ارفع رأسك فوق.. أنت مصري.. هو شعار ثورة 25 يناير التي قامت من أجل عيش كريم وحرية وعدالة اجتماعية.. ذلك الشعار ينبغي أن يكون عنوانا لمصر اليوم وهي تؤسس للجمهورية الثالثة في أول انتخابات حرة يختار فيها المصريون رئيسا بإرادتهم وليس رئيسا مفروضا عليهم. ارفع رأسك فوق.. أنت مصري.. هو شعار كل المرشحين والناخبين الذين ندعوهم للزحف علي لجان الانتخابات من أجل مصر الجديدة.. من أجل اختيار الرئيس الذي يمثل كل المصريين.. رئيس يحنو علي فقيرهم وضعيفهم ويأخذ الحق من كبيرهم.. يكون واحدا مننا.. نحبه ويحبنا.. يسير بيننا بدون حراسة لانه يأمنا ولا يخاف منا.. يطبق العدل علي الجميع ويتساوي أمام القانون غنينا وفقيرنا.. يحفظ حقوق الأقليات ويؤمن بفكرة المواطنة وأن كل المصريين متساوون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن العرق أو الدين أو المكان.. يؤمن بعظمة مصر وتاريخها العريق.. لا يخرج علينا ليقول لنا إنه يتفضل علينا من أجل أن يحكمنا وكأننا شعب بلا حضارة أو دولة بلا تاريخ.. يحرص علي أن يتخطي بنا سنوات عثرتنا وتراجع بلدنا علي أيدي نظام المخلوع . مصر التي في خاطري وفي فمي.. ينبغي أن تكون اللافتة التي يعلقها الرئيس القادم خلف مكتبه.. يفخر بأن مصر كانت دوما قبلة الشرق والغرب والعالم المتقدم.. من المحزن الا تحتل مصر مكانتها اللائقة بها بين دول العالم.. أذكر خلال عملي في سلطنة عمان أن التقيت وزير الصناعة في كوريا الجنوبية لإجراء حوار معه.. الحكاية قديمة لكنها لا تزال في الذاكرة.. وعندما علم أنني من مصر سألني عن المهندس عزيز صدقي وزير الصناعة الأسبق في سنوات الستينيات وقال لي : كنت موظفا صغيرا في وزارة الصناعة بكوريا الجنوبية عندما تسلمنا أول خط انتاج لصناعة النسيج من مصر وكانت بداية عملاقة لنا في هذه الصناعة الحيوية وتقدمت كوريا الجنوبية لتصبح المصدر الأول علي العالم للمنسوجات وتراجعت مصر ودمرت صناعة النسيج بفعل فاعل في سنوات الخصخصة وبيع شركات القطاع العام وخرج العمال علي المعاش المبكر وبيعت المصانع خردة.. الوزير الكوري كان حزينا علي ما آلت اليه صناعة النسيج في مصر وهو مندهش من دولة تدمر اقتصادها بيدها.. الحكاية قديمة عمرها يزيد علي 20 عاما علي الأقل ولا يزال صدي كلمات الرجل ترن في أذني . ولهذا أريد رئيسا لا يبيع مصر لصالح الغير.. لا يبيع الوطن من أجل مصالحه الخاصة ومصالح عائلته.. أن يتقي الله فينا وأن يعلم أننا لن نسامحه إذا أخطأ في حقنا وحق بلدنا . نريد من رئيسنا القادم أن يكتب التاريخ عنه أنه أول من قضي علي العشوائيات وحارب الفقر والجوع والمرض وحقق العدالة الاجتماعية.. نريد منه استثمارا حقيقيا لا يأخذ فقط وإنما يعطي فرصا للعمل ومصانع تعمل لتقضي علي البطالة حتي لا يخرج شبابنا من ديارهم ويعيشوا ويتزوجوا وينجبوا في وطنهم فالشباب هو وقود وقوة الوطن وحرام علينا أن نتركهم يغتربون لأنهم لا يجدون قوت يومهم في بلدهم.. الفقر في الوطن غربة كما قال سيدنا علي بن أبي طالب والانتماء فيه القوة لبلدنا.. لا نريد رئيسا يخرج علينا وهو لا يبتسم في وجوهنا ليطالبنا بتحديد النسل لأنه لا يعرف كيف يدبر لنا طعامنا وكأنه هو الله سبحانه وتعالي الذي يرزق المصريين . نريد رئيسا يؤمن بأن الحرية هي المعيار الأساسي لتقدم الشعوب وتطورها وأن التعليم الجيد هو الاستثمار الحقيقي للإنسان ولتحقيق الطفرات وأن الاهتمام بصحة المصريين فيه مصلحة الأمة.. أن يؤمن بالدولة المدنية ذات مرجعية إسلامية بعيدة عن التطرف الفكري والمغالاة والتعصب الأعمي.. نريد رئيسا يحاسب أولاده إذا أخطأوا ولا يقبل تدخل زوجته وأن يخاف الله ويعلم أنها مسئولية جسيمة أعانه الله عليها.. هذا هو الرئيس الذي سننتخبه اليوم ونهتف باسمه في أعماقنا احتراما للصمت الانتخابي .