تسرب غاز وراء الكارثة.. النيابة تكشف كواليس حريق مطعم شهير بكرداسة    التعليم العالي: 1.1 مليون متقدم للتنسيق وفرص طلاب الثانوية الحديثة أعلى في الهندسة والحاسبات    بانوراما أيامنا الحلوة تجسّد مشاعر الحنين إلى الماضي على المسرح المكشوف بالأوبرا    فيروس شيكونجونيا.. ما هو وباء البعوض الذي حذرت منه منظمة الصحة العالمية ويهدد 5 مليارات شخص؟    ب 550 مليار دولار.. ترامب يعلن عن إبرام أكبر صفقة تجارية مع اليابان    بعد 7 سنوات من الصمت.. أوباما في مواجهة عاصفة ترامب    جوتيريش: الجوع يطرق كل باب في قطاع غزة    أمريكا: مهلة ال50 يومًا التي حددها ترامب بشأن أوكرانيا غير محددة    "مستقبل وطن" يحشد جماهير مطاي في مؤتمر لدعم مرشحيه بانتخابات الشيوخ 2025    لمدة 7 ساعات.. قطع التيار الكهربائي عن 12 منطقة في البحيرة    رئيس اتحاد الخماسي يُكرم طالب بني سويف الأول على الجمهورية ب100 ألف جنيه    7 شهداء إثر استهداف شقة سكنية في منطقة تل الهوا غرب قطاع غزة    البعثة الروسية: انسحاب دولتين من اليونسكو يكشف أزمة هيكلية تضرب المنظمة من الداخل    جيش الاحتلال يُحاصر مستشفيين ويقتحم بلدات في الضفة الغربية    كتائب القسام: قصفنا موقع قيادة وناقلة جند إسرائيلية بالقذائف والصواريخ    عبدالمنعم سعيد: المنطقة كانت تتجه نحو السلام قبل 7 أكتوبر    «الأهلي بياخد الدوري كل أثنين وخميس».. نجم الزمالك السابق يتغنى ب مجلس الخطيب    رياضة ½ الليل| وفاة لاعب فلسطيني.. صفقة الزمالك «منظورة».. رحيل «عادل» للإمارات.. وأحلام زيزو بالأهلي    تيم إف سي يضم صانع ألعاب شباب رفح الفلسطيني    تعليم البحيرة تهنئ الطالبة نوران نبيل لحصولها على المركز السادس فى الثانوية العامة    جامعة الإسكندرية تستقبل وفد المركز الإعلامي الأوزبكستاني    بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة 2025 .. نصائح لاختيار الجامعة والكلية المناسبة لك    حزب الجبهة الوطنية: دعم مادي بقيمة 50 ألف جنيه لأوائل الثانوية العامة    لينك نتيجة الصف الثالث الثانوي 2025 بالاسم ورقم الجلوس.. رسميًا الآن عبر الموقع الرسمي ل وزارة التربية والتعليم    الأولى على الثانوية العامة شعبة أدبي ل«المصري اليوم»: «بكيت فرحًا وسألتحق بالألسن»    برلماني: «ثورة يوليو» الشرارة الأولى لإرساء مبادئ العدالة الاجتماعية    سعر الزيت والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الأربعاء 23 يوليو 2025    شخص مقرب منك يؤذي نفسه.. برج الجدي اليوم 23 يوليو    محمد التاجي: جدي «عبدالوارث عسر» لم يشجعني على التمثيل    محمد التاجي: فهمي الخولي اكتشف موهبتي.. ومسرح الطليعة كان بوابتي للاحتراف    الرابعة على الثانوية: تنظيم الوقت سر النجاح.. وحلمي أكون طبيبة    فرصة لإدراك تأثير جروح الماضي.. حظ برج القوس اليوم 23 يوليو    أخبار مالية غير سارة.. برج العقرب اليوم 23 يوليو    رئيس "بنك الطعام": نقدم نموذج شمولي فريد بالتعاون مع 5 آلاف جمعية    منها السبانخ والكرنب.. أهم الأطعمة المفيدة لصحة القلب    «الإندومي» والمشروبات الغازية.. أطعمة تسبب التوتر والقلق (ابتعد عنها)    بدون أدوية.. 6 طرق طبيعية لتخفيف ألم الدورة الشهرية    دروجبا: محمد شريف هداف مميز.. والأهلي لا يتوقف على أحد    أتلتيكو مدريد يتعاقد مع مارك بوبيل رسميا    الكشف عن بديل الهلال في السوبر السعودي    وساطات بتركيا تسعى لإطلاق سراحه .. إعلام "المتحدة" يُشيع تسليم محمد عبدالحفيظ    درس حصوله على الجنسية المصرية.. شوبير يكشف مفاجأة بشأن وسام أبو علي    إلى الحبيب الغالي.. رسالة من ممدوح عباس إلى حسن شحاتة    "التعليم": إعلان تنسيق المرحلة الأولى خلال 4 أيام من ظهور نتيجة الثانوية العامة    نشرة التوك شو| قانون الإيجار القديم ينتظر قرار الرئيس السيسي.. و"الزراعة" توفر الأسمدة رغم التحديات    محافظ الشرقية يهنئ ياسمين حسام لتفوقها: نموذج مشرف لأبناء المحافظة    من 4% إلى 70%.. الطالبة ميار حماده تحقق قفزة دراسية لافتة في قنا    برلمانية: ثورة 23 يوليو بداية بناء الدولة الوطنية الحديثة على أسس العدالة والاستقلال والسيادة الشعبية    وزيرة التخطيط تشارك في منتدى التكنولوجيا المالية لعام 2025    ما هي كفارة اليمين؟.. أمين الفتوى يجيب    ما حكم الاعتداء على المال العام؟.. أمين الفتوى يجيب    اعتماد أولى وحدات مطروح الصحية للتأمين الشامل.. وتكامل حكومي - مجتمعي لرفع جودة الخدمات    هل يجوز الوضوء مع ارتداء الخواتم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    محافظ شمال سيناء يفتتح "سوق اليوم الواحد" بالعريش لتوفير السلع بأسعار مخفضة    أهم أخبار الكويت اليوم.. ضبط شبكة فساد في الجمعيات التعاونية    أدعية لطلاب الثانوية العامة قبل النتيجة من الشيخ أحمد خليل    البورصة المصرية تخسر 12.5 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    حملة دعم حفظة القرآن الكريم.. بيت الزكاة والصدقات يصل المنوفية لدعم 5400 طفل من حفظة كتاب الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. حامد طاهر أستاذ الفلسفة الإسلامية ونائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق:
أقترح نائب رئيس من شباب الثورة والبرادعي رئيس وزراء لتهدئة الشارع السياسي
نشر في الأخبار يوم 28 - 05 - 2012


د. حامد طاهر اثناء حواره مع »الأخبار«
لانريد تطمينات من المرشحين .. نحن لا نشتري ثلاجة!
الثورة فشلت في أشياء كثيرة ولكنها نجحت في كسر حاجز الخوف
المجلس الأعلي للجامعات أحد أسباب تعثر جامعاتنا .. ولا يوجد له مثيل في بلاد العالم
بعد أن انتهت الجولة الأولي من انتخابات الرئاسة ، شعر البعض انه امام خيارين لاثالث لهما.. النظام القديم أو ديكتاتورية الحكم الديني..وكأننا فقدنا التعامل مع الخيارات الصعبة أو حتي الخيارات المستحيلة.. والحياة علمتنا انه لا توجد خيارات لاحل لها..فمع قوة النظام القديم وظن البعض انه لافكاك منه استطاعت قلة من شباب مصر ان تخرج عليه.. وألهبت مشاعر الجماهير التي التحمت معها في ثورة لم تشهد مثلها علي طوال تاريخها ..وصنع الشباب تاريخا جديدا لمصر الامل..
ونحن علي اعتاب المرحلة الثانية توجهنا بالسؤال عن طريق للخروج وكيفية الاختيار السليم لجموع الناخبين..وللمرشحين أيضا.. وفي حديثنا هذا رسم لنا المفكر حامد طاهر خريطة العبور من ازمة انتخابات الرئاسة..وطريق الحل السحري للعبور من النفق المظلم الذي يراه البعض ويؤكد انه يوجد دائما ضوء في اخر النفق.
د.حامد طاهر استاذ الفكر والفلسفة الاسلامية بجامعة القاهرة لأكثر من أربعين عاما حصل علي الدكتوراه من جامعة السوربون بفرنسا عمل بالتدريس في جامعة القاهرة حتي أصبح رئيسا لقسم الفلسفة الاسلامية ثم عميدا ارتقي في المناصب الإدارية ايضا عمل نائبا لرئيس جامعة القاهرة له العديد من المؤلفات منها الفلسفة الاسلامية مدخل وقضايا، والفلسفة الإسلامية، في العصر الحديث والخطاب الأخلاقي في الحضارة الإسلامية، معالم التصوف الإسلامي ودليل عمل لطلاب الدراسات العليا تخرج علي يديه العديد من طلاب الماجستير والدكتوراه في الفلسفة الاسلامية من مصر والبلاد العربية والإسلامية
وما يميز د طاهر انه مهتم كثيرا بالشأن العام ولم يكن مفكرا اغلق علي نفسه باب الجامعة لكنه عاش وسط مشكلات بلاده وساهم بالكثير من الاراء في العديد من القضايا كما انه كتب الشعر والقصة والحكمة.

اختيار شعبي
كيف تري نتائج الانتخابات الرئاسية الاخيرة؟
هواختيار شعبي ولابد من احترامه ولكن اظن اننا امام خيارين احلاهما مّر.. اختيار مابين ديكتاتورية دينية وديكتاتورية النظام القديم وللاسف علينا الاختيار ما بين الاثنين
الاتري ان ما تقوله يحمل نبرة تشاؤم؟
هو ليس تشاؤما بالمعني المفهوم لكن اري ما حدث وكأنه انقلاب علي الثورة وعلي ارواح الشهداء، مثلا كيف نختار النظام القديم المتمثل في الجنرال شفيق او نختار ديكتاتورية رافعي الشعارات الدينية وكأننا لم نقم بثورة وكأن دماء الشهداء التي اريقت من اجل التخلص من الديكتاتورية تم اهدارها .
لكن بالضرروة لابد من التعامل مع الامر الواقع ؟
طبعا لابد من التعامل مع ماجري علي الارض ولايوجد ما يمكن ان يعود بنا للوراء
اذن هل لديك حل للتعامل مع الوضع الحالي للخروج مما تراه ازمة الاختيار ما بين مرّين؟
شوف نحن امام خيارين ولابد من التصويت لاحدهما وفي حالة فوز اي منهما اظن ان هناك من لا يرضي عن اي منهما، وقطاع كبير من الشباب الثوري لن يرضي ولذلك اي مثلا في حالة الجنرال شفيق لابد من ارسال أفعال للشعب بعدم عودة الحرس القديم ونظامه والشكل الديكتاتوري القديم الذي لم يعد يناسب الحالة المصرية بعد الثورة، لابد ان يعلم ان الثورة المصرية ربما تكون قد فشلت في كل شيء لكنها لم تفشل في كسر حاجز الخوف من قلوب المصريين وعرف المصريون كيف يخرجون علي الحاكم الظالم وعلي قراراته وفرماناته وهذه احد اهم حسنات الثورة المصرية.
وهل تكفي تطمينات شفيق؟
اظن التطمينات لا تكفي ولا الضمانات.. فنحن لانشتري تلاجة او بوتاجاز لابد من اعلان رسمي منه.. مثلا بتولي احد شباب الثورة نائبا للرئيس مثلا يأخذ صباحي نائبا مع انهاء للمحاكمة الهزلية للرئيس السابق واعوانه وبدأ محاكمة بحق وحقيقي مع التزام تام وتفعيل العزل السياسي علي كل من ثبت في حقه جرائم.
وماذا عن المرشح الاخر المهندس محمد مرسي؟
مشكلة مرسي هي مشكلة الاخوان ليس لهم عهد ومتعصبون لجماعتهم ولن يستعينوا بأحد من خارج الجماعة في حكوماتهم والمناصب العليا وانا عارفهم تماما، ولذك لابد من تطمينات والتزام فعلي بالتطمينات وتعييين نائب من شباب الثورة من خارج الجماعة ورئيس وزراء من خارج الجماعة.. وحبذا لوكان د.البرادعي وهو ممثل حقيقي للثورة واظن هذا كفيلا بإحداث نوع من التوازن في القوي السياسة الحاكمة.. ولابد من تشكيل وزارة ائتلافية ولو تم الاعلان عن أسماء بعينها من خارج الجماعة اظن هذا باب للخروج ويمكن ايضا اذا نجح شفيق الاستعانة بالبرادعي كرئيس للوزارء في حال نجاحه كل ذلك اظن انه كفيل بحل المعضلة.

استقلال الجامعات
كنت نائب رئيس جامعة القاهرة لسنوات قبل إلغاء الحرس الجامعي كيف تري الصورة بعد إلغائه؟
مؤكد ان المطالبين بإلغاء الحرس الجامعي كان في ضمائرهم استقلال الجامعات.. لكنني اري أن استقلال الجامعات لا يتحقق بإلغاء الحرس الجامعي.. فالحرس الجامعي لم يصدر منه أي تدخل في الحريات الجامعية.. وكانت وظيفته الرئيسية حماية المنشآت الجامعية وحجرات الكنترول والمعامل. اما المصائب الكبري والتدخل في الحياة الجامعية والحريات كان من أمن الدولة الذي ظل جاثمًا علي صدورنا سنوات طويلة وسيطر علي كل كبيرة وصغيرة في كل مناحي الحياة الجامعية التي كانت تدار بتليفون من ضابط أمن دولة وحتي التعيينات وحرمان الاساتذة والطلاب من الجامعة كان بأوامر من أمن الدولة حتي تعيين رئيس الجامعة كان يتم من قبل الجهات الأمنية مما أضعف الجامعة.. أما بعد ثورة يناير فقد تغير الحال وأصبح اختيار أو انتخاب رئيس الجامعة علي أساس الكفاءة الإدارية والتعليمية وهذا بلا شك يسهم في اثراء الحياة التعليمية.

قانون شهاب
وما الأمور الأخري التي تساهم في تطوير الجامعة؟
التطوير عملية مستمرة ولا تبدأ بقرار وينتهي الاصلاح والتطوير يحتاج منظومة عمل متكاملة أولا لابد ان نعترف بان الجامعات المصرية تعاني ازدحاما هائلا بالطلاب ولا تواكبه اعداد كافية من هيئة التدريس أو الامكانيات التعليمية مما جعل جامعاتنا اقل من المدارس الثانوية.. وبالتالي مستوي الخريجين لا يرقي لمستوي خريج جامعي حتي شاع ان الشهادة الجامعية اصبحت عبارة عن شهادة اجتماعية ربما يحتاجها الشاب أو الشابة للزواج ثم في الجامعة بالتحديد لابد من اختيار القيادات التي تجمع ما بين العلم والإدارة وإعطائها الحرية الكاملة لتحقيق تصوراتها وقيام الإدارة علي المشورة مع أعضاء هيئة التدريس وإشراك الطلاب منهم في ذلك بالإضافة إلي الجمع بين كفاءات الشباب المتوثبة وحكمة الشيوخ العاقلة، ولابد من إلغاء قانون مفيد شهاب الذي فرق بين الأستاذ العامل والأستاذ المتفرغ وغير المتفرغ وأصبح الاستاذ العامل الذي تكون سنه أقل من الستين يتحكم في غير المتفرغ الذي أصبحت سنه فوق السبعين عاماً وهذا يعني أنهم يتحكمون في أساتذتهم فبدلا من الاستفادة من خبراتهم وآرائهم يتم استبعادهم وتهميشهم بهذه الصورة المعيبة.
الغاء المجلس
لك رأي في المجلس الأعلي للجامعات تطالب فيه بإلغائه لماذا؟
فعلا طالبت اكثر من مرة بإلغاء المجلس الاعلي للجامعات لأنه جعل الجامعات راكضة تعمل علي وتيرة واحدة بلا تنافس كأنها مدارس ثانوية والأصل أن يكون لكل جامعة نقطة تميز عن الأخري، فالجامعات لابد ان تكون كيانا علميا وتعليميا قائما بذاته ومستقل ككل بلاد الدنيا وحين تفرض عليه وصاية من الخارج مثل المجلس الاعلي للجامعات تفسد الجامعة وتتحول لمدرسة تتلقي التعليمات ولو رجعنا لنشأة المجلس الاعلي للجامعات نجده قد أنشيء بقرار سياسي من الرئيس جمال عبد الناصر ليكون رئيسه كمال الدين حسين وزير التربية حينذاك لكي يتحكم في الحركة الديمقراطية الناشئة في الجامعات الثلاث في ذلك الوقت القاهرة وعين شمس وإسكندرية ومادام قد أنشئ بقرار سياسي لم يعد له لزوم الآن.
والجامعات تستقل بذاتها وتطور نفسها وتتنافس في جذب الطلاب ببرامجها المتميزة.. فجامعة القاهرة مثلاً لا تحتاج من الدولة اي شئ لأن بها إمكانيات كبيرة وموارد متعددة، مثل التعليم المفتوح الذي يمكن أن يمولها ما نحتاجه القيادة الرشيدة التي تحقق تميزاً للجامعات لتصبح منارات علم بحق وحقيقي
لماذا تم تغيير وزير التعليم العالي اخيرا؟
انه تغيير دون معني ولم يكن له أي ضرورة.. ولا أجد تعليقا مناسبا علي هذا التغيير.. ولا تعليق عندي علي تغيير حتي الوزراء الذين تم تغييرهم ارضاء لبعض التيارات.
لا مجانية
المطالبات تتزايد للإبقاء علي مجانية التعليم ولك رأي مخالف لهذه المطالبات اليس هذه صحيحا؟
لماذا لا نواجه أنفسنا بالحقيقة.. لا توجد مجانية في مجال التعليم حاليا علي الاطلاق في ظل الدروس الخصوصية والتي وصلت منذ زمن طويل حتي للجامعات الحكومية.. في احد التقديرات عن المصاريف السرية علي الدروس الخصوصية ومن مدة طويلة تؤكد ان المصريين ينفقون في الباب الخلفي للتعليم اي علي الدروس الخصوصية مليار جنيه سنوياً هل نقول بعد ذلك ان هناك مجانية للتعليم
لماذا لا نطالب بضرورة مساهمة أولياء الأمور في تمويل التعليم بشكل رسمي في مختلف مراحله بمبلغ رمزي يحسن العملية التعليمية ويحسن مرتبات العاملين بالتعليم حتي نحاول الحد من الباب الخلفي للدروس وكلنا ندرك في ظل الطلب المتزايد علي التعليم أصبح التعليم مكلفًا جدًا علي الدولة ومع ذلك تعفي الأسر غير القادرة ويصبح التعليم إجباريًا حتي الاعدادية بدون مقابل ويتم تحصيل مبلغ بداية من التعليم الثانوي والفني نظير استخدامه أدوات ومعدات للتدريب وطالب الجامعة أيضاً مرتفع تدريجي ويعفي أيضاً غير القادر ولو أقدم مدرس علي الدروس الخصوصية يتم التعامل معه بالقانون.
والتعليم ليس مجرد كتب تدرس.. التعليم منهج عقلي ووجداني وبدني في مدارسنا الثانوية القديمة حين كنت طالبا كنا نمارس رياضة وكانت هناك حجرات خاصة لممارسة الموسيقي والهوايات.. وكنا نحصل علي وجبة غذائية متكاملة.. وكانت الحياة المدرسية مليئة بالأنشطة التي تساعد علي النمو المتكامل للطلاب وليس مجرد الحفظ والتلقين ثم نقول عندنا تعليم.. ومع زيادة عدد الطلاب والمشاكل الاقتصادية اصبح التعليم الحقيقي مكلفا جدا فلابد من نظرة جديدة ومساهمة أولياء الامور.
مدرسة المشاغبين
أحد نواب التيار السلفي في مجلس الشوري طالب بعدم عرض مسرحية مدرسة المشاغبين لانها سبب تدهور التعليم كيف؟
هذا تبسيط شديد لمشاكل التعليم كيف لمسرحية ان تكون سببا في تدهور التعليم.. التعليم معروفة مشاكله وليس من مشاكله وسبب تدهوره مدرسة المشاغبين لابد من العودة لمن هم في المطبخ التعليمي لنعرف سبب تدهور التعليم.. وهناك العديد من الدراسات التي توصف وترصد اسباب التدهور كفي تبسيطا للأمور واسمع مثلا احد المرشحين يتحدث عن نهضة تعليمية دون ان يرشدنا لوصفته السحرية التي سيتغلب بها علي مشاكل التعليم في مائة يوم هناك ما ادرسه بالجامعة باسم المشكلات الحقيقية والمشكلات الزائفة وهذا ما يسمي بالمشكلات الزائفة لماذا لانناقش مشكلة رغيف العيش.. يباع علي الارصفة ووسط التراب والطين لماذا لا نطالب بسن قانون يطالب برجوع الدكاكين التي يباع فيها الخبز هذا مثال للمشاكل الحقيقية ومثلا مشاكل مياه الشرب هذه مشاكل حقيقية وملحة.
كيف يمكن ان نحمي شبابنا من العناصر الضارة في الثقافة العالمية بعد التحولات التكنولوجية الحديثة؟
بداية لم يعد في امكان احد ان يعيش بمعزل عما يقع في العالم من احداث وتطورات، كما لم تعد أي دولة قادرة علي اقامة اسوار عازلة لمجتمعها، عن هذه الاحداث والتطورات.. وقد اتاحت هذه القدرة علي التواصل مع العالم إمكانية كبيرة للمقارنة، وفتحت المجال امام إعادة النظر فيما رسخ من عادات وفيما تأصل من تقاليد ولاشك ان اول شريحة تتعرض لذلك هي الشباب لسبيين الأول: أنهم الأقدر علي استخدام تكنولوجيا الاتصالات، والثاني: انهم الاكثر استعدادا لقبول الجديد والتأثر بالمبهرات وجيل الشباب في كل المجتمعات هو الاكثر تأثرا بالثقافة ان سلبا او ايجابا ولا احب ان اسمع من يقول ان حصانة شبابنا فوق الشبهات وان امثال هذه الظواهر العارضة لن تؤثر فيه لان قيمنا وتقاليدنا ارسخ من ان تهزها هذه الظواهر العارضة
وهنا لابد من الاجابة بصراحة عن سؤالين ما العناصر الضارة في الثقافة العالمية؟ وكيف نحمي شبابنا من تأثيراتها؟وبالطبع ينبغي علي المجتمع كله ان يشارك في الاجابة عنهما.
ادعي عليك البعض انك لا تحرم الحشيش وتحلل ما تم الافتاء عليه بأنه حرام؟
للأسف البعض يتصيد الاقوال ويحاول اثارة المسلمين.. يا سيدي انا لا اقول حراما الا علي ما حرمه الله ولا حلالا الا ما أحله الله لابد من وجود نص صريح بالتحريم حتي نحرم.. وابن حزم وهو اعلم مني ومنهم له كتاب كامل يمنع فيه القياس في دين الله قال فيه صراحة »لا قياس في دين الله« حسب قوله تعالي »ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام« القياس فتح بابا من البلبلة طوال التاريخ الاسلامي.. وهناك اكثر من آية تحرم علي أي فرد ان يحلل او يحرم غير الله ورسله وأنبيائه وهذا ما جعل مثلا ابو حنفية لا يكتب اي كتاب.. وتلاميذه هم الذين وضعوا كتباً له وكان علماء المسلمين يتدافعون الفتوي يبتعدون عنها قدر الامكان فهم يعلمون ان الحلال والحرام ألفاظ إلهية.
فوضي فتاوي
وماذا عما يستجد من أمور ويختلط علي المسلمين بأنه حرام ام حلال؟
ما يستجد في حياتنا من أمور لا نتركه.. انما نبحث فيه بالعقل وإذا كان مضراً بالنفس والمجتمع يعد جريمة.. وما لم يرد نص صريح بتحريمه نقول عنه انه ممنوع ومحظور وحتي جريمة مادام مضراً بالنفس والمجتمع وليس فيه خير ويشارك في دراسته كل اطياف المجتمع من قانونيين واقتصاديين وأطباء وأساتذة وإذا اتفقنا انه مضر يصبح محظورا بقوة القانون المدني ويعاقب عليه بالنصوص القانونية كالحشيش والهيروين ممنوع ومحظور بالقانون المدني.. وهذا ليس تقليلاً من خطورتهما، ولكن يجب محاسبة من يتعاطاهما أو يتاجر بهما بعقوبة مدنية علي درجة خطورة الجرم قد تصل إلي الإعدام.. ولا نتاجر بالفتوي ونضيق علي خلق الله بدعوي الحرام والحلال.
وهنا اؤكد لابد من الارتقاء بمستوي المسلمين العلمي وبثقافتهم حتي لا يصبح الدين محتكراً في يد جماعة واحدة تفتي وتحرم وتذهب بنا جميعا وتعصف بأفكارنا وتخرج فتاوي مضحكة.. لدينا فوضي فتاوي وجهات متعددة للفتوي.. فلدينا فتاوي رسمية تخرج من الأزهر ودار الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية ثم فتاوي الجماعات الدينية المتطرفة كالتكفير والهجرة والجهاد والقاعدة، وهناك فتواه المذهب الوهابي وتعتمد علي المذهب الحنبلي وله فتاويه الخاصة القادمة من السعودية، وهو ما لا يتناسب مع أهل مصر الذين يميلون للمذهب الشافعي أو الحنفي.. للأسف لدينا بسبب القياس فوضي فتاوي أدت إلي بلبلة الناس.. شيخ الازهر قال علي النت يوجد اكثر من ألف وخمسمائة فتوي الفتوي اصبحت مجالا للارتزاق في كل بلاد المسلمين.
اذن لماذا يستخدم الفقهاء الحرام والحلال في خطابهم؟
بعض الفقهاء يستخدمون كلمة حرام لتخويف الناس، بينما الحلال والحرام مصطلح ديني لا يجوز أن يطلقهما سوي الله عز وجل ورسوله صلي الله عليه وسلم، والقرآن أكد علي ذلك في قوله تعالي »اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا« والحلال والحرام جزء من الدين المكتمل.. والعلماء المسلمون كانوا يتحرجون من إصدار الفتاوي، فقد كان أبو حنيفة والشافعي وغيره يقول الواحد منهم أنا أري كذا، أنا أستحسن كذا، أنا أجيز كذا، ولم يكونوا يقولون هذا حلال وهذا حرام.
لأن المسألة أصبحت أكل عيش وأكل عيش فيها جاتوه ، فعلي مدي العصور لم يكن الشيخ أو العالم متفرغاً، فأبو حنيفة كان يعمل حتي العصر تاجر ثياب حرير، وبعد العصر يجلس في المسجد يعلم الناس، ويخرج صدقته من تجارته، لكن عندنا تفرغ الناس لهذه المهمة وأصبحوا يتقاضون آلافا بل ملايين الجنيهات.
الدولة الدينية
بالمناسبة هل الدولة الدينية كانت أيام الخلافة؟
الدولة الدينية التي كانت في اوربا لم يعرفها الاسلام إطلاقا وهي التي كان الحاكم فيها ينطق باسم الله وحديث النخلة للرسول حين قال »أنتم اعلم بأمور ديناكم« ودولة الخلافة كان الخليفة يعلم تماما انه بشر يخطئ ويصيب والشوري احد اهم معالمها.
بدراستك للفكر الاسلامي لماذا كل الدولة الاسلامية تقريبا بها نظم استبدادية؟
مشاكل الدولة الاسلامية متشابهة تقريبا نظرا لان العالم الاسلامي خضع للاستعمار الذي جرف البلاد وأنهك التعليم وبعد الاستقلال تولي ابناء البلاد الحكم.. وليس لديهم نظام للدولة ولا تجارب للدولة الحديثة فحدث هرج ومرج في هذه الدولة تحول للاستبداد مثلا في الهند وباكستان الهند اخذت بنظام الدولة الانجليزي وتقدمت وأصبحت علامة من علامات الديمقراطية وباكستان وهي تجربة اسلامية مليئة بالصراعات لأن ليس عندها نظام دولة تسير عليه الاسلام دعوة اخلاقية.. وليس دعوة لبناء نظام دولة متكامل وعلينا ان نفهم ذلك.. وهذا ليس عيبا في الاسلام الذي يريد نشر الاخلاق الفاضلة.
ما أبرز القضايا التي تشغلك ولها الأولوية في فكرك عما سواها وتدافع عنها؟
لقد درست الفلسفة الإسلامية بكل فروعها الأخلاق المنطق مناهج البحث علم الكلام التصوف.. وفي النهاية انتهيت إلي أن الفكر الإسلامي الحديث يحتاج إلي عناية خاصة، واقصد بالفكر الإسلامي الحديث ذلك الفكر الذي أنتجه المسلمون ابتداء من احتكاكهم بالثقافة الغربية المعاصرة منذ بداية القرن التاسع عشر، أي منذ حوالي مائتي سنة مضت، وهي فترة مهمة جدا، وليست منفصلة عما قبلها، لكن التركيز عليها مهم لأنه سيؤدي بنا إلي طريق المستقبل وأنا حينما أدرس هذه الفترة فإن عيني علي تاريخنا القديم، وعلي المصادر الأساسية للإسلام، وهي القرآن الكريم والسنة، فينبغي أن يكون هناك تفسير للقرآن في كل عصر، وأن تعرض سيرة الرسول وأحاديثه في كل عصر بصورة معينة، ولا تظل دائما بنفس الصورة ويعجبني الذين فسروا القرآن تفسيرا اجتماعيا ونفسيا مثل الفاضل بن عاشور في تونس، وسيد قطب، ومحمد عبده، ورشيد رضا، فأنا إذاً مهتم بالفكر الإسلامي الحديث الذي يمهد للمستقبل.. إن الدراسات العربية والإسلامية متوقفة تقريبا منذ نصف قرن
وما السبب في توقف الدراسات العربية والاسلامية؟
المتغيرات العالمية المتلاحقة فاجأتنا، والأحداث السياسية كثيرة وأسرع، ولم نستطع ملاحقة كل ذلك.. والمفكرون الذين ظهروا في النصف الأول من هذا القرن العقاد الرافعي المنفلوطي الزيات أحمد أمين كانوا يكتبون لكي يعلموا شعبهم كانوا بمثابة الرواد. أما الذين جاءوا في النصف الثاني من هذا القرن فقد أصبحوا أقل من كافة هذا الشعب.. فمثلا عندما جاءت الاشتراكية إلي مصر في الستينات بقرار سياسي لدولة عربية واحدة وليس لكل الدول العربية، سار المفكرون في الركب، وبدأوا يكتبون في الاشتراكية.
والذي قاد الركب لم يكن مفكراً وإنما كان سياسياً، والمفكرون ساروا وراءه، والشعب أدرك أن الحل الاشتراكي ليس هو الحل النموذجي وبدأ يعاني منه، وأدرك فشل هذا الحل قبل أن يدركه المثقفون فلم يشارك في المسيرة، فالناس دائما ينكمشون عندما يجدون ما ليس في صالحهم، بينما ظل عدد من الأبواق المثقفة تتحدث عن الحل الاشتراكي حتي بعد سقوط وانهيار الدولة الاشتراكية
اهم مشاكل العالم الإسلامي وكيف تراها؟
المشاكل كثيرة للأسف وكبيرة وعلينا كمفكرين أن نساعد علي بلورة المشاكل وأتمني أن يضع العالم الإسلامي يده علي مشكلاته الحقيقية، وأغلبها مادية إن لدينا مثلا مشكلات مواصلات ومشكلة تنمية اقتصادية وبشرية، بالإضافة إلي تفشي الأمية وعدم استيعاب التقدم العلمي والمخترعات الحديثة.. وهناك مفاهيم كثيرة خاطئة مطروحة عن الإسلام سواء من الذين تخلوا عنه تماما ويتهمونه بأنه دين تخلف، أومن الذين يتبعونه ويجعلونه ديناً محلياً يعبر عنهم هم ولا يعبر عن حقيقته الذاتية، وأركز علي التصور المتكامل للإٍسلام لأن هناك طوائف تأخذ من الإسلام جزئيات فقط. فالبعض يركز علي الجانب الروحي، والبعض الآخر يركز علي الجانب السلوكي.. وهكذا فإن هناك نوعا من الفهم الناقص للإسلام.
فالإسلام لا بد أن يقدم بصورة صحيحة ومتكاملة للمسلمين وغير المسلمين، حيث إن العالم كله في حاجة إلي الإسلام، لأن المذاهب أصبحت متساوية عند الإنسان الغربي، وأصبح كل ما يعتقده الإنسان الغربي موضع نظر وشك وريبة ولابد للإسلام أن يتقدم في هذه الظروف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.