طاهر قابىل يبدو التشابه واضحاً بين برامج المتنافسين علي »كرسي الرئيس«.. بالاضافة الي محاولاتهم المستميتة لمغازلة الاحتياجات الملحة للمواطنين في مجالات الصحة والتشغيل والسكن وتحسين الأجور واستعادة الامن ومواجهة الفقر وضبط الأسواق والحد من ارتفاع الأسعار ومغازلتهم فئات مجتمعية معينة مثل الأقباط والمرأة والفلاحين والعمال وأبناء سيناء والنوبة.. وتأكيدهم جميعا علي توفير الأجواء المناسبة لجذب الاستثمارات وتوفير الحماية للمستثمرين.. ومواجهة ما كان يحدث من تجاوزات في عصر »مبارك«! . برامج المتنافسين علي »قصر العروبة« لم تختلف كثيرا عما كان يطرح في السنوات الماضية.. فتحدث »حمدين صباحي« عن نقل البلاد إلي مصاف الدول الناهضة اقتصادياً خلال 8 سنوات.. وأشار »عمرو موسي« إلي مواجهة تفشي ظاهرة الفقر رافضاً فكرة دعم الطاقة لجميع الفئات.. ودعا »محمد مرسي« مرشح الاخوان إلي ترشيد الانفاق الحكومي مع زيادة الإنتاج.. وحدد 5 أزمات قال إنه سيبدأ في حلها فورا وهي الوقود ورغيف الخبز والقمامة والمرور والأمن.. واكد الفريق »أحمد شفيق« التزامه بالحفاظ علي حقوق العمال وأصحاب المعاشات .. وتبني »عبدالمنعم أبو الفتوح« الدعوة لإعادة هيكلة النظام الضريبي لرفع موارد الدولة عن طريق فرض ضرائب رأسمالية علي العقارات والبورصة والسلع الترفيهية. صفات الرئيس كانت محور أهتمام الفيلسوف اليوناني »افلاطون« والعربي »الفارابي«.. ففي »جمهوريته الفاضلة« اشترط افلاطون أن يكون رئيسها فيلسوفاً لتمتعه بصفات »القائد« وهي »الحكمة والصدق والإدراك والإنسانية والرحمة والعدالة والعلم والصبر والشجاعة«.. وفي »مدينته الفاضلة« حدد »الفارابي« صفات يجب أن يتحلي بها أي رئيس.. وقسمها الي "جسدية وعقلية واخلاقية".. وقال انه يجب أن يكون الرئيس تام الأعضاء الجسدية قادر علي انجاز أعماله الخاصة بسهولة.. وان يكون فطن يفهم الامر بأدني اشارة او دليل.. ويجيد الفهم والتصور لما يقال له ويفهمه علي ما هوعليه.. ولديه القدرة علي حفظ وادراك ما يفهمه و يراه ويسمعه.. وان يكون حسن الكلام ويعبر بوضوح عما يريد قوله.. ومحب للتعلم والاستفادة من العلم ولايشعر بالارهاق من الكد والتعب.. كما يجب الا يكون »شره« في المأكل والمشرب والزواج.. ومحب للصدق والعدل ويكره الكذب والجور.. وعزيز النفس معتز بكرامته.. وزاهد في المال والثروة وسائر أعراض الدنيا.. وقوي العزيمة.. ويتقدم الصفوف دون تردد أوضعف.. وان يكون حكيما وعالما وحافظا للشرائع والسنن وسيرالأولين.. وقادر علي الاستنباط.. ويستطيع مباشرة اعمال الحرب. لا اعتقد ان أياً من المتنافسين علي »كرسي الرئاسة« يحمل الصفات التي تحدث عنها »افلاطون او الفارابي«.. كما ان تشابه معظم برامجهم مع ماكان يطرحه »مبارك« و»الحزب الوطني المنحل«.. بشأن القضاء علي الفقر ومواجهة البطالة ومد مظلة التأمين الصحي ورفع الحد الأدني للأجور والقضاء علي العشوائيات وتفعيل قطاع السياحة والتعهد بالسيطرة علي ارتفاع الأسعار يشير الي ان اختيارنا لن يكون للبرامج ولكن للأشخاص وبحسب الانتماء السياسي.. وبصراحة لايهمني من سيكون »الرئيس القادم« صباحي أو أبو الفتوح أو مرسي أو موسي أو شفيق فالمهم أن يظل الشعب وميدان التحرير المراقب للرئيس والحكومة والبرلمان والقادر علي عزلهم في أي وقت.