لقد صدّعنا العلمانيون والليبراليون بالاحتكام لصناديق الاقتراع حتى جاء الإسلاميون فلما جاءت هذه الصناديق بما لا تهوى أنفسهم، وأفرزت غيرهم بأغلبية أثارت كل من ينادى بعلمنة الدولة وفتح باب الحريات على مصراعيه حتى لو تعدت هذه الحريات على أصول الدين وثوابته بلا ضوابط تحكمها كما يريدها الفنان المخرج المبدع خالد يوسف .. فإشاعة الفوضى باسم الحرية هى حرية .. فمثلا سيد القمنى يسب الأنبياء ويتطاول على الذات الإلهية ويحزف من القرآن مايشاء ويسخر من العلماء هذه حرية .. هالة سرحان وإيناس الدغيدى يسخرون فى برامجهم الهابطة التى تعلن الحرب على الله ورسوله فى كل حركة وسكنة وكلمة ينطقن بها هذه حرية .. إفيشات أفلام الفنان المخرج وماتحمله من مشاهد ساخنة لجذب المراهقين والصبية تصلق بكافة الشوارع والميداين العامة وإعلانات التليفزيون التى تدخل كل بيت ليشاهدها الصغير والكبير مرغما هذه حرية .. الشعب يختار وبحرية من يمثله بالبرلمان هذه لسيت حرية إنما هو الجهل والفقر وقلة الخبرة والسذاجة وقل ماشئت من أسماء يتلفظون بها مع من يستضيفونهم ببعض الفضائيات المأجورة ويعضّون الأنامل من الغيظ، ثم يقيمون الدنيا ولايقعدونها .. يصرخون فى إعلامهم المتآمر بأن الديمقراطية ليست فقط انتخابات بل إيمان بالتعددية وحرية الأفراد...وبالتأكيد لو فازوا هم لقالوا غير ذلك ولفرضوا كل بضاعتهم المزجاة على الشعب تحت مظلة الشعب هو من انتخب ومن أراد تحديد وملامح دولته الجديدة لأنه شعب واعٍ وبلغ سن النضج ورفض الوصايا هكذا كانوا سيقولون. الفنان خالد يوسف خرج علينا منذ أيام بقناة مودرن حرية فى برنامج "من أول السطر" بعدما فوضه الشعب المصرى أن يتكلم باسمه عبر هذا البرنامج وجمع له ملايين التوقيعات والتوكيلات من أسوان إلى الإسكندرية كما فعلوا مع سعد زغلول قديمًا .. ليقف فى وجه الطوفان الإسلامى القادم عبر صناديق الانتخابات وحليفه من مجلس العسكر لينادى بالحرية والديمقراطية لهذا الشعب المسكين الذى اختار هؤلاء عن جهل وفقر وحرمان وقلة خبرة وسذاجة .. هكذا يقول الليبراليون والعلمانيون ومن نصبوا من أنفسهم أوصياء عليه .. خرج الرجل يهدد ويتوعد بالنزول إلى ميدان التحرير يوم 25 يناير القادم ليسترد الثورة التى سرقها الحلفاء الذين يريدون أن يعيدونا إلى القرون الوسطى لقد أجاب الإسلاميون بوضوح وما زالوا يؤكدون بمنتهى الصراحة والشفافية رغم حملات التشكيك التى يقودها هؤلاء بأنهم لن يحتكروا السلطة وهم يؤمنون بمبدأ تداولها، ولن يستخدموها لفرض أى نمط حياة على أى فرد أو جماعة قليلة كانت أوكثيرة وأن هناك ما هو أكبر من هذه التوافه والنواقص .. هناك مواطن يحتاج لرغيف خبر وشربة ماء وفرصة عمل وأربعة حوائط يسترونه من برد الشتاء وحر الصيف .. هناك شباب وفتيات يريدون تكوين أسرة حقيقية وليست بضرب ورقة عرفية لأنهم لم يقدروا على متطلبات الزواج .. هناك مرضى يريدون العلاج .. هناك صحارى نريد أن نعمرها ونزرعها ومصانع نريد أن تدور عجلة إنتاجها .. هناك أمن نريد أن يعود .. بعد الانتهاء من كل هذا نفكر فى الحرية التى يريدها الفنان .. نخلع بالبكينى على الشواطئ ونلبس المنى جب بالشوارع ونبنى الخمارة بجوار المسجد ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر كما فعلها بورقيبة زمان بتونس المحررة نعم لقد نسى المخرج العبقرى وهو يتحدث باسم الشعب المصرى أن يستثنى منه ملايين المنتمين للتيار الإسلامى وملايين الفلاحين بالريف والعرب بالصحراء شرقًا وغربًا ممن تخجلهم حتى إعلانات الأفلام التى يقوم بإخراجها وما تتخلله من مشاهد فاضحة فما عليهم إلا أن يديرون قنوات التليفزيون حتى تمر إعلاناته إلى جانب ملايين الأطفال طبعا لأن الأفلام للكبار فقط وكمان الفقراء والمساكين والكادحين الذى لايملكون ثمن تذكرة السينما .. ماذا لو خرج كل هؤلاء من ال85 مليون فكم يتبقى للفنان من الشعب ليتحدث باسمه ويقول الشعب يريد ولايريد ؟ [email protected]