لم ينتصر الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح لرئاسة الجمهورية علي منافسه عمرو موسي في المناظرة التي جرت بينهما لعدة ساعات، واستمرت حتي الساعات الأولي من أمس »الجمعة« بقدر ما هزم موسي نفسه، وكشف عوراته السياسية، وشراكته الواضحة في فساد النظام السابق، مع أنه حاول مراراً ادعاء البطولة، واظهار نفسه كواحد من أهم المعارضين والرافضين لسياسات الرئيس المخلوع، وقال ان رفضه لمبدأ التوريث كان وراء اقصائه عن منصبه كوزير للخارجية!. لقد استمر عمرو موسي وزيراً لخارجية مبارك سبع سنوات، ومنحه مبارك مكافأة نهاية الخدمة بتعيينه أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، ونال من وراء هذا المنصب الكثير من المكاسب والمغانم، وأغدقت عليه الأموال والهدايا من كل حدب وصوب.. فهل كان ذلك عقاباً لمعارض ورافض، أم كان مكافأة لمرءوس اجتهد لإرضاء ولي نعمته؟ وحاول عمرو موسي تبرئة نفسه بلا جدوي من عصر فاسد، كان هو واحداً من أهم رموزه.. وحاول بسذاجة بالغة إلقاء التهم علي منافسه، الذي نجح في الرد بموضوعية علي كل اتهاماته.. بينما كان موسي يتهرب من أسئلة واتهامات أبوالفتوح، بطرح اسئلة مضادة بدلاً من أن يجيب ويفند كلام منافسه.. ولجأ موسي إلي استخدام لغة الجسد واليدين، ولكنه كان مثل الممثل الفاشل، الذي يتمني جمهور المشاهدين اخراجه من علي خشبة المسرح!. وبينما كان ابوالفتوح واضحاً في ردوده علي الأسئلة التي وجهها اليه محاوراه مني الشاذلي ويسري فوده علي الترتيب، ووقف ثابتاً قوياً.. كان عمرو موسي يتهرب من العديد من الأسئلة، ورفض الكشف عن ذمته المالية وحالته الصحية، وتهرب من إعلان رأيه صراحة في موقفه من اسرائيل.. وبينما كان أبوالفتوح عفاً في حديثه عن منافسه، كان عمرو موسي مستفزاً أو هكذا أراد أن يكون واتهم أبوالفتوح بأنه لا يفهم.. ولم يكن موفقاً في ذلك!. وأريد أن أسأل عمرو موسي: اذا كنت رافضاً لسياسة المخلوع، لماذا لم تقدم استقالتك؟.. هل كان المنصب أهم عندك؟.. أم خفت من تبعات الاستقالة؟.. وفي كل الأحوال، من المؤكد أنه ليست لديك إجابة!.