إبراهيم سعده "ماحدث في ميدان العباسية منذ أيام هل يتكرر غداً أو بعد غد؟!". سؤال يتردد علي الألسنة في كل مكان، خوفاً وفزعاً وفقدان ثقة في عدم تكرارها بالنتيجة المرعبة التي انتهت إليها اعتصامات واشتباكات يوم الجمعة الماضية. المتفائلون في عودة الأمن والاستقرار يستندون في تفاؤلهم الرومانسي إلي اقتراب الانتخابات الرئاسية التي ستحسم الفائز المنتظر من بين ال31 مترشحا للمنصب الأعلي والقادر علي حل كل الأزمات التي نعاني ونتخوف من نتائجها، وعلي رأسها وقف الفوضي وعودة الأمن والأمان للمواطنين. شجعني هذا "التفاؤل" علي العودة إلي التصريحات الأخيرة للسادة المترشحين للرئاسة والخاصة بما حدث في موقعة العباسية، للتعرف علي ما ننتظره ونتوقع تنفيذه من رئيسنا المتحمل لمنع الفوضي، وعدم تكرار ما حدث في ميدان العباسية وما سبقه في ميادين أخري خلال العام الماضي. ونبدأ بالدكتور محمد سليم العوا الذي أدلي في حديثه مع الإعلامي وائل الإبراشي بتصريحات قوية مطالباً المجلس بتقديم الشيخ حسن أبو الأشبال احد قيادات الدعوة السلفية للمحاكمة العاجلة لتحريضه عبر قناة "الحكمة" علي قتل أعضاء المجلس العسكري وسفك دمائهم (..). وكان "أبو الأشبال" قد دعا أنصاره في الميدان إلي اقتحام مقر وزارة الدفاع والقبض علي أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة لمحاكمتهم وإعدامهم (..). وعن هذا التحريض السافر علي القتل قال د. العوا:"إن »أبو الأشبال« حكم وقرر إعدام 91 رجلاً هم أعضاء المجلس العسكري الحاكم"، وأضاف قائلاً: "إنني لا أقبل كلمة واحدة مما قاله أبو الأشبال. فهو يكفر 91 مسلماً بلا دليل، وهذا ليس موجوداً في الدين الإسلامي". لم يكتف رئيس الجمهورية المحتمل د. العوا بذلك وإنما أكد أنه لو كان مكان المجلس العسكري أي صاحب القرار لأحال هذا الرجل "أبو الأشبال" إلي مكتب النائب العام فوراً لأنه ارتكب تهمة التحريض علي قتل 91 رجلا من رجال القوات المسلحة. ومن جانبه علق السيد/ عمرو موسي - رئيس الجمهورية المحتمل - علي مأساة ما حدث في ميدان العباسية، قائلاً: "لا أفهم كيف يحاول البعض غزو وزارة الدفاع؟! فين البلد؟ وفين الدولة وهيبتها ؟وما الهدف من هذا الغزو؟! الناس عايزة إيه؟ تروح وزارة الدفاع ليه؟ وباسم مين؟" وأوضح رئيس الجمهورية المحتمل أنه من حق الجميع أن يتظاهر. من حق الجميع أن يعبر. لكن أن نقوم بغزو وزارة الدفاع مقر قيادة الجيش المصري فهذا لا علاقة له من قريب أو بعيد بحق التظاهر، ولا بحرية التعبير. فالجيش قال إنه سينقل السلطة في 03 يونيو، فلماذا نغزو وزارة الدفاع؟ كأننا بذلك نضع مصر في مهب الريح.. ولحساب من؟ وأجاب عمرو موسي علي تساؤلاته مؤكداً أنه كمصري لا يقبل أبدا بما حدث. ونبه إلي أن هناك "من يقومون بتسليط المتظاهرين للاقتراب من وزارة الدفاع. وهناك من يفكر في مصلحته الشخصية، وجمع الأصوات علي حساب البلد، وإشاعة الفوضي فيها. فالثورة ليست أن ننطلق إلي أبواب وزارة الدفاع. ومن فعل ذلك صنف آخر غير صنف الثوار. فكيف لنا أن نتصور أن هناك مصريًا يريد احتلال وزارة الدفاع، أو يحرض علي إعدام قادتها؟! أما رئيس الجمهورية المحتمل الدكتور محمد مرسي فقد رأي تعميم التنديد بكل المآسي الدامية التي عانينا منها منذ موقعة الجمل وما تلاها وصولاً إلي موقعة العباسية متهما فلول النظام البائد بافتعالها وتنفيذها. وأضاف د. مرسي قائلاً في لقاء شعبي حاشد عقده في أسوان : "إن هذه المحاولات لن تنجح، ولن يعود أو يحدث عهد الحاكم الإله وعهد الظلم والاستبداد، واننا لم نتراجع ولن ننحني لأن الزمن لن يعود الي الوراء". وتوعد رئيس الجمهورية المحتمل "الفلول" مؤكداً: "لن تقر لنا عين أو يغمض لنا جفن .. حتي نقتص ممن أراق دماء المصريين. ولن يفلت المجرمون ومرتكبو هذه الجرائم من المحاكمة الناجزة والقصاص العادل". .. وللحديث بالطبع بقية.