للأسف، وسط تجاهل تام من هؤلاء الرموز لحقيقة أن تلك النتائج هي المعبرة عن إرادة الشعب، الذي قال كلمته في صناديق الاقتراع، خلال عملية الانتخابات الحرة والنزيهة التي شهد بها الجميع،..، وتجاهلوا في ذات الوقت أن واجب النخبة ومسئولية الرموز، هي التأكيد علي ضرورة احترام إرادة الشعب، والقبول بنتيجة الانتخابات، وأن تلك هي معايير الديمقراطية، التي نسعي لترسيخها في وجدان الشعب وبنية المجتمع. يا سادة الحرية والديمقراطية مبادئ ثابتة، وليس ثوباً نلبسه عندما نريد، ونخلعه عندما نريد. ونواصل غداً إن شاء الله.