أفقيا : (1) لو زرت امريكا فستجدهم يحرصون علي اي أثر يمكن ان يضفي علي دولتهم التي لا يزيد عمرها عن 236 عاما، أي مسحة من عراقة.عندنا العكس ..هنا من يحاول ان يلغي بجرة قلم او بمشروع قانون ، تاريخا يمتد الي أكثر من 1000عام. والكارثة في حالتنا، ان من سيفعل ذلك، لن يلغي أثرا عظيما فقط ، بل سيجرد أمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" من مرجعية يعود اليها مليار وربع المليار مسلم منتشرون في جميع ارجاء كوكب الارض . المشكلة برزت الاثنين الماضي في لجنة الاقتراحات والشكاوي بمجلس الشعب ، التي أحالت مشروع قانون بشأن »إعادة تنظيم الأزهر«، إلي اللجنة الدينية بالمجلس. تضمن مشروع القانون حذف عبارة »الأزهر المرجع النهائي في القضايا الدينية« . كما نص المشروع الذي تقدم به النائب السلفي علي قطامش، »علي الا يكون الازهر المرجعيه الوحيدة في الشئون الدينيه، ولا يكون صاحب الرأي الوحيد فيما يتصل بالشئون الدينيه والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام". اعتقد ان النائب قطامش والتيار السلفي سيكون اول الخاسرين لو تم تجريد الازهر من مرجعيته، لانه حين يحتدم الخلاف بين التيارات الاسلامية في المجتمع، يحتكم الجميع الي الازهر الذي لا ينحاز الي فريق دون آخر، بل يعدل بين الجميع، وحين احتدم خلاف الامة حول وثيقة السلمي، هرع الجميع الي الازهر يستنجدون بوثيقته. لو ألغيتم مرجعية الأزهر، قل علي مصر السلام. (2) شكاني "كي بورد" كومبيوتري المحمول الي الله. ما أن اضغط علي حروفه لكتابة رأي ما ، عن الانتخابات الرئاسية مثلا، عندها تقرر محكمة القضاء الاداري وقف اجراء الانتخابات، فتسرع سبابتي الي الضغط علي DELETE)) "مسح"، تألم الكي بورد من كثرة الكتابة، ثم الالغاء بعد أن اصبح الوضع في مصر"كل ساعة هو في شان". حاولت استرضاء لوحة مفاتيح الحروف بجهازي، حين أحسست بانزعاجها الذي ظهر واضحا ،عندما بدأت تعصي اوامر وضغطات أناملي فتكتب الغين عيناً والجيم حاءاً حتي اصبحت حالة كلماتي"جيم" ، قلت لها يا لوحتي: ليت الامر بيدي، فأنا مثلك اريد أن أفرغ من مقالي لأتفرغ لأمور اخري ، لكن ما باليد حيلة، ما كتبته من لحظات، نسخته الاحداث تماما، هل تريدين يا لوحتي ان تجعليني أضحوكة للقراء؟ . لم أقل لها اذا كنت قد تعبت من مجرد الضغط عليك، فماذا تفعل تلافيف خلايا مخي التي"تلخبطت" ولم تعد تفهم ما يدور حولها من تغيرات حادة مفاجئة من اقصي اليمين الي اقصي اليسار، ومن حذف اسماء لمرشحين ثم اعادتها، ومن اعادة بعض المرشحين ثم حذفهم، ومن تبخر رجال الشرطة في بعض الايام، وظهورهم بكثافة في أخري. وهل ستجري الانتخابات بشفيق أم بدونه، وهل ستجري اساسا بعد حكم محكمة القضاء الاداري ببنها أول أمس أم لا؟ الحكم قضي بوقف تنفيذ قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فيما تضمنه بدعوة الناخبين للاقتراع في انتخابات رئاسة الجمهورية يومي 23 و24 مايو الجاري، علي اساس أن اختصاص دعوة الناخبين للاقتراع معقود للمجلس الأعلي للقوات المسلحة وحده، وأن اللجنة العليا تخطت اختصاصها دون وجه حق. وحل هذا الامر يتلخص في تعديل الموقف القانوني لقرار دعوة الناخبين للاقتراع في الانتخابات الرئاسية ليصدر من المجلس العسكري . ولا ندري ماذا يحدث غدا، وما سيقفز امامنا من دعاوي قضائية في حرب الطعون القضائية المستعرة اليوم؟ في الماضي كنا نقول ان الاحداث انقلبت رأسا علي عقب قبل ان يجف الحبر علي الورق، الان اصبحت تخرج منا قبل ان ندفع بالماوس في اتجاة SAVE ) ") حفظ" . رأسيا : (1) إصرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية علي استمرار الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء موقعة الجمل، في سباق الإنتخابات، رغم أنف الجميع ،سيجبره علي تغيير شعار حملته الي "لازم شفيق" ولو كره 90 مليون مصري. نحن امام مستر اكس، او فان دام ، او بروس لي، او جورج سيجال ، او كلهم في واحد هو احمد شفيق. (2) الحمد لله ان محاولات ادعاء التبسط من بعض مرشحي الرئاسة، اقتصرت علي تناول سندوتشات الفول والطعمية، ولم تتعدها الي اطعمة اخري ضارة بالصحة حتي لا يحدث ما طالب به الاطباء الرئيس الامريكي اوباما من التوقف عن التهام الوجبات السريعة مثل الهامبرجر والسجق علي الملأ لما في ذلك من تأثير علي صحة أفراد الشعب الامريكي الذي ينظر الي اوباما باعتباره قدوة. ربنا "محلي لنا زادنا" وان خلص الفول كل مرشح للرئاسة مسئول. (3) كان "ناقصنا" لطم الشيعة..مصر كلها تلطم بسبب عدم اكتمال الثورة، وترشح الفلول، ودخول الشرطة العسكرية مسجد النور بالاحذية، وضربهم للاعلاميين والصحفيين علي القفا. عندنا ما يكفينا من اسباب للطم، ولا نحتاج من القلة من شيعة مصر أن يقيموا أول لطمية في تاريخ البلاد الحديث، حيث لم تعرف مصر من قبل قيام اي مسلم بلطم خدوده والضرب علي صدره، كما يفعل الشيعة في ايران والعراق ولبنان وباكستان وافغانستان وبصفة خاصة في ذكري استشهاد الامام الحسين وعاشوراء. وفي كل الاحوال، وسواء بالنسبة للطم علي احوال البلاد والعباد، او اللطم الشيعي، نؤمن بحديث خير الخلق كلهم جميعا"ليس منا من شق الجيوب ولطم الخدود ودعا بدعوي الجاهلية". (4) سأل الإمام أحمد بن حنبل حكيما كيف أسلم من الناس؟ فقال بثلاثة : أن تعطيهم ولا تأخذ منهم وأن تقضي حقوقهم ولا تطالبهم بحقوقك وأن تصبر علي أذاهم وتحسن إليهم ولا تسؤهم. فقال الإمام أحمد : إنها لصعبة. فأجاب الحكيم : ولعلك مع هذا تسلم منهم.