وسط هذا الزخم السياسي بعد ثورة يناير لم يفكر أحد في احتياجات الناس.. وحين يأتي من يشعر بهم ويحقق حلم تطوير العشوائيات بدون أن يكلف الدولة مليماً واحداً علينا أن نصفق له بدلاً من إهمال مشروعه والوقوف ضده بالمرصاد، ونقول هذا ليس وقته، هذا ما حدث لنادي روتاري الكرنك الذي قام بدراسة رائعة لتطوير منطقة المرج شديدة العشوائية " التي يسكنها حوالي 2 مليون نسمة " وقد تمت بعد بحث متطلبات سكان المنطقة، والفكرة كما تقول نازك الألفي رئيسة النادي ظهرت خلال مشاهداتهم في إحدي الجولات الخيرية وجود قصر نعمة التاريخي المقام علي مساحة 12 فداناً من الحدائق الجرداء المظلمة المكدسة بالقمامة في تلوث بيئي صارخ للمنطقة ويتردد عليها الخارجون عن القانون والبلطجية الذين يتخذون من حدائق القصر مأوي لهم ويهددون سكان المنطقة، من هنا جاءتهم فكرة تحويل حديقة القصر إلي منتزة عامة تحتوي علي مركز ثقافي ومسرح وسينما ومكتبة وفصول محو أمية ومركز صحي وناد اجتماعي ومركز تدريب مهني للشباب ومجمع سلعي وخدمي و..و.. هذا المشروع سيتم انشاؤه بالجهود الذاتية، وقد راقت الفكرة لوزير الثقافة الذي تعهد في حالة تنفيذ المشروع بترميم القصر وتحويله لمزار سياحي، كما راقت الفكرة لوزيرة البحث العلمي التي تعهدت بإنشاء مركزاً للبحث العلمي يضاف للمشروع الذي سيسلم بعد الانتهاء منه لمحافظة القاهرة ووزارة الثقافة للإشراف عليه، وبعد أن تم جمع الأموال وإقامة الحفلات الخيرية التي زادت من المتبرعين اكتشفت المحافظة أن حديقة القصر تتبع وزارة الزراعة فقامت رئيسة النادي بالإتصال بالمسؤولين بها وبمكتب الوزير مراراً وتم إهمال طلبها، فهل نأمل من وزير الزراعة الرد بالموافقة علي المشروع الذي سيساهم في رفع مستوي المنطقة وتخفيف الضغط عن القاهرة، أم أن تعذيب الناس وحرمانهم من الاحتياجات الضرورية أصبح سمة عامة للنظام السابق وامتداده الحالي.!