ما يحدث في مصر الآن، يشغل بال كل مواطن عربي، بنفس الاهتمام، ونفس القلق والتوتر..في المغرب (حيث أشارك في مؤتمر الفانتازيا، الذي تقيمه رابطة أدباء الجنوب بمدينة أغادير) الكل مشغول بالانتخابات الرئاسية المصرية، وما يحدث في مصر، نفس الفزع والوجوم، ونفس المتابعة اليومية لنتائج الانتخابات وتداعياتها، ومأزق الأعادة بين خيارين كلاهما مر (البحر من ورائنا، والعدو أمامنا) تلك عبارة طارق بن زياد وهو يعبر جبل طارق، وليس أمامنا من مفر، ليس أمامنا الا الحسم.. قال أحد الأدباء المغاربة( مصر في مفترق طرق بين العجائبي والغرائبي).. صعود الاخوان المسلمين في مصر يثير الرعب والفزع وقلق الأدباء المشاركين بالملتقي، قال الروائي الجزائري عبد الرزاق بوكبه، التجربة الإسلامية في الجزائر مخيفة، نسميها (عشرية الدم) والمقصود عشر سنوات من الدم والقتل والعنف في كل شوارع الجزائر، كان الجزائري في السابق ينادي صاحبه ( يا خويا) لأنه كان يراه اخاه حقا، لكن بعد عشرية الدم، استغني الجزائريون عن هذه المفردة، لم يعد يتداولونها، واستبدلوها (بيا شريكي) بعد أن فقدت صفة الأخوة معناها، في ظل القتل والعنف الذي مارسه الإسلاميون باسم الأخوة! الروائي الكويتي طالت الرفاعي يتوقف أمام تجربة الانتخابات الرئاسية في مصر، كفعل ايجابي يليق بالثورة المصرية، مهما كانت نتائجه، ويري اذا كان التخوف من وصول الإسلاميين كبيرا، فإن التجربة تظل هي المحك لمجاراة الاسلاميين رتم العصر، ومحاكاة ثورة المعلومات والفضاء المفتوح علي احترام الآخر والتعايش معهم في ملتقي اغادير، حيث الخيال صادم وغير مألوف، يبقي الواقع المصري، أكثر قدرة علي إنتاج الصور، وإنتاج الخيال، وأكثر قدرة علي إحداث الدهشة والصدمات العنيفة.