رضا محمود في كلية الإعلام بجامعة القاهرة تعلمنا علي يد الأستاذ جلال الدين الحمامصي مؤسس قسم الصحافة أن القلم هو رأس مال الصحفي، وأن الحرية هي الغطاء الذي يحمي القلم، وأن الصحفي الذي يحترم قلمه هو الذي يحترم عقل القارئ ويبذل قصاري جهده للحصول علي الخبر والمعلومة الصادقة فيحظي بثقة القارئ الذي يظل يبحث عنه ويتابعه أينما كتب. من حسن حظي أني بدأت العمل بجريدة "الأخبار" قبل تخرجي في الكلية بعامين - بمكافأة 10 جنيهات - وتتلمذت علي يد أساتذة علي رأسهم العملاق موسي صبري الذي كان بمثابة الأب والأستاذ والمعلم لكل من عمل معه.. الأستاذ موسي أكد لنا بالتطبيق العملي كثيرا من القيم التي علمنا إياها جلال الحمامصي بالكلية.. موسي صبري وغيره من رؤساء التحرير كانوا لايغادرون مكاتبهم حتي يطمئنوا علي أن كل خبر وموضوع ومقال بالجريدة يقدم خدمة مكتملة ومفيدة للقارئ. أكتب هذا الكلام بعدما رأيت الكاتب الكبير فهمي هويدي يتحسر علي الذين يكتبون لمجرد الكتابة دون أن يضيفوا للقارئ أي جديد.. الرجل كان أكثر دهشة من بعض الذين يتولون مسئولية رئاسة تحرير صحيفة يومية وفي نفس الوقت يكتبون مقالا يوميا، ثم يقدمون في المساء برنامجا تليفزيونيا! تساءل الرجل بدهشة مغلفة بالاستنكار: من أين يأتي هؤلاء بالوقت والجهد للمهام الثلاث الشاقة ؟.. منصب رئيس التحرير وحده يهد الجبل.. كتابة مقال يومي حقيقي يحتاج إلي اتصالات ومتابعة للأحداث علي مدار الساعة ثم استقراء وتحليل الأحداث لكي يخرج المقال ثريا مشبعا.. تقديم برنامج ناجح يتطلب وقتا وجهدا فضلا عن الكاريزما والقبول الشخصي وهو الأمر الذي أري أنه غير متوافر في كثيرين ممن يهاجموننا يوميا علي شاشة التليفزيون. ابتسمت وقلت:لاتندهش يا أستاذ..نحن في زمن السوبرمان ..الإعلامي ذو الأجنحة !