جمال الغيطانى في الادب العربي القديم عن فن المناظرة، وهو مفهوم خاص للحوار بين المتناقضين سواء كانت افكارا أو رؤي. أو مناظرات متخيلة مثل المناظرات بين المدن، بين الليل والنهار، بين الشعر والنثر، وخلال تلك التي كانت تجري بين الفلاسفة والفقهاء جري الحرص علي اداب يلتزم بها المتناظران، اهمها عدم الاسفاف بتجريح طرف لطرف، او التهكم عليه. او محاولة السخرية من شخصه. المهم هو التركيز علي الموضوع، في الغرب تعتبر المناظرة خاصة في المجال السياسي فرصة لابراز الافكار المتضادة وموقف الأحزاب المتنافسة ممثلة في زعمائها او من وقع عليهم الاختيار ليكونوا ممثليها في الانتخابات. وخلال التناظر يحاول كل طرف الا يسف. الا يكذب او يلجأ الي تجريح الطرف الاخر. اذ يعتبرون ذلك اسفافا يرتد الي صاحبه، لذلك يكون التناظر حول خلاف الرؤي في موضوعات محددة مثل الامن، البطالة، قضايا التخضم، العلاج، القضايا التي تهم الناخبين وليس المنظرة والعجرفة التي تغطي خواء رهيبا وكذبا صريحا علي أمة، لقد تفوق عمرو موسي في اجابته علي مراوغات المرشح المستبعد حازم صلاح ابواسماعيل. بدا واضحا منذ البداية محاولة منافس ابوالفتوح الظهور المتكلف والنظر اليه من مكان اعلي مع توظيف ملامح الوجه. والتركيز علي العلاقة بالاخوان والتي لم يتبرأ منها الدكتور ابوالفتوح ولم يبد لها او يخرج منها في المقابل الطفل لا يمكن ان يصدق ان عمرو موسي كان معارضا، وانه كان مختلفا من اجل الوطن وليس مثل الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح الذي يعارض من اجل عضويته لجماعة الاخوان. هذا منطق غريب، فهل المعارض الماركسي يتخذ موقفا لانه ماركسي والناصري لانه ناصري فيما عدا عمرو موسي الذي يتخذ موقفا مطلقا لا مثيل ولا سابقة له لانه لم يحدث اصلا،. لقد استمر وزيرا فوق العادة لمدة عشر سنوات. وعندما خرج لم يخرج الي بيته ولا الي السجن كما حدث لغيره، بل وظف الرئيس السابق امكانيات الدولة المصرية لإحاقة امينا للجامعة العربية، ليس مرة واحدة، ولكن جري التجديد وكان التدبير يجري لبقائه فترة ثالثة، غير ان الثورة حالت دون ذلك وفي نهاية خدمته حصل علي مكافأة غير مسبوقة في تاريخ الجامعة، خمسة ملايين دولار، لابد من توضيح ملابساتها والهدف منها فلم تحدث من قبل وجري تمويل هذه المكافأة من دول خليجية في توقيت استعداده لخوض انتخابات الرئاسة. لقد كان خروجه الي منصب اعلي واجر اضخم.. عملت الدولة المصرية لتوليته فاذا كان يعتبر المنصب اقل لماذا قبله واستمر فيه. لماذا لم يرفضه وهذا اضعف المعارضة، كان تعيينه امينا عاما مكافأة معنوية ومادية. اين المعارضة اذن؟ ولماذا الاستخفاف بعقول الشعب؟